لقاح واعد لكورونا عن طريق الفم بدل الحقن يدخل سباق التّجارب !
الأثنين 29 ـ 06 ـ 2020
تميل أغلب الشركات التي تتنافس في سباق الوصول إلى لقاح للتحصين ضد فيروس
« كورونا المستجد » إلى استخدام أسلوب الحقن في توصيل المادة الدوائية إلى الجسم ؛ لكن « فاكسارت » الأمريكية ، وهي شركة تقنية حيوية متخصصة في تطوير اللقاحات الفموية، أعلنت أول من أمس عبر موقعها الإلكتروني ، أن «لقاحها الفموي الخاص بـ « كوفيد – 19 » تم اختياره للمشاركة في تجارب الرئيسيات غير البشرية ، بعد أن أظهر مؤشرات واعدة لنجاحه في التحصين ضد المرض الجديد » .
ويتم تنظيم التجارب وتمويلها من خلال عملية « وورب سبيد » ، وهو برنامج وطني بالشراكة بين
القطاعين العام والخاص بأمريكا بميزانية لا تقل عن 10 مليارات دولار، ويهدف إلى توفير كميات كبيرة
من اللقاحات الآمنة والفعالة للأمريكيين بحلول يناير / كانون الثاني 2021 ، ووفقاً لموقع " الشرق الأوسط " ، تقوم فلسفة اللقاحات التي تعمل عليها الشركة على توليد استجابات مناعية مخاطية لديها القدرة على توفير
« مناعة معقمة » لأمراض مثل « كوفيد – 19 » ، و« المناعة المعقمة » هي أسلوب للتحصين يمنع العدوى الفيروسية الفعالة في الكائن المضيف للفيروس ، وهي تختلف عن اللقاحات التي تسمح بالعدوى التي لا تسبب أضرارا ؛ لكنها تدرب الجهاز المناعي على اكتشاف الفيروس لاحقاً عندما يهاجم الجسم .
وقال أندريه فلورويو ، المدير التنفيذي للشركة في البيان الذي نشرته على موقعها ، إن « الفيروس التاجي
الذي يسبب « كوفيد – 19 » ينتقل بشكل أساسي عن طريق الجسيمات الفيروسية التي تدخل عبر
الغشاء المخاطي - الأنف أو الفم أو العيون - مما يشير بقوة إلى أن ( المناعة المخاطية ) التي يوفرها اللقاح ،
يمكن أن تكون بمثابة خط الدفاع الأول » ، واستخدمت « المناعة المخاطية » في لقاح سابق قامت الشركة
بإنتاجه ، ونشرت نتائج المرحلة الثانية من تجاربه السريرية بدورية « ذي لا نسيت » في 21 يناير / كانون ثاني الماضي ، وكشفت النتائج نجاحه في الحماية من عدوى الإنفلونزا بعد جرعة واحدة فقط ، واستناداً إلى هذه
النتائج ، يعتقد مسؤولو شركة « فاكسارت » أن « لقاحهم سيكون مثالياً في الحماية من فيروسات الجهاز التنفسي المخاطية مثل فيروس ( كورونا المستجد ) المسبب لـ ( كوفيد – 19 ) » ، وشرح والتر لاتور ، العضو المنتدب ، الرئيس التنفيذي للشركة ، آلية التصنيع في حوار مع شبكة « تكنولوجي نت وورك » في 27 مايو الماضي ،
قائلاً : « بمجرد نشر تسلسلات الفيروس الجينية ، تم تصنيع الأحماض النووية الخاصة به واستنساخها ، وتم تحميلها على فيروسات غدية غير ضارة بالجسم ، واستخدمنا الفيروسات الغدية (Adenovirus 5 )
مع مساعد جزيئي من مجموعة فيروسات الحامض النووي الرايبوزي مزدوج الخيط ( dsRNA ) » ، مضيفاً :
« كان التحدي الرئيسي الثاني هو تطوير آلية لتوصيل اللقاح بشكل موثوق إلى الموقع الصحيح في الأمعاء ، فطورنا قرصاً مغلفاً معوياً يحمي اللقاح من البيئة الحمضية في المعدة ، ثم يطلق العنصر النشط في الأمعاء الدقيقة » ، وقبل تجارب الرئيسيات غير البشرية والتي سيخوضها اللقاح ضمن عملية « وورب سبيد » ، أظهر اللقاح نتائج إيجابية في حيوانات المختبر، ويقول لاتور: « ساعد اللقاح على إنتاج أجسام مضادة قوية ضد الفيروس ،
بعد الجرعة الأولى والثانية ، مع تأثير تعزيز واضح بعد الجرعة الثانية ، وكانت استجابات الأجسام المضادة
في جميع المجموعات المحصنة ذات دلالة إحصائية ، حيث بلغ متوسط تعداد الجسم المضاد ( ELISA IgG ) أكثرمن 10000 مقارنة بالمجموعات الضابطة غير المعالجة » .
« وفي حال مضى هذه اللقاح بتقدم في مرحلة التجارب على الرئيسيات غير البشري ، ثم أثبت نجاحاً أيضاً
في التجارب السريرية ، فستكون فرصة التسويقية كبيرة جداً ، مقارنة بالمنافسين في سوق اللقاحات » ،
كما يقول الدكتور محمد سمير، أستاذ الأمراض المشتركة بجامعة الزقازيق ( شمال شرقي القاهرة ) ،
الباحث السابق بمعهد هلمهولتزلأبحاث الأمراض المعدية بألمانيا ، مضيفاً لـ « الشرق الأوسط »
أن « لقاحات الفم تكون أسهل في التصنيع والتوزيع، لأنه يمكن شحنها وتخزينها في درجة حرارة الغرفة ،
كما أنها ستكون مفضلة لدى قطاع ليس بالبسيط يكره الحقن ، ويمكن أن يحجم عن تناول اللقاح لهذا السبب » .
المصدر / موقع البيان الألكتروني .