ما معنى بلغ السيل الزبى ؟
بقملم : هيثم عمايرة - اإنّ هذا المثل
بلغ السيل الزبى ، هو من الأمثال العربية القديمة التي تقال في الأوقات التي تصل فيها الأمور إلى حد لا يمكن السكوت عليه ، فينفذ حينها الصبر ؛ لأنّه قد كان من غير المتصور أو المتوقع أن تصل الأمور إلى ذلك الحد ، فإذا حدث ووصلت إلى ذلك الحد ، ففي هذه الحالة تكون قد فاقت التوقّعات والحسابات ، فلا يحتمل الصّبر حينها ، ولا يمكن السكوت عليها ، إنّ معنى ( الزُّبَى ) كما يقول صاحب لسان العرب : « جمع زُبْيَة ، وهي الرابية
لا يعلوها الماء » [ لسان العرب / باب الواو والياء من المعتل ، فصل الزاي ] ، والرابية :
هي كل ما ارتفع عن الأرض .
[ راجع : لسان العرب ] .
وقيل أيضًا في معناها : أنها حفرة تحفر للأسد بقصد اصطياده ، ولا تحفر إلا في مكانٍ عالٍ من الأرض ؛
حتى لا يبلغها السيل ، ويقول صاحب مَجْمَع الأمثال في شرحه لمعنى ( بلغ السيل الزبى ) : « هي جمع زُبْيَة ، وهي حُفرةٌ تُحْفر للأسد إذا أرادوا صيده ، وأصلها الرابية لا يعلوها الماء ، فإذا بلغها السيل كان جارفًا
مجحفًا .يضرب لمن جاوز الحد . »
[ مجمع الأمثال ، ص91 ] .
ويقال أن القصة التي تقف وراء هذا المثل هي أن رجلًا كان يعمل في صيد الأسود قام بحفر زبية عميقة
على إحدى الروابي ، ثم قام بتغطيتها بالأغصان والأعواد ووضع الطُّعْم الذي سيخدع به الأسد ويجذبه
إلى تلك الزبية ، فيسهل عليه اصطياده ، ولكن كما يقال : تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، حيث أنه في ذلك اليوم أمطرت السماء مطرًا غزيرًا وسالت السيول حتى وصلت تلك الرابية وطمرت الزبية التي أعدها ذلك الصياد لاصطياد الأسد ، فأفسدت عليه الصيد ، فقال حينها هذا المثل :
( بلغ السيل الزبى ) .
فإذا طرأ على الإنسان أمر معيّن، أو وقع في مشكلة ما وتفاقمت به إلى أن وصلت إلى حدٍ كبير فاق التوقّعات
ولا يمكن السكوت عليه ، فحينئذ يستطيع هذا الإنسان أن يتمثّل بهذا المثل : ( لقد بلغ السيل الزبى ) ، فهو يشبه
ذلك الأمر الذي تجاوز حدّه بالسيل الذي تفاقم وزاد في جريانه ، فخرج عن المألوف وجاوز حدّه ، ووصل به الأمر إلى أن يصيب الرابية المرتفعة عن الأرض، فيجرفها أو يطمرها ! هذا ونسأل الله ألا يبلغ بنا السيل الزبى
في أي أمرٍ من أمور الحياة ، ونسأله العفو والعافية ، والحمد لله رب العالمين .
المصدر / موقع موضــــوع .