مصر تودع طبيب الغلابة في مشهد حزين !
الأربعاء 20 ـ 07 ـ 2020
خرج المئات من أهالي قرية " ظهر التمساح " بمحافظة البحيرة ، شمالي مصر ، لتشييع جثمان الدكتور
محمد مشالي المعروف بـ " طبيب الغلابة " ، بعد وصول جثمانه من مدينة طنطا من أجل دفنه في مقابر أسرته ، بحضوروفود من المحافظة ونقابة الأطباء ووزارة الصحة المصرية ، وكان مشالي قد وافته المنية صباح يوم الثلاثاء ، وأعلنت أسرته الخبر، وتوجههم إلى مسقط رأسه في " البحيرة " لدفنه ، وهو ما دفع عمدة
" ظهر التمساح " إلى إتمام عدد من الإجراءات لاستقبال جثمان " طبيب الغلابة " .
في حديثه لموقع " سكاي نيوز عربية " ، يقول الحاج سعيد مشالي ، عمدة القرية ، إنهم قاموا بتجهيز المدفن الخاص بالأسرة ، كما قامت سيارات مجهزة بتطهير الشوارع والمنطقة الخاصة بالمدفن استعدادا لحضور
مشيّعي الجنازة ، وفي الساعة الثانية ظهرا ، توافدت عشرات السيارات إحداها تحمل جثمان طبيب الغلابة ، والأخرى بها عدد من أفراد أسرته ، ومئات من مُحبيه ومرضاه - كما يؤكد عمدة القرية ، ويقول الرجل
الخمسيني بينما يقف أمام مدافن الأسرة :
" فوجئنا بحضور عدد كبير من المرضى الذين تعاملوا مع الدكتور مشالي إلى القرية
لحضور الجنازة ودفن الراحل " ، واشتهر " مشالي " الذي تخرج من كلية الطب قصر العيني في عام 1967 ، بتقاضيه أجرا زهيدا مقابل الكشف الطبي للمرضى في عيادته الخاصة بمحافظة الغربية ، وفي أحد المساجد الكبرى داخل القرية ، أقيمت صلاة الجنازة ، على دعوات الجميع لروح الفقيد ، فيما اغرورقت أعين البعض
حزنا على وفاته ، قبل أن ينطلقوا إلى مقابر الأسرة لوضعه في مثواه الأخير، وبدت حالة من الحزن على وجوه المشيعين ، بينما أشار العمدة بأسى إلى أن مشالي كان محبوبا وسط أبناء القرية ، رغم عدم وجوده باستمرار
في مسقط رأسه ، موضحا :
" كان يتاجر مع الله بعلاج الفقراء بأقل أجر ، ومن لا يملك لا يدفع ، وهو ما جعله صاحب مكانة رفيعة بين الجميع " ، وفي الطريق إلى المدافن ، دار الحديث حول المساعدات التي قدمها " طبيب الغلابة " إلى البسطاء ، سواء
من خلال الكشف الطبي المجاني ، أو الدعم بكافة أشكاله ، وهو ما لفت انتباه سامح فيلفل ، أمين شباب نقابة أطباء الغربية، الذي جاء مندوبا عن النقابة ومديرية الصحة ،ويؤكد فيلفل الذي حضر تشييع الجنازة أنّ لـمشالي
قيمة كبيرة بين أبناء قريته فضلا عن مرضاه ، مشيرا إلى حالة الصدمة التي كست وجوه البعض خلال دفن الدكتور مشالي في مقابر ذويه ، وبقى عدد من أفراد أسرة الطبيب الراحل ومحبيه أمام المدفن لنحو ساعة ،
لقراءة القرآن وتلقي العزاء ، بينما أعلن مندوب عن محافظ البحيرة ، حضر بالنيابة عنه الجنازة ، قرار المحافظة بإطلاق اسم الراحل على أحد المعالم بمسقط رأسه في " إيتاي البارود " ، وفي بيان رسمي عن محافظ البحيرة ، أشاد بالجهد الكبير الذي قدمه الفقيد في تقديم الرعاية الطبية للفقراء ، وكونه نموذجا العطاء والإيثار .
كان الدكتور أحمد الطيب ، شيخ الأزهر الشريف ، قد نعى مشالي قائلا في بيان رسمي :
" رحم الله طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالي ، وأسكنه فسيح جناته ، ضرب المثل في الإنسانية ،
وعلم يقينا أنّ الدنيا دار فناء ، فآثر مساندة الفقراء والمحتاجين والمرضى ، حتى في آخر أيام حياته " .
النقابة العامة للأطباء المصرية ، تقدمت أيضا بخالص العزاء لأسرة مشالي منوهة في بيان رسمي إلى
أنه قضى سنوات طويلة في خدمة غير القادرين من المرضى ، وتقدمت بخالص العزاء لأسرته .
المصدر / موقع البيان الألكتروني .