مستويات قياسية للنيل تهدّدُ ســكّان سكّان الشّواطئ بالسّودان !
الخميس 27 ـ 08 ـ 2020
الخرطوم / طارق عثمان :
حـذّرت السلطات السودانية ، منْ أنّ مناسيب نهر النيل وصلت إلى مستويات غير مسبوقة ،
مؤكدة أنّ محطة العاصمة الخرطوم تجاوزت أعلى رقم مسجل خلال المئة عام الماضية بـ 11 سم ،
حيث سجّلت أمس 17.37 متراً مقارنة بـ 17.26 متراً في سبتمبر منْ العام الماضي ، وأعلنت أنّ زيادة
المناسيب ستستمر خلال اليومين المقبلين ، في حين غمرت مياه النيل عدداً منْ المناطق المشاطئة للنهر
في الخرطوم ، وتوقعت وزارة الري والموارد المائية ، زيادات محتملة غير مسبوقة خلال الأيام المقبلة ،
ولفتت إلى أنّ الأمطار الغزيرة التي هطلت في الهضبة الإثيوبية قد تؤدي لزيادة في وارد محطة الديم
عند الحدود السودانية - الإثيوبية اليوم ، وقال وزير الري والموارد المائية البروفيسور ياسر عباس
في مؤتمر صحافي ، إنّ مناسيب هذا العام أعلى منْ فيضان عامي 1946و1988 ، مشيراً إلى أنّ العمران
والتنمية على ضفتي النيل أدى إلى ضيق مجرى النهر ، ونوه بأنّ المناسيب في نقاط الخرطوم وشندي والنيل الرئيسي بلغت مستويات قياسية ، وتوقع فيضانات وغرق مساحات على الضفتين .
استمرار زيادة :
ونبه رئيس لجنة الفيضان ، عبد الرحمن صغيرون الزين ، منْ أنّ الزيادات في الخرطوم قد تستمر ليومين مقبلين ، وقد تصل المناسيب إلى 17.42 متراً ، كما لفت إلى أن المناسيب في القطاع الشمالي ( عطبرة ، سد مروي ،
الدبة ) تجاوزت عام 1988 ، وحذر منْ أنّ الأيام الخمسة المقبلة قد تشهد ارتفاعاً غير مسبوق في وارد المياه .
ونفى الزين أنْ يكون لسد النهضة الإثيوبي أيّ تأثير في هذه الزيادات، وقال إنّ إثيوبيا أكملت الملء الأول للسد
في يوليو الماضي ، مؤكداً أنّ ارتفاع المناسيب سببه الأمطار الغزيرة في الهضبة الإثيوبية ، وأنّ وزارة الري السودانية لديها لجان تتابع المناسيب ، وفاجأت مياه النيل مناطق عدة بالخرطوم أمس ، إذ غمرت جزءاً
منْ شارع النيل أحد أبرز شوارع العاصمة ، ومنطقة الكلاكلة المشاطئة للنيل الأبيض ، والمساكن بمنطقة
القماير بأمدما
إغاثة متضررين :
وعاتب ناشطون صوروا لحظة سقوط منازل بمنطقة القماير في أم درمان ، السلطات الحكومية لعدم استجابتها لإغاثة المتضررين الذين انهارت مساكنهم جراء الفيضان ، وباتوا في العراء ، كما أهابت لجان المقاومة بمنطقة الكلاكلات بالمواطنين بالخرطوم للإسراع في إغاثة المتضررين في أحياء الكلاكلة القبة ، وفي الولاية الشمالية ، أطلق الأهالي بمنطقة مقاشي ريفي كريمة مبادرة لدرء آثار الفيضان ، وقال رئيس المبادرة نادر سعيد ، إن المبادرة تهدف إلى درء الآثار المتمثلة في انهيار مبان وضياع ممتلكات ومحاصيل ، جراء الفيضانات ،
حيث غمر النيل قرى مقاشي ، وحزيمة ، والزومة ، والدهسيرة ، والكرو ، والدَتي .
وفي ولاية الجزيرة وسط السودان تعرضت عدة مناطق شمال الولاية للفيضان ، وتخطت المياه الطريق الرئيسي الخرطوم – مدني ، مناطق الباقير والجديد الثورة ، والمسعودية ، ومنطقة الشقلة بالقرب
منْ منطقة جياد الصناعية .
المصدر / موقع البيان الألكتروني .