لبنان ؛؛ واقعٌ معقّد وآستحقاقاتٌ لا تنتظر!
الجمعة 11 ـ 09 ـ 2020
هل ولادة حكومة تكنوقراط في لبنان كفيلة بـ ؟
إجراء إصلاحات عميقة .
استعادة ثقة الشعب .
دبي / أنس مأمون :
على مفترق طرق يقف لبنان محملاً بأثقال إستحقاقات عاجلة لا تنتظر ، مثّل انفجار مرفأ بيروت رأس هرمها الذي قلب موازين المعادلة رأساً على عقب ، وفرض على الطبقة السياسية تغييراً سريعاً لا مفر منْ الوفاء بمتطلباته ، يحتاج لبنان أكثر ما يحتاج لتشكيل حكومة مغايرة عمّا اعتاد منْ حكومات لم تستطع وعلى مدى عقود خلت ربّما خلق التغيير والواقع الجديد الذي يرنو إليه الشارع الغاضب منْ سياسييه ، فلا سبيل سوى الإصلاح الشامل في كل مناحي الحياة ، لا سيّما الاقتصاد الذي مثّل بوابة الانهيار الكبير الذي جاء الانفجار المروّع ليطبع على سطح التطوّرات مشهد الختام ، لم يجنِ اللبنانيون كما يرون أيّ ثمار منْ نظام المحاصصة الذي عايشوه سنوات طوالاً ، لم يجنوا سوى التداعي الاقتصادي والسياسي وربما الاجتماعي أيضاً ، ويتطلعون في الوقت نفسه إلى أنْ يكون انفجار بيروت منحة كما كان محنة « كاملة الدسم » ، فما بعد الانفجار لنْ يكون كما قبله ، فالتغيير في لبنان قادم، لكن ما لا يبدو واضحاً للكثير منْ المراقبين حجم هذا التغيير وتأثيره ، يمثّل الفساد المعشّش في أركان الدولة اللبنانية برأي الكثيرين ، أكبر التحدّيات ، فلا أمل في التغيير منْ دون محاربته والقضاء عليه ،
بعد أنْ أثبت أنّه غول يلتهم كل مقدّرات اللبنانيين ومقدرّاتهم الاقتصادية ، والذي تسبّب في وقوف الدولة
على حافة الإفلاس ، ويمثّل حزب الله أحد أكبر تعقيدات المشهد في لبنان ، منْ خلال هيمنته السياسية وسلاحه الذي يؤزّم ليس لبنان فقط، بل ودولاً في المنطقة ، وما سوريا سوى خير مثال ، فيما تظل تبعيته لإيران أكبر مهدّدات الأمن اللبناني ، يعيش حزب الله مأزقاً حقيقياً فيما يضيق الخناق عليه كل يوم ، بعد أنْ طالته موجة الغضب الشعبي التي تفجّرت رداً على انفجار مرفأ بيروت ، والتي حملته ليس فقط المسؤولية عنْ الانفجار ، بل آعتبرته أيضاً شريكاً أصيلاً في الفساد الذي ينخــرُ عظام لبنان .
يبدو المشهد في لبنان مهيأ الآآنْ أكثر منْ أي وقت مضى لإنجاز التغيير الذي طال آنتظاره ، بفعل الانفجاروآنهيار الاقتصاد واللذين أوقفا الجميع أمام « الحقيقة العارية » بأن لا مفر منْ التنازلات ودفع الاستحقاقات الآنْ وليس غداً ، وهو الأمر الذي أسفرعنْ تكليف مصطفى أديب بتشكيل الحكومة ، فيما يمثّل الضغط الدولي ، لا سيّما الفرنسي ضمانة منْ أجل الدفع نحو تقديم التنازلات منْ أجل لبنان .
المصدر / موقع البيان الألكتروني .