يد الإمارات الإنسانيّة ؛ تُبلسم جراح لاجئ سوري في الأردن !
الخميس 01 ـ 10 ـ 2020
عمّان / ماجدة ابو طير:
« مرت لحظات عمري كلها أمام ناظري بسرعة البرق، قبل أن أفقد الوعي وقدمي اليسرى أيضاً ،
جراء قذيفة سقطت قربي ، تمّ إسعافي ونقلي إلى الأردن مصاباً جديداً للحرب في سوريا ، واحد من الآلاف
الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب بين ليلة وضحاها » .
يروي السوري محمد التمكي « 27 عاماً » ما عاشه من أحداث منذ 2013 ، وكيف لجأ إلى الأردن
وتوجّه إلى المخيم الإماراتي - الأردني « مريجيب الفهود » ، واستقر هناك هو وعائلته ، بعد أنْ تمكّن
من تجاوز الإصابة وبتر قدمه ، قائلاً :
« هنالك العديد من اللحظات الفاصلة التي غيرت منحى حياتي ، من بينها إسعاف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي
لي ومتابعتها الدائمة لحالتي ، بل وفضلها في مواصلتي تعليمي وتخصصي في إدارة الأعمال » .
يتمسّك محمد بالأمل والإصرار في مواجهة صعوبات الحياة ، ولا تنقصه العزيمة ، إذ لم يثبط من همته بتر قدمه ، فيما ساعدته هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على تجاوز الصعاب وبدء حياة جديدة ، يقول محمد : « لقد تواصلت معي هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وساعدتني في تركيب طرف صناعي في العام 2014 ، بعد التئام جرحي وأخذ الشكل المناسب للتركيب ، وآستبدلته ثلاث مرات بواسطتهم خلال هذه السنوات ، فالطرف الصناعي له عمر محدد ويحتاج للتبديل بعد مدة محددة » .
يحكي محمد عن تأثّر عائلته نفسياً بإصابته ، لا سيّما والده الذي رافقه طوال رحلة العلاج ، مضيفاً :
« كان والدي قلقاً من أنّ أصاب بصدمة وأنْ تتعطل حياتي جراء الإصابة ، إلّا أنني استطعت تجاوز الصعوبات ، ومع إتمامي لدراستي الجامعية تحسنت نفسيتي ، أعمل الآن متطوعاً في مؤسسة أرض البشر، لم أكن قادراً
في السابق على المشي بسهولة بل أعتمد على العكازة ، لكن بعد تركيب الطرف الصناعي أصبحت معتمداً
على ذاتي وأخطط لمستقبلي ، نصيحتي لشباب المخيم بأهمية العمل على الذات والأخذ بالأسباب ، والفرص
ستأتي دون شك » ، يشير محمد إلى أنّ الإصابة لا تظهر عليه ، ولا أحد من المحيطين يعرف بتر قدمه إلّا
أذا أخبرهم ، مردفاً : « أود شكر « الهلال الأحمر » على جهوده معي طوال سنوات ، لقد ساعدوني على
استعادة حياتي ، فهم يثبتون دوماً أنّ الخير مازال موجوداً ، واستطاعوا بث الأمل في اللاجئين السوريين
في المخيم ، وساعدوهم على تجاوز الظروف الصعبة » .
المصدر / موقع البيان الألكتروني .