أردوغان يُنعشُ " الطّورانية " القديمة في كاراباخ !
الأربعاء 07 ـ 10 ـ 2020
رستم محمود / القاهرة :
في معظم تعليقاته على الحرب التي الدائرة بين أذربيجان وأرمينيا ، فإنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يُشير في معرض تأكيد دعمه لأذربيجان إلى أنّ الشعب الأذري شعب شقيق لنظيره التركي ، وأنّ الدماء والعرق القومي هو ما يجمع الطرفين قبل أيّ شيء ، و ما يختصر به قائلاً : " شعب واحد في دولتين " .
إشارات أردوغان العرقية تدل على أن المسألة بالنسبة للرئيس التركي لا تتعلق في المقام الأول بمؤازرة
أي حقوق سياسية لدولة أذربيجان ، ولا حتى بمحاولة تكوين توازن سياسي وأمني وعسكري في منطقة القوقاز ، بل تنحدر لأنْ تكون مجرد تأييد عرقي قومي ، تبذلها تركيا في سبيل دولة ينتمي سكانها إلى نفس العرق والقومية ، بغض النظر عنْ أحقية وعدالة هذه القضية التي يدخلون حرباً في سبيلها .
القومية الطورانية :
في أواخر القرن التاسع عشر ، وبينما كانت الإمبراطورية العثمانية تعيش عصر انهيارها المتسارع ، بالذات
بعد الهزائم التي منيت بها في منطقة البلقان ، في مواجهة روسيا وبلغاريا وصربيا واليونان ، وحيث كان العرب والأرمن والأكراد يعبرون بمزيد من الشجاعة عما يلحق بهم من مظلومية تجاه هيمنة العنصر التركي على الإمبراطورية العثمانية بكل مفاصلها ، بالذات العسكرية والسياسية والاقتصادية ، في ذلك الوقت تصاعدت موجات من القومية التركية الفاشية ، التي عُرفت وقتئذ بـ " القومية الطورانية " ، كان الشبان الأتراك وقتها يرون بأنّ مواجهة آنهيار الإمبراطورية العثمانية عسكرياً ، وصعود المطالب القومية العربية والكردية والأرمنية يمكن حلها بإيجاد إمبراطورية بديلة ، تمتد من أواسط آسيا ، على الحدود من الصين ، حتى بحر قزوين والقوقاز وتركيا الحالية ، يكون تمجيد العرق القومي التركي أساس بنائها ، سُميت تلك القومية بالطورانية نسبة لهضبة تقع جنوب بحر قزوين ، قريبة من أذربيجان الحالية ، كان القوميون الأتراك يرون فيها صلة الوصل بين جغرافيات العرق التركي ، بين أواسط آسيا والقوقاز والأناضول ، أيْ مركز حلمهم الإمبراطوري / العرقي .
المصدر / سكاي نيوز عربية .