أمريكا واليمين المتطرف ؛ هل تحدث صدامات أهليّة بعد الانتخابات ؟ !
السبت 10 ـ 10 ـ 2020
/ أ.ف.ب :
ألقى توقيف 13 رجلاً كانوا يخططون لخطف حاكمة ميشيغان وبدء « حرب أهلية » ، وقبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، الضوء على وجود جيوب مسلحة لليمين المتطرف ، تشكل بحسب الشرطة الفدرالية ، التهديد الإرهابي الأول في عهد دونالد ترامب ، وتشكل المجموعات المسلحة ذات الأيديولوجيا اليمينية والدوافع المتعددة جزءاً من المشهد الأمريكي ، منذ وقت طويل ، وأكثرها شهرة هي مجموعة « ثري بيرسنترز » و« أوث كيبرز » و« براود بويز » وكذلك « بوغالوس بوا » و« باتريوت براير » ، وتشترك تلك المجموعات بدفاعها عنْ حق آمتلاك السلاح والعداء للحكومة والسلطة والأفكار اليسارية ، وبعضها مؤيد للأفكار الداعية بتفوق العرق الأبيض ولديها ارتباطات بحركات للنازيين الجدد، وتعتبر أنّ قوات الأمن عملاء حكومة استبدادية ، فيما تحضر أخرى لثورة وطنية أو حرب عرقية ،وفي بعض الأحيان ، يعتنق أصحابها أفكار حركة اليمين المتطرف « كاي أنون » المؤمنة بنظرية المؤامرة ، والتي تعتبر أن ترامب يخوض حرباً سرية ضد جماعة ليبرالية عالمية مؤلفة من متحرشين بأطفال وعبدة شياطين ،وبحسب خبراء، تضم هذه المجموعات آلاف المؤيدين في البلاد ، وهي تتواصل برسائل مشفرة على مواقع التواصل الاجتماعي ، يعتنق غالبية الرجال الـ 13 ، الذين أوقفوا الخميس في ميشيغان أيديولوجيا مجموعة « بوغالو » وغالبتيهم كانوا أعضاء في مجموعة محلية مسماة « وولفرين واتشمِن » ، وتهدف مجموعة « بوغالو » ، التي تضم نازيين جدداً وفوضويين من اليمين المتطرف ، إلى إسقاط الحكومة بحرب أهلية ، ويعرف مؤيدوها بارتداء قمصان هاواي الزاهية فوق الأزياء العسكرية ، وشارك العديد من أعضاء « وولفرين » بالتظاهرات المناهضة للقيود في ميشيغان ، التي فرضتها الحاكمة غريتشين ويتمر ، معتبرين أنها إنتهاك لحقوق الإنسان ، وهم غالباً ما يحملون السلاح « استعداداً لما يسمونه بوغالو في إشارة إلى تمرد عنيف ضد الحكومة أو حرب أهلية بدوافع سياسية » ، وفق قضاء ميشيغان ، ويعتبر مكتب التحقيقات الفدرالي
أنّ ناشطي اليمين المتطرف ، المعزولين أو المنضوين في جيوب ، هم منذُ عام 2019 التهديد الإرهابي المحلي الأكبر في الولايات المتحدة ، ويتهمونهم بالمسؤولية عنْ وفاة العشرات خلال السنوات الثلاث الماضية ، بالمقارنة مع عدد أقل من ضحايا العنف المتصل بالجماعات الإرهابية ذات الأصول الشرق أوسطية ، وأكد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي ، في سبتمبر أنّ المؤمنين بتفوق العرق الأبيض يشكلون التهديد المتطرف الأساسي ، لكن معظم عمليات العنف القاتلة نفذت من جانب ناشطين مناهضين للسلطة ومناهضين للحكومة مثل آغتيال أحد مؤيدي بوغالو شرطيَين في كاليفورنيا في مايو ، وتشكل هذه الجيوب تهديداً محتملاً لانتخابات 3 نوفمبر الرئاسية ، ودعا دونالد ترامب ، الذي أعرب مراراً عنْ مخاوفه من حصول عمليات تزوير هائلة يديرها الديمقراطيون ، مؤيديه إلى التوجه لمراكز الاقتراع من أجل « حماية » بطاقات الاقتراع ، وقال الرئيس الجمهوري خلال المناظرة التي جمعته مع خصمه الديمقراطي جو بايدن أواخر سبتمبر « أدعو مناصريَّ إلى التّوجه لمراكز التصويت ومراقبة ما يجري هناك بانتباه » ،وأثار الجدل بدعوته مجموعة « براود بويز » إلى أنّ تكون على « أتم الاستعداد » ، ليجيبه جو بيغز أحد قياديي المجموعة التي غالباً ما تدخل في مناوشات مع نشطاء اليسار، « نحن مستعدون » ، وفي الولايات التي تسمح بحمل السلاح في الأماكن العامة ، يصعب منع الناشطين المسلحين من التجمع أمام مراكز الاقتراع ، طالما لا يشكلون تهديداً مباشراً ، لكن هؤلاء يمكن أنْ يستخدموا كونهم أداة تخويف ، وأكد كريستوفر راي أخيراً أنّ مكتب التحقيقات الفدرالي يخشى حصول مواجهات عنيفة بين ميليشيات اليمين المتطرف والنشطاء « المناهضين للفاشية » قبل الانتخابات ، وأكد « هناك الآن عامل إضافي
قد يدفع إلى تفجير العنف » .
المصدر / موقع البيان الألكتروني .