المسماري لـ « البيان » : تركيا تحشدُ لعملية عسكريّة كبيرة في ليبيا !
الأثنين 19 ـ 10 ـ 2020
ليلى بن هدنة :
أكد الناطق باسم الجيش الليبي ، أحمد المسماري ، في حوار خص به « البيان » ، عنْ إعداد تركيا ، عبر ميليشياتها في طرابلس ، لهجوم كبير على سرت ، حيث تم رصد خلال اليومين الماضيين ، هبوط طائرات
ضخمة محملة بالأسلحة الثقيلة ، في مطار الوطية ومصراتة ومعيتيقة ، وإدخال مرتزقة جدد مدربين في تركيا على تقنيات جديدة للأسلحة ، بالتزامن مع زيارة مستشارين عسكريين لليبيا، لكنه أشار إلى أن الجيش سيكون
لها بالمرصاد ، فيما أكد أنّ بث الميليشيات في الآونة الأخيرة لشائعات عنْ خرق الجيش لاتفاق وقف إطلاق النار، يدخل في إطار تحضير الرأي العام للهجوم ، ومحاولة الالتفاف على العالم بأنه دفاعي ، ليؤكد أنّ تركيا تسعى
بكل السبل لإفشال الحوار الليبي ، خوفاً من التوصل إلى حل سياسي ، يؤدي إلى إخراجها كلياً من ليبيا ،
حيث تعمل على وضع المطبات والعراقيل ، حرصاً منها على إبقاء السراج ، بينما تحدث عنْ وجود صحوة ليبية
ضدّ الإخوان ، تظهر كلياً خلال الأيام المقبلة ، لإبعاد الإخوان والميليشيا عن أي حل سياسي
في البلاد ، وإلى نص الحوار:
ما تعليقكم على مسار الحوار الليبي ، وهل سينجح ؟
نحن نضع كل إمكاناتنا تحت تصرف الشعب الليبي ، لإنجاح الحل الليبي الليبي ، من أجل الاتفاق والتوافق على الحلول الناجحة المبنية على الثوابت الوطنية ، والنوايا الطيبة ، لكن المشكلة في ليبيا ليست سياسية ، بل هي
أزمة أمنية ، وعلى الجميع التعامل على هذا الأساس ، واستمرار تركيا وقطر فى تمويل العمليات الإرهابية ، وتوفير الغطاء السياسي والديني ، ساهم في تأجيج الوضع ، فمساعي بعض القوى الإقليمية والدولية ،
لا تكفي وحدها للتوصل إلى تسوية سياسية ، فالأمر يحتاج لضمانات دولية ، إلى جانب التوافقات الداخلية .
غياب القرار السيادي ، إذن ، لماذا لم يتم التوصل لحد الآن إلى اتفاقات سياسية نهائية ، ما عدا تفاهمات ؟
للأسف ، ليبيا لا تمتلك القرار السيادي ، فتركيا تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في حكومة السراج ،
ولا يساعدها نجاح الحوار وذهاب السراج الذي ينفذ أجندتها ـ الرئيس التركي ا يريد وقف إطلاق النارولا التهدئة في ليبيا ، إنه يريد الوقت فقط ، حيث إنّ إطالة عمر الأزمة في صالحه ، لإقناع العالم أنّ الليبيين ليس باستطاعتهم رسم مستقبل البلاد ، فتعديل المجلس الرئاسي ، والدخول في مرحلة انتقالية ، لضمان إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ، سيبعد تركيا وعملاءها تدريجياً عنْ ليبيا ، وهو ما تتخوف منه أنقرة .
ما توقعاتكم للسيناريوهات المرتقبة ؟ .
و لا يوجد سيناريو ، بل خطة بدأت تركيا في تطبيقها عبر ميليشياتها ومرتزقتها ، سرياً وعلنياً ، حيث لدينا معلومات خطيرة جداً ، عن إعداد تركيا لهجوم كبير جداً على سرت خلال الأيام المقبلة ، حيث تم خلال اليومين الماضيين ، نزول طائرات ضخمة محملة بالأسلحة الثقيلة في مطار الوطية ومصراتة ومعيتيقة، وإدخال مرتزقة جدد مدربين في تركيا ، كما تم إدخال طائرات مسيرة مفخخة ، كما قامت أنقرة بإنزال معدات عسكرية في موانئ المنطقة الغربية ، ومطارات المنطقة الغربية ، من بينها « صواريخ سام 3 » ، وهي متطورة للغاية ، وتم تحديثها وإدخالها إلى ليبيا ، كما تم إدخال مدرعات ودبابات ، بالتزامن مع زيارة مستشارين عسكريين كبار لليبيا ، للتخطيط للهجوم الذي سيبعد أنظار الرأي العام الدولي عنْ مخططاتها في شرق المتوسط ، لكن الجيش على علم كبير بهذه التحركات المشبوهة ، التي جاءت في إطار حملة استباقية ، لبث شائعات خرق الجيش الليبي لوقف إطلاق النار، علماً بأننا ملتزمون بالتهدئة ، ولم تشهد المنطقة أيّ تحـرّك عسكري للجيش ، رغم إستفزازات ميليشيات طرابلس ، لكن الميليشيا تريد إيهام العالم لتحضير الرأي العام الدولي، لبدء هجوم كبير
على سرت والجفرة .
إستعدادات :
كيف ستواجهون هذا التصعيد المرتقب ؟
الجيش لا يريد التصعيد ، لكنه سيرد على أيّ هجوم ، فكل الأهداف العسكرية مشروعة في حال أي تصعيد ،
قواتنا على أهبة الاستعداد وأتم الجهوزية للرد على أي مغامرة تستهدف قواتنا ومواقعنا ، كما ندعو الطرف
الآخر ، لوضع حد للكف عن بث الإشاعات حول اختراقات وهمية لوقف إطلاق النار من قبل الجيش الوطني الليبي ، نحنُ جاهزون للمعركة وإنقاذ ليبيا ، ولا يهمنا استعداداتهم واستهدافاتهم وأسلحتهم، الجيش لنْ يتراجع
قيد أنملة عنْ مدينة سرت وغربها ، ويواصل التجهيز والاستعدادات في هذه المنطقة ، الجيش الآن يمتلك القوة على الأرض ، والخبرة الكبيرة في مقاتلة الميليشيات ، بالإضافة للمعنويات العالية ، والقبول والدعم الشعبي ، ورغم ذلك ، فالاستطلاع الأرضي والجوي مستمر بصفة عامة لملاحقة العدو، وسط جاهزية لأي عمل عسكري .
حيث تمت إعادة صواريخ « آر 17 » التكتيكية إلى الخدمة ، في إطار عمليات التطوير التي
تجريها القوات المسلحة لوحداتها العسكرية .
إستفزازات :
وهل هناك تحركات لإعلام المجتمع الدولي بهذه المخططات والخروقات ؟
تركيا للأسف تواصل إختراقاتها وآنتهاكاتها في البلاد ، أمام مرأى المجتمع الدولي ، فهي تسعى للسيطرة
على ثرواتنا ونهبها لمعالجة أزماتها الاقتصادية الخانقة ، في تحدٍ لإرادة الليبيين والسيادة الوطنية ودول الإقليم والمجتمع الدولي ، « تمكنا من رصد تحشيد للميليشيات ، بالقرب من خط الفصل المحدد ، وقد تم إعلام الرأي العام الدولي ، لكن هناك صمت دولي على هذه الخروقات ، على آعتبار أنّ الاهتمام الدولي اليوم مركز على شرق المتوسط ، حيث نقلت استفزازاتها إلى الحدود مع اليونان ، لمواصلة مخططاتها في نشر الفوضى والإرهاب
في العالم ، كما تريد صب النارعلى الزيت في صراع أذربيجان مع أرمينيا ، حيث أقحمت تركيا مرتزقة في معارك جبال ناغورني قره باغ ، المتنازع عليها ، بعد أنْ أوهمتهم بأنّ دورهم سيقتصر على حماية حقول النفط ، فيما آنتقلت إلى النيجر ومالي ، بزيارة وزير دفاع ما يسمى بحكومة الوفاق إلى هذين البلدين ، في محاولة
لزعزعة النفوذ الفرنسي ، ومقايضته لغض النظر عما يحدث من تصعيد تركي في شرق المتوسط » .
ختاماً ، هل هناك تحرك ليبي داخلي لتفويت الفرصة عل تركيا وميليشياتها ؟ ، إكتشف أبناء ليبيا أنّ الميليشيات وقادة تنظيم الإخوان الإرهابي ، يسعون لجلب الاحتلال التركي ، ويعملون بكل قوة على تقسيم ليبيا إلى أكثر
من دولة ، فالشعب لنْ يسكت على هذه التجاوزات ، فهناك صحوة ليبية ضـدّ الإخوان ، تظهر كلياً خلال الأيام المقبلة ، لإبعاد الإخوان والميليشيا عنْ أيّ حل سياسي في البلاد ، فالشعب يطالب بعدم ترشح
الإخوان في أي آنتخابات ، لا سيما أنهم جربوا حكمهم الذي منح بلادهم على طبق من ذهب لأردوغان ، لنهب ثروات البلاد باسم اتفاقية غير شرعية ، المعركة الآن واضحة بين الليبيين الشرفاء الوطنيين ، والميليشيات والمجموعات التكفيرية المتطرفة والإخوان المسلمين والاستعمار التركي ، إنّ صراع الأجندات الإقليمية
والدولية ، وتدخّلات قطر وتركيا ، تعد العوامل الأكثر تشويشاً على جهود التوافق الليبي ، باعتبارها تمثّل
جزءاً من عبثية المشهد الليبي الراهن .
المصدر / موقع البيان الألكتروني .