بعد هجوم نيس الإرهابي ؛ " أوراق قطر " المكشوفة تعود للواجهة !
الجمعة 30 ـ 10 ، 2020
أبوظبي :
عاد الدور القطري المشبوه إلى واجهة النقاش في أوروبا ، مؤخرا ، بعدما أبدت السلطات الفرنسية عزمها على التصدي لجمعيات تُوصف بـ " الإسلامية " ، على خلفية تورطها
في خطاب التحريض والكراهية وسط الجالية المسلمة ، وعاشت فرنسا على وقع هجمات إرهابية دامية، في أكتوبر الجاري، آخرها في مدينة نيس ، جنوبي البلاد ، يوم الخميس ، حيث قتل ثلاثة أشخاص على يد متشدد شاب من تونس نفذ عمليته بسكين ، وقبل ذلك ، تم ذبح أستاذ تاريخ فرنسي من قبل شاب شيشاني ، بعدما قام
بعرض رسوم وصفت بالمسيئة للنبي محمد خلال حصة دراسية ، وفي هذا السياق ، كان كتاب
" أوراق قطر " الذي صدر في العام 2019 ، قد رسم صورة مفصلة عنْ الدعم السخي الذي تقدمه قطر
لتنظيمات وجمعيات متشددة في فرنسا وأوروبا ، سواء تحت غطاء العمل الخيري أو إقامة دور العبادة والمراكز الإسلامية ، وكشف الكتاب الذي أعداه صحافيا الاستقصاء الفرنسيان جورج مالبرونو وكريستيان شيسنو ،
أنّ الدوحة أغدقت أموالا طائلة على جمعيات الإخوان التي تتحمل مسؤولية في دفع عدد من أفراد الجالية
المسلمة نحو التطرف والتشدد ، واستند العمل الذي يقعُ في 295 صفحة، إلى 140 وثيقة جرى نشرها لأول مرة ، فأوضح كيف مولت قطر عشرات المساجد والجمعيات من أجل زيادة نفوذ تنظيم الإخوان في بلدان أوروبية
مثل سويسرا وفرنسا ، وأشار الكتاب إلى أنّ قطر قدمت دعما يقارب 80 مليون دولار إلى جماعات مرتبطة بتنظيم الإخوان حتى تنشط في سبعة بلدان أوروبية ، في فرنسا ، مثلا، تم التركيز على مدينة ليل ،
شمالي البلاد ، إضافة إلى مدينة بوردو ( جنوب غرب ) ، فتم تمويل الكثير من المشاريع المشبوهة في
هاتين المدينتين ،وتحدث الكتاب أيضا عنْ العلاقة التي تجمع قطر بحفيد مؤسس جماعة الإخوان ،
طارق رمضان ، الذي يتابعه القضاء السويسري ، بتهم إغتصاب ، وأورد الكتاب أنّ رمضان الذي كان
ينتحل صفة الأكاديمي والمحاضر كان يتقاضى مبلغا يناهز 35 ألف دولار من قطر ، مقابل عمله على نشر
أفكار تنظيم الإخوان والترويج لمشروعهم ، وقبل توقيفه ، على خلفية شبهة الاغتصاب في سنة 2018 ،
كشفت الوثائق أنّ حفيد مؤسس الإخوان الذي يجوب بلدان أوروبا ، سحب 590 ألف دولار من حسابات
في بنوك قطرية ، وأشار الكتاب إلى تنظيمات تعملُ تحت غطاء ثقافي وفكري مثل " متحف حضارات الإسلام " الذي أقيم في مدينة جنيف السويسرية ، لكن ما يقوم به في الواقع بعيد عنْ العمل الحضاري والثقافي ،
بل يسعى إلى ترويج دعاية تنظيم الإخوان المدعوم من قطر ورجحت بعض التقديرات الواردة في الكتاب
أنْ يكون هذا " المتحف " قد تلقى 1.5 مليون دولار من قطر، وفي هذا السياق ، تحدث الكتاب عنْ القيادي الإخواني البارز ، يوسف ندى ، وكيف عمل على إستمالة مسؤولين محليين في أوروبا من أجل تعبيد الطريق أمام مشروع الإخوان .
المصدر / سكاي نيوز عربية .