عزيزى الرجل...إن الأعمال المشتركة التي أعطاها الله للانسان والتعاون الذي هو بحسب ارادة الله هو الحالة المثالية التي رسمها الله لنا. وطبعاً، لا ننكر أن الله رتب لكل جنس عمله الخاص به. فقد خص حواء بولادة الاولاد ورعايتهم جسديا حتى يكبروا؛ وخص آدم بالعمل وتأمين الخبز للعائلة حيث يتطلب هذا جهدا جسديا خارج المنزل وكان قديما في الحقول ومع الحيوانات والرعي.
ولكن لم يضع الله هذه القوانين التي نراها سائدة في العالم حيث أن الإنسان وضع وربط رجولة الرجل في امتناعه عن تقديم العون لزوجته وخصوصا في رعاية الأولاد؛ فهل يعيب الرجل أن يعين طفله في المشي أو تناول طعامه أو حمله إذا أحس بألم ما وتهدئته ومساعدته على تخطي الألم ومرافقته في مشوار حياته الذي يتطلب كثيرا من الصبر والحب والإرشاد؟
إن بيت الزوجية يحمل معنى الكرامة والخصوصية، وأية جهود تبذل للحفاظ على هذا البيت وثباته وتعاونه هي جهود مباركة من الله. ولا يعيب أفراد الأسرة الواحدة سواء كانوا ذكورا أو إناثاً في تقديم المساعدة والعون للأم وخصوصاً الرجل الذي يعتبر الرأس لهذا البيت. وكل تقدم إيجابي في الأسرة هو لصالح الرجل، حيث يكون تتويجا لتعبه وتضحيته من أجل أسرة سعيدة وهانئة.
إن الحمل الزائد على أي إنسان يجعل عطاءه متدنيا. لذلك فإن توزيع الأحمال وأعباء الأسرة لا يقتصر على الإناث فقط، بل إن الرجال أصبح في إمكانهم المساعدة وتقديم العون في أوقات الفراغ، طبعا لأن هذا يضيف إلى شخصية الرجل مهارة وقوة وخصوصا إذا اضطرته الأيام إلى خدمة نفسه سواء إذا سافر إلى بلد بعيد عن أسرته أو إذا انتقل الشاب للدراسة في بلد آخر بعيداً عن حضن أهله.
إن الحياة العصرية عزيزي الرجل، حملت معها الكثير من التغيير الإيجابي. فإن خروج المرأة للعمل خارج المنزل ومساعدتها لزوجها على تحمل الأعباء المالية لم ينقص من أنوثتها شيئا؛ وكذلك الرجل عندما يقدم يد العون لزوجته داخل المنزل لا ينتقص من رجولته شيء بل بالعكس، يمكن المحبة بينه وبين أفراد عائلته ويعطي انسجاماً واضحاً في العلاقات داخل الأسرة. لذلك أشجعك على الخروج من ثقافات العيب والتحرر من قيودها المدمرة!