متى يقــــرّ ترامب بالهزيمة ؟ ؛ الطريق تبدو طويلة !
الأحد 08 ـ 11 ـ 2020
أثار فوز الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية تساؤلات عديدة حول تجاوب الرئيس السابق دونالد ترامب مع هذا الانتصار ، والخيارات التي لا تزال أمامه ، وخصوصا مع إصراره على عدم الاعتراف بالهزيمة ،فبعد ما يقرب من أربعة أيام من الفرز والتي أسفرت عن فوز بايدن السبت ، كان ترامب لا يزال يصر على أنّ السباق لم ينته ، حيث صرّح بوقوع عمليات تزوير، ووعد بسلسلة من الإجراءات القانونية ، وقال ترامب في رسالة وجهها لأنصاره ، إنه يعمل حاليا على تشكيل فريق دفاع " سيضم أقوى ما لديّ من محامين " وفق سكاي نيوز، وكرر مزاعمه بشأن التزوير " في جميع أنحاء المدن الفاسدة التي يديرها الديمقراطيون " ، واصفا تلك العمليات بأنها "لم يسبق لها مثيل" ، وتابع : " أثبت اليسار أنه لنْ يترك سبيلا لنزع السلطة من الشعب الأمريكي ، الانتخابات لم تنته بعد ، لا يزال أمامنا طريق طويل وأريدكم أنْ تعرفوا أنه يمكنني الاعتماد عليكم .
أنا أقوم بتشكيل فريق عمل للدفاع عنْ الانتخابات سيتألف من أقوى المحامين ، أدعوكم إلى التقدم والانضمام" ، وعلى مدار الأيام القليلة الماضية ، دأب ترامب على الهجوم على منظمي الانتخابات والتشكيك في نزاهتها والحديث عنْ " سرقتها " عبر " تويتر" بصفة أساسية ، قبل أنْ يطلق بيانا في أعقاب إعلان فوز نائب الرئيس السابق ، مشيرا إلى أنه سيلجأ للقضاء وذكر في البيان : " نعلم جميعا السبب وراء إسراع بايدن بالإعلان زورا
عنْ فوزه ، وسبب محاولة حلفائه في الإعلام بقوة لمساعدته : إنهم لا يريدون إنكشاف الحقيقة ، الحقيقة البسيطة هي أنّ هذه الانتخابات أبعد ما تكون عنْ الانتهاء ، جو بايدن ليس الفائز الموثق في أيّ ولاية ، ناهيكم عنْ الولايات المتنازع عليها التي سيتم إعادة فرز الأصوات بها ، أو الولايات التي قدمت فيها حملتنا طعونا قانونية قد تحدد الفائز في نهاية المطاف " ،ووفقا لأشخاص مقربين من ترامب ، فإنه ليس من المتوقع أنْ يتنازل رسميا
على الإطلاق ، لكن من المرجّح أنْ يُخلي البيت الأبيض على مضض في نهاية فترة ولايته ،وتعليقا على ذلك نقلت " الأسوشيتد برس " عنْ لاري كودلو المستشار الاقتصادي لترامب قوله : " إنه يعتزم القتال ، حيث أصبح من الواضح أنّ الرئيس يتجه نحو الهزيمة " ، من جانبه ، قال صديق ترامب ومستشاره منذ فترة طويلة روجر ستون : " سيكون لدى بايدن سُحابة على رئاسته حيث يعتقد نصف الناس في البلاد أنّـه تم إنتخابه بشكل غير شرعي " ، وأشارت " الأسوشيتد برس " إلى وجود الكثير من أفراد دائرة ترامب المقربة الذين يحـرّضونه على رفض الاعتراف بالنتائج ، بما في ذلك محاميه الشخصي ، رودي جولياني ، حيث كان عمدة نيويورك السابق يعد بتزويد الرئيس بدليل على تزوير الناخبين ، لكنه لمْ يقدم سوى القليل ، بما في ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده السبت
في ساحة إنتظار شركة صغيرة لتنسيق الحدائق في فيلادلفيا ،كما حثّ ابنا ترامب البالغان ، دونالد جونيور وإريك ، والدهما على مواصلة القتال وتحدي الجمهوريين للوقوف إلى جانبهما ، لكن الحلفاء السياسيين الآخرين ومسؤولي البيت الأبيض ضغطوا على ترامب لتغيير لهجته والالتزام بالانتقال السلس ، حيث أكدوا له :
أنّ التاريخ سيكون قاضيا قاسيا على أي إجراء يتخذه وينظر إليه على أنه يقوّض خليفته ، ونصحوه بإلقاء خطاب في الأسبوع المقبل يتعهد فيه بدعم الفترة الانتقالية ، وأفاد كبير مستشاري ترامب وصهره جاريد كوشنر، إنه
حثّ الرئيس على قبول نتيجة السباق ، حتى لو لمْ يقبل ترامب كيفية التوصل إليها ، ويعتقد معظم المساعدين
أنّ الرئيس سيستغرق عطلة نهاية الأسبوع لاتخاذ قرارا بشأن خطة ، والتي ستتضمن بالتأكيد المزيد من الإجراءات القانونية، لكـنْ مساعدين آخرين يعتقدون أنّ المناوشات القانونية تدور حول تقديم مظهر قتال أكثر
من تحقيق نتائج ، وقد تؤدي معركة قانونية طويلة يخوضها ترامب إلى إعادة إحصاء الأصوات في العديد من الولايات الأمريكية ، مما يرجئ العديد من الأنشطة المتعلقة بنقل السلطة ، مثلما حدث في عام 2000 ،
عندما لمْ يجر إعلان فوز جورج دبليو بوش إلابعد 5 أسابيع من الانتخابات ، ويستعد الدبلوماسيون الأجانب والمراقبون لتحركات سياسية مفاجئة محتملة من جانب الرئيس الجمهوري من الآن وإلى يوم التنصيب في 20 يناير،من القرارات التجارية إلى آنسحاب القوات إلى العفو الرئاسي ، والتي يمكن أنْ تغل يد الإدارة المقبلة
في وقت تحتاج فيه للتصدي سريعا لجائحة فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية الناجمة عنها ، ويمنح قانون الانتقال الرئاسي ، الذي أُقرّ لأول مرة عام 1964 وعُدّل مرات عدة منذ ذلك الحين ، موظفي الحكومة سلطة كبيرة على عملية نقل البيانات والخبرات إلى المسؤولين الجدد ، وهو ترتيب يهدف إلى الحد من مخاطر التسييس ،
ولا يمكن الإسراع بوتيرة عملية الانتقال حتى تصادق إدارة الخدمات العامة الحكومية على الفائز ، حيث قالت السبت إنها لم تتخذ قرارا بعد ، وحتى ذلك الحين، يمكن للإدارة مواصلة تزويد فريق بايدن بالمكاتب وأجهزة الكمبيوتروالتحقق من الخلفيات للحصول على التصاريح الأمنية ، لكن لا يمكنهم عد دخول الوكالات الاتحادية .
المصدر / موقع البيان الألكتروني .