هل ينبغي على ألمانيا المشاركة في إعادة إعمار سوريا ؟ !
رغم أنّ الحرب لم تضع أوزرها بعد ، يخطط الديكتاتور بشار الأسد والقوى الحامية له لإعادة إعمار البلاد ، وتطالب موسكو بمساعدات مالية من أوروبا ، فهل ينبغي على ألمانيا المشاركة في ذلك ؟ .
يتحدث اللاجئ السوري طارق . م ، مع عائلته في حلب كل ما سنحت له الفرصة ، فقد ترك عائلته في عام 2015 وهرب عبر طريق البلقان ليصل إلى ألمانيا لوحده وهو بعمر 23 عاماً ، طارق ليس اسمه ويفضل عدم كشف آسمه الحقيقي ، ويعود ذلك إلى أنه هرب من بلاده لتجنب الخدمة العسكرية ،
وبذلك يتجنب الشاب أيضاً الانخراط في الحملة العسكرية لنظام الأسد في البلاد ، ففي الجزء الشرقي
من حلب قاوم المتمردون على النظام هجمات جيش النظام والقوى الداعمة له لأربع سنوات متتالية ،
ولكن هجمات المقاتلات الروسية مهدت الطريق لاقتحام قلعة المقاومة في حلب ، ففي كانون أول / ديسمبر 2016 تمكن النظام في سوريا من فرض سيطرته على كامل مدينة حلب .
ألمانيا : يجب التوصل لاتفاق سياسي قبل الحديث عنْ إعادة إعمار سوريا .
قانون " مصادرة الأملاك " في سوريا يثير مخاوف اللاجئين وشكوك الحقوقيين حافلات حلب جولة
في مدن أوروبية شهدت دمار الحرب آثار المعارك الضارية بادية للعيان حتى يومنا هذا ، وهذا ما يسمعه طارق الذي يعيش ويعمل حالياً في منطقة الرور بغرب ألمانيا ، من عائلته أيضاً :
البنى التحتية مُتهالكة وخدمات الماء والكهرباء ضعيفة للغاية ، والوضع في الجزء الشرقي من المدينة
أسوء بكثير ، كما يقول طارق .
الصور والفيديوهات التي تنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي تظهر حجم الدمار
في المدينة ، ويقول طارق : " إنه لا يمكن الحديث عنْ إعادة الإعمار في شرق المدينة "
ويتساءل طارق متشككاً : " حتى لو كان هناك إعادة إعمار ، فلجيب الى اين ستذهب الأموال ؟ " .
السياسة الألمانية دون منهج واضح يسيطر الأسد والقوّتان الحاميتان له ، روسيا وإيران ، على ثلثي البلاد ، ويضيف : " لكن الحرب لم تضع أوزارها بعد " ، حيث بدأت للتو معركة السيطرة على آخر معقل للمتمردين السوريين الذين تجمعوا في إدلب ، وإذا سقطت إدلب ، فسيبرز الأسد منتصراًفي الحرب ، والكثير من المدن السورية في حالة من الدمار الشامل ، وهو أمر يجعل من إعادة الإعمار قضية أساسية ، لكن القضية تتعلق أيضاً بالممولين ، فلا النظام السوري ولا روسيا أو إيران يرغبون في تحمل التكاليف لوحدهم ، فيما قدر المبعوث الأممي لسوريا ستافان دي ميستور حجم تكاليف إعادة الإعمار بحوالي 250 مليار دولار أمريكي وذلك فقط لإعادة بناء البنى التحتية / فيما يقدر النظام السوري حجم التكاليف بحوالي 400 مليار دولار أمريكي ، في الأثناء تطالب روسيا الدول الأوروبية تقديم مساعدات مالية لإعادة البناء في سوريا ، ورغم أنّ المستشارة ميركل قد أكدت أثناء إستقبالها للرئيس الروسي بوتين في قصر ميزبيرغ المسؤولية المشتركة لألمانيا وروسيا لحل الأزمة السورية ، إلا أنّ السياسيين في برلين يجدون صعوبة كبيرة في الإجابة عنْ سؤال يخصّ مشاركة ألمانيا المحتملة في عملية إعادة البناء ، لكنهم لا يستبعدون ذلك أيضاً ، ففي نيسان / أبريل الماضي وخلال مؤتمر للمانحين لسوريا تحدث وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عنْ أنّ الحل السياسي شرط لمساهمة ألمانيا في تقديم المساعدة لعملية إعادة الإعمار.
المصدر / D W عربي .