الحرس الثوري يستعد لحكم إيران ؛ لكن هل يقدر على ذلك ؟ .
الجمعة 20 ـ 11 ـ 20
في ظل العقوبات الأميركية ، عمل الحرس الثوري على توسيع الاقتصاد السري بمساعدة
نخبة فاسدة جديدة من رجال الأعمال المهربين .
طهرن :
إيران نحو المزيد من التشدد :
فشل ثورة 1979 يقود إيران إلى المزيد من التشدد ، وسط توقعات بأنْ يتنازل رجال الدين الذين
يرتدون العمامات عنْ السلطة والنفوذ لفائدة الحرس الثوري الذي يستمر بترديد الشعارات القديمة وإظهار نفسه وريثا شرعيا للخميني ، ما يؤهله لأنْ يكون على رأس السلطة ، لكن بأي قدرات وأي فرص للنجاح ؟ يتمدد نفوذ الحرس الثوري في كل القطاعات والمؤسسات ، ويجسّد البرلمان الإيراني أحدث دليل يدعم صحّة هذا النفوذ ، إذ كان رئيسه ، محمد باقر قاليباف ، لواءً سابقا في الحرس الثوري ، بينما يعتبر
ثلثا أعضاء البرلمان إما أعضاء سابقين أو منتمين إلى الحرس الثوري الإيراني والمنظمات التابعة له
إلى اليوم ، وطالما توقّع الكثيرون في إيران والولايات المتحدة استيلاء الحرس الثوري على الحكومة الإيرانية ، وتتمثّل الخطوة التالية في انتخاب مرشح تابع للحرس الثوري الإيراني رئيسا سنة 2021 ، وتبقى الصلاحيات في السلطة مُنقسمة ، إذ تدير المؤسسات المنتخبة شؤون الدولة في ظل مكتب المرشد الأعلى الأكثر قوة ، والذي تخضع له المنظمات الأمنية ، بما في ذلك الحرس الثوري ، ولأكثر
من عقدين حاول الإصلاحيون داخل المؤسسة السياسية الإيرانية تعزيز قوة المؤسسات المنتخبة لتواجه نفوذ سلطة الدولة الموازية ، أمّا الآن فقد تقبّلوا فشل هذا المشروع وهم يستعدون لغزو قادة الدولة
الموازية للهيئات المنتخبة لتعزيز سلطتهم ليس حقّا أنّ إيران ستشهد حكومة يديرها الجيش قريبا نتيجة مفروضة ، ولكنها تبدو الأكثر احتمالا ، فالإيرانيون محبطون من التوترات الحزبية والأزمات المتفاقمة
بعد أنْ استنزفت العقوبات الأميركية شريان الحياة الاقتصادية للبلادالتي انخفض مستوى القدرة الشرائية فيها إلى ثلثي ما كان عليه قبل عقد ، مع تنامي هوس الجمهور بالثروة ، كما يمهّد الكبرياء والاستياء من عدم تبوؤ الإيرانيين المكانة الدولية التي يستحقونها إلى ظهور شكل جديد من أشكال القومية ، ويبدو الرئيس حسن روحاني ، غير القادر على الوفاء بالوعود التي تعهد بها في مجال السياسة الداخلية
أو الخارجية ، مستسلما ، كما توحي بذلك إدارته للبلاد في مواجهة الوباء ، فقد تردّد في الاعتراف بأنّ فايروس كورونا المستجد يمثّل تهديدا وطنيا حتى فات الأوان ، وأدت رسائله المتناقضة إلى إرباك الجمهور وتعرض لانتقادات من المرشد الأعلى نفسه ، ومن جهة أخرى ، تزداد قبضة الحرس الثوري الإيراني
قوة ، لكن كفاءاته قد تمنعه من أنْ يصبح وصيا على الدولة .
المصدر / صحيفة الرأي .