الصحافة الاسكندنافية : دور رقابي وتوعَوي حول كورونا !
الأربعاء 25 ـ 11 ـ 2020
كوبنهاغن / ناصر السهلي :
بقي فيروس كورونا متصدراً لتغطية صحافة ووسائل إعلام الدول الاسكندنافية على مدى الأيام الماضية ،
وأخذ بالتصاعد بحالة أشبه بـ " أخبار عاجلة " ( باللونين الأصفر والأحمر ) ، وتصدر أغلفة
الصحافة المطبوعة ونشرات الأخبار في النرويج والدنمارك والسويد .
إجراءات وانتقادات :
مع الإجراءات والقرارات المتصاعدة من قبل السلطات ، كانت وسائل الإعلام في الصدارة لنقل كل
ما يخص فيروس كورونا وما رافقه من تهويل وبث إشاعات ، بالإضافة إلى لعب دور رقابي بامتياز
على تقصير الحكومات والمشرعين في حماية المجتمع من الوباء الذي يتفشى يومياً ، ففي الوقت
الذي استبقت كوبنهاغن شقيقتيها الاسكندنافيتين ، أوسلو واستوكهولم بخطوات للحد من انتشار الجائحة ،
حيث أبرزت الصحافة المحلية منذ الأربعاء الماضي ما تقوم به رئيسة الوزراء عن يسار الوسط ،
ميتا فريدركسن ؛ واجه رئيس وزراء السويد اليساري ، ستيفان لوفين ، انتقادات لاذعة لتأخره في اتخاذ
مواقف حاسمة وحازمة ، وفيما أعلنت فيه وسائل الإعلام الدنماركية ، مكتوبة ومرئية ، عن إغلاق المؤسسات العامة ودعوة الخاصة إلى العمل بأقل موظفين ، إلى جانب الطلب من الحانات والمطاعم إغلاق أبوابها ،
كانت السويد حتى بداية هذا الأسبوع تعيش وضعاً مختلفاً ، وركّزت الصحافة على الجارة السويد قائلةً
" لم تغلق الحانات وما يزال الناس على عكس الدنمارك يخرجون إلى المطاعم وأعمالهم " ،
بحسب ما نقلت " بوليتيكن " في كوبنهاغن والقناة الرسمية السويدية " اس في تي " ، لكنّ الوضع تغيّر
مع توالي الأخبار العاجلة على التلفزيون السويدي عن تسارع تفشي الوباء ، وبالأخص في العاصمة
استوكهولم ، بالإعلان صباح الاثنين عن وصول عدد المصابين في المدينة إلى نحو ألف ، ووفاة 3 أشخاص
( والأرقام تتغيّر بشكل تصاعدي مع الوقت ) ، حينها ، بدأت الدعوات إلى " العمل من المنازل " تتصدر
وسائل الإعلام السويدية ، هذا إلى جانب المطالب بإغلاق السويد حدودها مع الدنمارك ، حيث أصر لوفين
على أنها " ليست ضرورية " ، وفقاً لما نقلت عنه القناة الرسمية ، اس في تي ، ورغم هذا الانتشار
" تصر السويد على إبقاء مدارسها مفتوحة " ، كما نقلت الاثنين وسائل الإعلام الاسكندنافية وهي من الأمور
التي أثارت استغراب هذه الصحافة ووسائل الإعلام التي لم تترك معلومةً عن الفيروس ، وطبيعته وكيفية
انتشاره إلا وأفردت لها صفحات الصدارة وفي قمة هرم المانشيتات اليومية بشكل متوالٍ ، وكان التلفزيون النرويجي قد نقل عن مختصين ، مساء الأحد ، " مخاوف من نقل الفيروس من السويد " ، وأثارت ا
لقناة الرسمية في أوسلو، ان ار كي ، الموضوع بعنوان " أستاذ طب عدوى منتقداً : ثمة خوف
من انتقال العدوى ( إلى النرويج ) من السويد " ، وأشارت القناة إلى أنه في ضوء " التصرفات السويدية
ربما تتدخل وزيرة العدل في النرويج مونيكا مايلاند لوضع قواعد حجر على المسافرين من السويد " .
للعنصرية صفحات :
لم يكن غريباً ، منذ بداية تفشي كورونا ، استغلال مواقع إخبارية وصحافية أقرب إلى اليمين المتشدد
من استغلال المرض للتحريض على اللاجئين ، وخصوصاً في ما يتعلّق بالأزمة عند الحدود التركية اليونانية ، وهو ما فعلته " اكسترا بلاديت " و" بي تي " و" دن كورت أفيز " ، إلى جانب وسائل التواصل القريبة
من اليمين الشعبوي في السويد بزعامة جيمي أوكسون ، لإثارة مخاوف الشارع من " نقلهم الفيروس " ،
وذلك قبل أن تكشف الصحافة عن عدوى أصيب بها صحافي في القناة التلفزيونية الثانية في الدنمارك
أثناء إجازته في شمال إيطاليا .
المصدر / قناة العربي الإخبارية .