فرنسا ؛ مُنظمة مُرتبطة بالإخوان تتفادى " الحلّ " بمغادرة البلاد !
الأحد 29 ـ 11 ـ 2020
أحمد نظيف / باريس :
استبقت جمعية فرنسية مرتبطة بتنظيم الإخوان قرار السلطات بحلها ، وسارعت إلى تصفيه كافة نشاطاتها
في البلد الأوروبي ونقلها إلى الخارج ، الأمر الذي عدّه مراقبون محاولة من جانب التنظيم للانحناء أمام عاصفة دول القارة لمواجهة الإرهاب والتطرف ، ويعتبر " التجمع المناهض للإسلاموفوبيا " إحدى المنظمات المقربة
من تجمع مسلمي فرنسا ، الفرع الفرنسي لتنظيم الإخوان الذي كان يعرف لسنوات باسم " اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا " ، وقالت المنظمة إنّ مجلس إدارتها قرر تصفية نشاطها في فرنسا ونقله إلى دولة
أخرى ، من دون الكشف عن المكان الجديد الذي ستعمل منه ، وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان قد أعلن في أعقاب مقتل مدرس التاريخ صامويل باتي ذبحا على يد متطرف في أكتوبر الماضي ، أنه يعتزم حل المنظمة ، واصفا إياها بأنها " عدوة للجمهورية " ، ومشيرا إلى أنّ الجمعية تتلقى
مساعدات من الدولة ، وبحسب الوزير فإنّ " التجمع المناهض للإسلاموفوبيا " متورط في شن حملة
ضد المعلم المقتول بعد نشره شريط فيديو تحريضيا لأحد الآباء ، فيما آكتفت المنظمة بالقول إنها
بصدد التحقق من المعلومات ، وإنها لم تتدخل عندما علمت أن القضية تتعلق بحرية التعبير.
اللجوء إلى تركيا :
يأتي ذلك بعد يومين من مصادقة القضاء الإداري على قرار الحكومة الفرنسية بحل منظمة " بركة سيتي " السلفية بتهم تتعلق بالتطرف ونشر خطاب يدعو للكراهية ، وكانت المنظمة أثارت جدلا واسعا في
الأوساط الفرنسية ، بعد تغريدات لمؤسسها مرتبطة بالمجلة الساخرة " شارلي إيبدو " و" العلمانية "
و" الحق بالتجديف " المنصوص عليه في القانون الفرنسي ، ووضعت سلطات الأمن يدها على حسابات الجمعية في المصارف وفيها نحو500 ألف يورو ، وفي أعقاب قرار حل " بركة سيتي" ، أعلن رئيسها إدريس سيحميدي أنه ينوي التقدم بطلب اللجوء السياسي في تركيا ، وقال سيحميدي في تغريدة باللغة التركية على حسابه بموقع " تويتر " ، وجهها للرئيس التركي رجب طيب أردوغان : " أود التقدم بطلب للحصول على اللجوء السياسي لنفسي ولفريقي ، لأنني لست آمنا في فرنسا " ، وأعلنت المنظمة في بيان نقل مكتبها الرئيسي إلى دولة أخرى خارج فرنسا ، وتتسارع خطوات إدارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نحو مواجهة مفتوحة مع ما يسمى تيار " الإسلام السياسي " داخليا وخارجيا ، لا سيما الفرع الفرنسي لتنظيم الإخوان والمنظمات القريبة من تركيا ، بعد قرارات بحل " بركة سيتي " ،
و" التجمع ضد الإسلاموفوبيا بفرنسا " و" تجمع الشيخ أحمد ياسين " ، وكان دارمانان قد أعلن خلال جلسة برلمانية عن إغلاق السلطات 73 مسجدا ومدرسة خاصة ومحلا تجاريا منذ مطلع العام الجاري ،
لدواعي تتعلق بـ " مكافحة التطرف " .
المصدر / سكاي نيوز عربية .