عام : وباء « كورونا » الذي روّع العالم !
التاريخ: 28 ديسمبر 2020
دبي / ليلى بن هدنة :
شهد العالم خلال السنوات الماضية انتشار أوبئة وأمراض عديدة مثل الطاعون والكوليرا والايبولا
و« سارس »، حيث عانت البشرية الكثير من الجوائح عبر التاريخ، وتعلمت الكثير خلال عملية مكافحتها، لكنها لم تثر الهلع والرعب الذي سببه وباء « كورونا » سنة 2020، حيث هز العالم بأسره، حيث شعرت جل الأسر بالضرر الذي أصابها من البطالة والإغلاق والموت والخوف الدائم. كما أن الإصابات والوفيات تحوّلت من انتشار بطيء إلى تيّار ثابت. وعلى الرغم من بدء حملات التطعيم ضد
« كورونا » في بعض الدول، من خلال التوصل إلى إنتاج لقاح فعال، لكن العالم اليوم لا يزال بعيداً عن نهاية الجائحة التي أثرت بشدةعلى اقتصاد الدول، لا سيما قطاع الطيران والسياحة، ودفعت العالم إلى أسوأ أزمة اقتصادية، ستؤدي إلى تغيّرات كثيرة.
بداية التفشي :
في نهاية ديسمبر 2019 انتشر فيروس « كورونا » في ووهان الصينية، لكن الصين نجحت
في احتواء الجائحة من خلال إجراءات استباقية أدت إلى عزل السلالة. وبحلول نهاية يناير 2020، كانت هناك 98 حالة إصابة للفيروس من دون أي وفيات في 18 دولة خارج الصين، لكن الوباء وصل خلال أقل من ثلاثة أشهر إلى جميع دول العالم، وما نتج عنه تكدّس المستشفيات بالمصابين وغياب العلاج ونقصه في بعض البلدان، فضلاً عن ندرة المستلزمات الطبية والمواد الوقائية الضرورية للعاملين في مجال الصحة، ودفع ذلك بمنظمة الصحة العالمية إلى إصدار بيان يدعو لاتخاذ إجراءات إغلاق اضطرارية،
لأن الفيروس وباء عالمي.
منظر كمامة الوجه، الذي كان يبدو في يوم من الأيام غريباً ومخيفاً، لكنه أصبح في 2020 شائعاً الآن،
وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية في مجال مكافحة فيروس « كورونا » المستجد، الذي ينشر الرعب حول العالم، فيجب على أي شخص ارتداء الكمامة عند استخدام وسائل النقل العامة أو التسوق في العمل
أو في عيادة الطبيب، وحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، وصل مرض فيروس « كورونا » الجديد إلى جميع البلدان تقريباً، ما أدى إلى إصابة ما يقارب 80 مليون شخص، ووفاة ما يقارب مليوني شخص.
ووفقاً لسيناريو البنك العالمي قد يهوي إجمالي الناتج المحلي العالمي بنسبة تصل إلى 8 %، ثم يشهد تعافياً طفيفاًفي عام 2021 مُسجِّلاً نمواً يزيد قليلاً على 1% مع انكماش الناتج في اقتصادات الأسواق الصاعدة والبلدان النامية بنحو 5 % هذا العام، فيما ألحقت الجائحة ضرراً كبيراً بالفئات الفقيرة وتُنذِر الآن بسقوط الملايين من الناس في براثن الفقر، بحيث كان 2020 أول انتكاسة لجهود مكافحة الفقر المدقع، فيما تشير تقديرات منظمة العمل الدولية إلى ارتفاع البطالة العالمية بنسب تتراوح بين 5.3 ملايين و24.7 مليوناً، وذلك زيادة على عدد العاطلين عن العمل في عام 2019 وعددهم 188 مليوناً. وللمقارنة، أدت الأزمة المالية العالمية 2008 - 2009 إلى زيادة البطالة في العالم.
لقاح واعد :
وتنفس العالم الصعداء في آخر شهر من عام 2020 مع توالي الأخبار السارة حول اللقاحات ضد وباء فيروس « كورونا » المستجد. وفي خطوة مهمة تلي خطوة لقاح « فايزر- بيونتك »، تحدت شركة
« موديرنا » نظيرتها « فايزر »، وأعلنت نجاح لقاحها الذي طورته بنسبة فعالية 94.5 % في
منع الإصابة بـ « كورونا »، مردفة : إنه يمكن تخزينه في ثلاجة عادية. كما باشرت دولة الإمارات حملة التلقيح ضد فيروس « كورونا » المستجد، وذلك بعد أيام من تسجيلها رسمياً للقاح شركة
سينوفارم الصينية. وكانت الإمارات من بين الدول، التي شاركت في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح الصيني.ورغم أن أغلب الدول العربية بدأت في طرح خطتها لتطعيم وتحصين سكانها ضد
« كوفيد 19 »، لكنها انقسمت ما بين اللقاحين الأكثر انتشاراً الآن اللقاح الأمريكي الألماني فايزر بيونتيك، واللقاح الصيني سينوفارم.وستكون اللقاحات التي تقي من « كوفيد 19 » ( فيروس كورونا ) أفضل أمل لإنهاء هذه الجائحة. وبالرغم من أن الإصابات الجديدة ومعدلات الوفيات المرتبطة بالجائحة شهدت تراجعاً في الآونة الأخيرة، إلا أن مسار الجائحة في المستقبل غير معروف، حيث رجّح علماء أمريكيون أن يستمر وباء « كورونا » المستجد ( كوفيد 19 )، لعامين على الأقل، ولن يجري احتواؤه إلا حين يصير ثلث سكان العالم محصنين مناعياً ضد العدوى.
بدائل عملية :
خلقت جائحة « كورونا » طرقاً بديلة لمواجهة الإغلاق والعزل باستعمال التطورات التكنولوجية، مع إمكانية العمل من المنزل ولجأت العديد من البلدان إلى التعلم عن بعد كوسيلة لتحقيق التباعد الاجتماعي
في المدارس، كما أن الاستجابة العالمية خلقت تعاوناً من أجل إنقاذ الأرض من آثار تغير
المناخ العالمي، وأفاد بعض الباحثين، إن الاهتمام بقضايا المناخ زاد نوعاً ما.
المصدر / موقع البيان الألكتروني .