الأزمات المعيشية تحاصر نظام الأسد !
22 ـ 10 ـ 2020
كتب امين العاصي :
دمشق :
لم تكد تُنشر صورة من أمام أحد المخابز في العاصمة السورية دمشق على وسائل التواصل الاجتماعي منذ أيام عدة، تظهر مئات الأشخاص الواقفين لساعات في طوابير طويلة للحصول على كميات محدودة من الخبز، حتى فُتح الباب مجدداً أمام تساؤلات تتناول مآلات النظام السوري التي تعصف به مجموعة من الأزمات الاقتصادية الخانقة، بعد سريان قانون "قيصر" الأميركي الذي ضيّق الخناق أكثر على هذا النظام المتهالك الذي أرهقته العقوبات الدولية منذ عام 2011. ولم تتوقف أزمات النظام عند حدود رغيف الخبز، بل هناك أزمة بنزين خانقة في المدن التي تقع تحت سيطرة النظام، حيث دأب ناشطون في الفترة الأخيرة على نشر صور على مواقع التواصل الاجتماعي لطوابير السيارات أمام محطات الوقود، خصوصاً
في العاصمة دمشق.وتشير مقاطع فيديو نشرها ناشطون أخيراً تتضمن لقاءات مع منتظرين أمام الأفران، بأنّ السوريين الخاضعين للنظام بدأوا يرفعون أصواتهم مطالبين الأخير بحلول "عاجلة"، ومستنكرين ما وصلت إليه الحالة المعيشية، في ظلّ ارتفاع مهول في أسعار المواد الضرورية، خصوصاً الغذائية والدوائية، فضلاً عن الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في كل المناطق الخاضعة للنظام. وهذه الأزمات المتصاعدة ليست الأولى من نوعها التي يعاني من تبعاتها السوريون الخاضعون للنظام، بل سبق أن حدثت أزمات مماثلة لم تغيّر من سلوك الأخير أو تدفعه إلى تسهيل مهام الأمم المتحدة في إيجاد حلول للأزمة السورية وفق قرارات الشرعية الدولية. ولكن هذه المرة الأمر مختلف كلياً، مع دخول قانون قيصر في يوليو/ تموز الفائت حيّز التطبيق، والذي فرض عقوبات مشددة على شخصيات أمنية وعسكرية وسياسية ومؤسسات وشركات تابعة للنظام أو لأشخاص مرتبطين به. وينص القانون كذلك على فرض عقوبات على الأجانب المتورطين في بعض المعاملات المالية أو التقنية لمؤسسات حكومة النظام السوري، والمتعاقدين العسكريين والمرتزقة الذين يحاربون بالنيابة عن النظام السوري أو روسيا أو إيران أو أي شخص فُرضت عليه العقوبات الخاصة بسورية من قبل. كما ينصّ على فرض عقوبات على كل من يقدّم الدعم المالي أو التقني أو المعلومات التي تساعد على إصلاح أو توسعة الإنتاج المحلي لسورية من الغاز والنفط أو مشتقاته، ومن يقدّم الطائرات أو قطعها أو الخدمات المرتبطة بالطيران لأهداف عسكرية في سورية. و" قيصر " أو" سيزر "، هو الاسم الحركي لعسكري ومصور سابق في الطبابة الشرعية في جهاز الشرطة العسكرية للنظام، جمع حوالي 55 ألف صورة لـ11 ألف معتقل سوري قضوا تحت التعذيب، وذلك حتى منتصف 2013، قبل أن يخرج من البلاد وينشر هذه الصور في وسائل الإعلام.
السوريون الخاضعون للنظام بدأوا يرفعون أصواتهم مطالبين الأخير بحلول " عاجلة " !
ويسيطر النظام فعلياً على نصف مساحة سورية التي تضم المدن الكبرى في البلاد، وفي مقدمتها العاصمة
دمشق، وحلب كبرى مدن الشمال السوري، إضافة إلى مدينتي حماة وحمص في وسط البلاد، واللاذقية
وطرطوس على الساحل في غربي سورية، ودرعا والسويداء والقنيطرة في الجنوب، ومدينة دير الزور
في الشرق. وليست هناك إحصائيات رسمية لعدد السوريين الخاضعين لسيطرة النظام، ولكن هناك
أكثر من عشرة ملايين يعيشون تحت وطأة أزمات معيشية غير مسبوقة في تاريخ البلاد، مع تدن
قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، وهو ما أدى إلى ارتفاع في الأسعار، تصفه
مصادر محلية بـ " الجنوني ".
لبمصدر / موقع العربي الحديد .