ما الأسباب التي قد تسهم في تفشي فيروس إنفلونزا الخنازير بين البشر مُجـدداً ؟ !
04 ـ 03 ـ 2021
تخيل أنك تستمع إلى إذاعة بي بي سي والمذيع يعلن بلكنته البريطانية أن عدد الوفيات الناجمة عن المرض، بحسب منظمة الصحة العالمية، تجاوز 700 حالة خلال أسبوع، لتصل حصيلة الوفيات في العالم إلى 5,700.وفي أوروبا، أغلقت أوكرانيا المدارس ودور السينما وحظرت التجمعات العامة. أما في بريطانيا، فتتضاعف أعداد الإصابات أسبوعيا. وفي الولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأمريكي حالة الطوارئ الوطنية.ربما تبدو هذه الأخبار مألوفة اليوم، لكن هذه الأحداث وقعت في عام 2009، عندما تفشى آخر وباء عالمي للإنفلونزا، الذي عرف باسم ـ إنفلونزا الخنازير ـ أو " إتش 1 إن 1 ".ويعتقد العلماء أن فيروس " إتش 1 إن 1 " بدأ رحلته من خنازير في منطقة صغيرة وسط المكسيك في يناير/ كانون الثاني 2009. وبحلول مارس / آذار اكتُشفت أولى حالات الإصابة بالفيروس في ولايتي
كاليفورنيا وتكساس. وفي يونيو/ حزيران تفشى الفيروس في 74 بلدا حول العالم. وفي العام اللاحق، أعلنت منظمة الصحة العالمية انتهاء الجائحة التي حصدت أرواح ما يتراوح بين 151,700 و575,400 شخص، بحسب دراسة نشرت في دورية " لانسيت " للأمراض المعدية.وأسهمت الجهود العالمية لتوزيع اللقاح المضاد لإنفلونزا الخنازير، بقيادة الولايات المتحدة، في احتواء الوباء، لكن فيروس " إتش 1 إن 1 " لا يزال موجودا، وينتشر سنويا في صورة أوبئة إنفلونزا موسمية ويسبب أعراضا معتدلة ومضاعفات وخيمة وقد يؤدي إلى الوفاة.ويراقب العلماء حول العالم إنفلونزا " إتش 1 إن 1 "، وغيرها من أنواع إنفلونزا الخنازير للتعرف على كيفية نشوء هذه الأمراض وتطوير طرق لاحتواء الفيروسات المقبلة قبل أن تتحول إلى جائحة. وهذه المهمة أصبحت عسيرة بالنظر إلى الأنشطة البشرية، بدءا من طرق إنتاج الطعام ووصولا إلى أنماط السفر والتنقل.
المصدر / بي بي سي عربي .