تحويل المهارة الى مواهب

كرّم اللّه الإنسان عن باقي مخلوقاته و أعطاه مهارة تجعل منّا أهم الموجودات، ولكن حكمته كانت عندما أخفى هذه المهارات عنّا وذلك لما يتمتع بعضنا من الحكمة والذكاء.



فإذا اتفقنا بأن لدى كل إنسان مهارة تميزه عن غيره، كيف يستطيع أن يظهر هذه المهارة ويوظفها ويشتهر بها حتى أن يوصل القمّة الغير متوقعة!



فلو تحدّثنا عن ليونيل ميسي الأكثر شهرة في لعبة كرة القدم في وقتنا الراهن. رغم قمة الموهبة الذي يتحلّى بها والذي لا يستطيع أن ينكرها إنسان حتى لو لم يكن من عشّاقه أو لم يكن من مؤازرين منتخبه. لكن فلنستشعر بأن ميسي لاقى الرعاية والدعم من عائلته وأصدقاءه ووجد المدرب الذّي اكتشفه بالإضافة بأن عامل الحظ وضعه في الفريق المناسب للأضواء.



نعم! هلّموا لنبدأ ننبذ حظّنا، هيهات ما نحوي من ذكاء وحكمة ومهارة، ولكن ربمّا لم تدعمنا العائلة والأصدقاء، ربمّأ لم يكتشفونا أساتذتنا في المؤسسات الأكاديمية أو ربّما لم نلقى الدعم المادي من حكوماتنا. نستطيع أن نتلو ألف ربّما...



ولكن لربَما أن نتذّكر بأن السيد المسيح حمل صليبين بداعي الألم. الصليب الأول: له معنى مباشر وهو عندما حمل خشبته وصلب عليه حتى يعلّمنا التضحية. أما الصليب الثاني: فله معنى تعبيري فرغم أن معظم البشر تخوّفوا من أن يدافعوا عنه أو ينشرون كلمته بقي ثابت يحمل صلبانهم وهمومهم وخطاياهم وضعف إيمانهم.



مع العلم أنّ كانت تعاليم ومعجزات وأمثال ووصايا المسيح تمثّل بحد ذاتها موهبة الروح القدس. ولكن قبل يسوع الألم والعذاب ومات على الصليب كي يحوّل أعلى مهارة في الحب ألا وهي التضحية إلى موهبة الخلاص الأبدي.



والآن هل علمت كيف تحوّل مهارتك الداخلية إلى موهبة؟



لا تتعجّب، فإذا أردت أن تكون الأكثر موهبة، فيجب أن تكون أكثر من يواجه الألم!



فلماذا ندعّي بأننّا غير موهوبين، رغم أنّ كل العوامل المسؤولة عن الموهبة في حوزتنا. كيف ذلك!؟



إنّ الإنسان المهاري يحتاج إلى ما يلي:

1- رحمة اللّه.

2- يحتاج لشخص ما أن يستنبط هذه المهارة.

3- عامل الحّظ يجب أن يقف إلى جانبه.



مثالا على ذلك.



1) لقد وهب الله الانسان المهاره لصنع السفن بحكمه، ولكن ذكر أيضا بأنّ العالم مبتدأ بالقيادات فمن كان صغيرا اي متواضعا يستدر رحمه الله اما من كان مستغلا لسلطانه في كبرياء وتشامخ فيسقط، فرحمة الله لخائفيه تدوم للأبد (حكمة سليمان، فصل 5).



2) لا أحد يستطيع أن يشعر بألم غيره في نفس الإحساس الذي يشعر به صاحب الألم نفسه.



3) أمّا عامل الحظ في هذه المعادلة فهو مضحك لأننّا نواجه الألم يوميا، لا بل كل ساعة.



فمن منّا لم يخض علاقة عاطفية مؤلمة، ولكن سرعان ما حوّل مهارة الحب إلى موهبة تعلُّمنا الطريقة الأفضل للتعامل مع الحبيب في المستقبل.



ومن منّا لم يفقد قريب أو صديق، ولكن سرعان ما حوّل مهارة الحزن على الميّت إلى موهبة الصبر وتحمّل المسؤولية.



وقد يكون هناك طالب رسب في شهادته الأكاديمية، ولكن سرعان ما غيّر مهارة الفشل إلى موهبة المواظبة والإرادة حتى يعيد التفوّق من جديد.



وقد يكون آخر يعاني من قضية انفصال أو طلاق بين والديه، ولكن سرعان ما غيّر مهارة شعوره بالضياع والإحباط إلى موهبة التفكير بنشر العدل و السلام بالعلاقات الاجتماعية.



وآخر لديه إعاقة أو مرض مزمن مميت، ولكن سرعان ما يحوّل مهارة الاستسلام إلى موهبة تحدّي الألم والإيمان بأنّ اللًه يستطيع أن يصنع المستحيل.



فلتتذكّر بأن كل حدث مؤلم في حياتك وراءه أسرار وخفايا لا يعرف حكمتها إلّا اللّه وحده. نعم! كتبه اللّه لك حتى تحمل صليبك وتتبعه فتلاقي من بعده الفرح.



في النهاية، لا أقول لك أن تبحث عن الألم في حياتك اليومية، بل أدعوك بأن تثّبّت إيمانك بالمسيح كي تقبل مهارة الألم وتحوّلها إلى موهبة السعادة الأبدية.