اللبنانيون تحت رحمة الرسائل الصاروخية بين إيران وإسرائيل !
06 ـ 08 ـ 2021
كتبت سناء الجاك :
بيروت :
للمرة الأولى منذ 15 عاماً، يتبنى " حزب الله " إطلاق الصواريخ من لبنان
على إسرائيل، فيُصدِر بيانا رسميا باسم " المقاومة الإسلامية "، متجاهلا القرار 1701، لإنهاء حرب يوليو " تموز 2006 ".ولإنعاش الذاكرة، كانت " حرب تموز " قد اندلعت عندما خطف الحزب جنودا إسرائيليين، لتبادر الدولة العبرية إلى حرق الأخضر واليابس والقضاء على البنى التحتية اللبنانية، وصولا
إلى القرار 1701، الذي تضمَّن بنودا، منها ما يقضي بتسليم الأمن جنوب الليطاني إلى قوات اليونيفيل والجيش اللبناني بعد غياب استمر عقودا، مع
منع حزب الله من التواجد عسكريا في تلك المنطقة.لكن " حزب الله " استثمر
هذه الحرب لتغيير المعادلة في الداخل اللبناني بغية العمل على نسف مفاعيل المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وتمهيدا لمصادرة السيادة اللبنانية بالتقسيط الدموي أحيانا، والضغوط السياسية أحيانا أخرى، وصولا إلى انهيار اقتصادي وأزمات سياسية مستعصية، مما يهدد بالقضاء على الكيان اللبناني الذي لم تقضِ عليه الحروب الأهلية ولا الاعتداءات الإسرائيلية في السابق. وذلك وسط عزلة عربية ودولية تترك اللبنانيين لمصيرهم من دون ما يوحي برغبة للتدخل.وإذا سلمنا بأن " حرب تموز " بعد سنة وأشهر على جريمة اغتيال الحريري وما تلاها من اغتيالات حالت دون قيام جبهة قادرة على مناهضته، أعطت النتائج المرجوة، سواء لجهة الإفلات من العقاب، أولجهة إطباق المحور الإيراني على السيادة اللبنانية، لا بد من السؤال عن دواعي إعادة إشعال جبهة الجنوب ببيان رسمي للحزب الإلهي، وإن بحدود مدروسة حتى تاريخه، بحيث يقتصر القصف المتبادل على مناطق " مفتوحة " خالية
من السكان.الجواب يفرض التوقف عند جريمة تفجير المرفأ التي حلت الذكرى الأولى لها في 4 أغسطس 2021، وتحديدا مع اقتراب صدور القرار الظني، ومع ملامح معطيات تشير إلى أن صمت المسؤولين السياسيين والأمنيين والإداريين عن وجود نيترات الأمونيوم على رغم معرفتهم بها، له ما له
من دلالات على أن هذا الصمت كان لعجز هؤلاء عن مواجهة صاحب هذه المادة والمتصرف بها. وتجدر الإشارة الى أن جرائم الاغتيال، كما جريمة
تفجير المرفأ، ليست صناعة لبنانية بحتة، ولكنها في إطار أجندة المحور الإيراني خدمة لاستراتيجية التوعية في المنطقة. بالتالي يصبح الشأن الداخلي اللبناني، على خصوصيته، مرتبطا بهذه الأجندة، ويصبح مقلقا مشهد المتظاهرين في الذكرى الأولى لتفجير المرفأ وما حمله من أدلة على القطيعة الكاملة بين شرائح واسعة من اللبنانيين، لم يعد ممكنا تجاهلهم، وبين المنظومة السياسية المدجنة وجماهيرها، ومعها المواقف الدولية الراغبة بتعويم هذه المنظومة عبر حكومة وإصلاحات، لتؤكد أن المسألة في لبنان لا تنحصر في الحكومات والإصلاحات، وإنما هي قضية سيادة واسترجاع دولة.
المصدر / موقع سكاي نيوز عربية .