اليوم الأول لفرض التصريح الصحي .. كيف بدت باريس ؟ !
10 ـ 08 ـ 2021
كتب محمد علال :
دخلت فرنسا، يوم الإثنين، مرحلة جديدة في معركتها ضد وباء كوفيد - 19،
وقد أصبح إلزاما على كل مواطن فرنسي أو زائر إظهار بطاقة " التصريح الصحي "،أو ما يطلق عليه باللغة الفرنسية " Le passe sanitaire " ، تلك الوثيقة التي غيرت ملامح الحياة في باريس.ولا يمكن لغير حامل هذه البطاقة، التي تشير إلى أن صاحبها قد تلقى اللقاح ضد كوفيد - 19، أو كشف
" بي سي آر " أن يرتشف قهوة أو يتناول الطعام في إحدى المطاعم الفرنسية،
أو حتى زيارة المستشفيات لغير الظروف العاجلة، فضلا عن دخول قاعات السينما والمتاحف وركوب المواصلات.وبدأ الناس في شوارع باريس في اكتشاف الطعم الجديد للحياة في زمن كورونا، وعلى ملامح أصحاب المطاعم والمقاهي، إحساسا بالحرج وأحيانا بالتردد.فسلطة القانون فوق الجميع، خاصة مع العقوبات التي أعلن عنها مؤخرا، والتي بدت جداً مشددة ضد كل من يخالف التصريح الصحي.وعلى خلاف العادة، يصطف الزبائن في طوابير أمام المقاهي والمطاعم، وقبل الجلوس وطلب ما يريدون من أكل وشرب، يستقبلهم النادل بعبارة : " صباح الخير، هل لديكم التصريح الصحي ".
حرج وإزعاج وعقوبات صارمة :
إنها عبارة مزعجة لمن لا يقم بالتلقيح بعد، سواء عن قناعة أو لضيق وقته،
فقد قلبت كورونا موازين الفسحة في العالم، لتستلم عاصمة الجن والملائكة أمام عدو خفي لا يزال يوقع إعدادات كبيرة من الضحايا كل يوم في فرنسا "
عدد الإصابات 20 ألف و 28 وفاة خلال 24 ساعة الماضية ".
وفي هذا اليوم الغائم، نخطف بعض الكلمات على لسان فيليب، وهو صاحب مقهى في شارع قريب من الشانزيلي، حدثنا عن استعداداه لهذا التاريخ، وكيف عاش الأسابيع الماضية على أعصابه وهو ويتابع تصريحات كبار المسؤولين في الدولة الذين قرروا عدم التراجع عن فرض التصريح الصحي.وقال فيليب لموقع سكاي نيوز عربية :" رغم إن عملية التحقق من التصريح الصحي لا تأخذ إلا ثواني، إلا أنها عملية مزعجة نشعر بالحرج، وأعتقد أن الأمر سيأثر على نسبة إقبال الزبائن ".
احتجاجات في فرنسا :
احتجاجات واسعة في فرنسا على الإجراءات الصحية الجديدة ، وبينما يواصل فيليب كلامه عن تداعيات الإجراء على معدل إقبال الزبائن، خاصة السياح
الذين لا يمتلكون تصريحا صحيا معتمدا من طرف الاتحاد الأوروبي، يتقدم بالسؤال أربع شباب، ملامحهم أوروبية ويطلبون مقعدا للجلوس في المقهى.
ليبدأ النادل بالتحقق أولا من حيازتهم جميعاً للتصريح الصحي ، وقد اكتشف
أن أحدهم لم يكن يحمل تصريحا.
موقف كهذا يعد الأصعب بالنسبة لصاحب المقهى فيليب، الذي قال :
“ هل نرفض ثلاثة زبائن لأن صديقا لهم لا يحمل تصريح، معادلة صعبة جداً ولكننا ملتزمون بذلك ".
المصدر / موقع سكاي نيوز عربية .