مهندس سوري يحول فضلات أسواق الهال إلى سماد

مهندس سوري يحول فضلات أسواق الهال إلى سماد

لم تلبث التخصصات التي أدخلتها الجامعات السورية إلى نظمها التدريسية وقتاً طويلاً حتى بدأت تطرح ثمارها في مختلف الميادين، فكان أن وصل الأمر ببعض طلبتها إلى إعادة تقييم مفاهيمهم النظرية التي تلقوها في الكليات التي درسوا على مقاعدها تمهيدا لربطها مجدداً بوقائع الحياة اليومية.
مدفوعاً بشغفه الإبداعي، عكف المهندس الشاب جمال عبد القادر مصري منذ سني دراسته الأخيرة في كلية الهندسة التقنية البيئية بجامعة حلب، على تطويع العلوم التي استقاها بما يخدم محيطه الاجتماعي حيث يعيش، فكان أن بدأ حياته كمخترع، بتطوير جهاز يعنى بمعالجة المخلفات العضوية الناجمة عن العمل اليومي في سوق الهال القريب من الحي الذي يسكنه.
يقول المهندس مصري ذو الأربعة والعشرين عاماً أن الجهاز المبتكر يعمل على تحويل تلك الفضلات إلى سماد بأسلوب «البكتيريا المنشطة» لينتج سماداً من النخب عالي الجودة «الصنف الممتاز» يتمتع بمواصفات مطابقة تماما للمواصفات السورية وذلك خلال مدة قصيرة لا تتجاوز الـ36 ساعة.
ويبين المهندس مصري الذي حاز عن ابتكاره جائزة «أفضل مخترع شاب» خلال الدورة 15 لمعرض الباسل للإبداع والاختراع، أن مهمة الجهاز تتلخص في تحويل المواد الملوثة للبيئة إلى مواد مفيدة بيئيا، والاستفادة المادية من بيع السماد المنتج، والحد من الأرض اللازمة للتخلص من تلك النفايات وتوفير نفقات نقل الفضلات عند المعالجة ضمن المنطقة وتخصيب التربة ورفع مستوى المنتج الزراعي. ويوضح المخترع مصري أن العمل على إخراج الجهاز بشكله النهائي استغرق عاماً ونصف العام، مشيراً إلى أنه لم يلق التجاوب المرتجى من أي من المستثمرين خلال مرحلة التصنيع «لكن ما إن حصل على براءة الاختراع وعرضت الجهاز في معرض الباسل الأخير، حتى تغير الأمر وتوصل إلى اتفاق مبدئي لاستثمار الاختراع مع عدد من المستثمرين من داخل سورية وخارجها».
وعلى الرغم من أنه قطع مرحلة تسويق الاختراع، إلا أن الشاب مصري لم ينس المصاعب الكبيرة التي واجهته أثناء تصميم النموذج الأولى للجهاز تبعا للإمكانات المادية المحدودة، معربا، في حديث لوكالة الأنباء الوطنية «سانا»، عن أمله في أن تعمل الجهات المعنية بشكل جاد وفاعل لإيجاد البيئة المناسبة لعمل المخترعين والمبدعين وتوفير الدعم المادي لهم لتحفيزهم على البحث والتطوير.
جدوى اقتصادية كبيرة
يمكن استخدام الجهاز المبتكر في أي مكان تتراكم فيه النفايات خضاراً وفواكه مثل أسواق الهال والمزارع والحقول والبساتين والمنازل، كما يقول المخترع المهندس مصري، مشيراً إلى أنه الدراسة الاقتصادية للمشروع أفضت إلى أن تشغيل منظومة لمعالجة الفضلات في سوق الهال بحلب التي تنتج يوميا ما لا يقل عن 12 طناً من الفضلات المفروزة والجاهزة للمعالجة، يمكن أن يحقق مردودا سنويا كبيراً، فقياسا إلى السعر المدعوم للسماد «بحدود 10 ليرات للكيلو الواحد» يمكن للجهاز أن يعالج فضلات السوق وينتج منها سماداً يصل سعره إلى أكثر من 18 مليوناً سنوياً.
أما كلفة إنشاء وتشغيل محطة مناسبة لمعالجة فضلات «سوق هال حلب»، فتصل إلى 12.704 مليون ليرة سورية فيها «أربع أجهزة كلفة كل منها 3.176 ملايين ليرة»، يضاف إليها الكلفة السنوية من الطاقة اللازمة للتشغيل «بحدود 200 ألف»، وأجور عمال لـ10 فرص عمل «بأجور تقريبية 2.5 مليون» ومصاريف الآليات السنوية نحو «27 ألف ليرة» تصبح التكلفة المطلوبة للسنة الأولى من المشروع 15.5 مليون ليرة تقريبا، فيما تتراجع الكلفة خلال السنوات التالية إلى نحو 2.820 مليون ليرة.

معالجة بالبكتيريا المنشطة
وتتلخص أهمية الجهاز -حسب المخترع مصري- باختصار الوقت اللازم لعملية تخمير الفضلات العضوية وتحويلها إلى سماد عبر تسريع العمل البكتيري المحلل للفضلات بأفضل تقنية ميكانيكية، في حين أن الطرق التقليدية للتخمير الطبيعي عبر وضع الفضلات في الهواء الطلق يحتاج إلى شهرين تقريبا، في حين أن عملية التهوية القسرية التي تعتمد حالياً على إدخال الهواء إلى الفضلات لتسريع عملية التخمر تحتاج من 8 إلى 16 يوماً مع تكاليف إضافية يتم توفيرها في الجهاز المبتكر.
وعند دخول الفضلات إلى الخزان الاسطواني عن طريق المضخة الحلزونية يتم تشغيل المحرك الذي يعمل على تدوير الأذرع الدوارة التي تعمل على تقليب الفضلات ضمن الجهاز كما يتم ضخ الهواء عن طريق الضاغط، ويكون الحراق الموجود ضمن المبادل في حالة عمل لتسخين الهواء الداخل إلى الخزان بين 60-70 درجة مئوية بهدف تسريع التفاعل. ونتيجة لدوران الأذرع تخرج المياه من الفضلات إلى حوض الجمع لتتم هناك إضافة روث الطيور والغنم وعملية التحريك كما يتم ضخ الهواء عبر النوافث الموجودة في قاع الحوض لتبدأ البكتيريا الموجودة ضمن الروث بالنشاط، وتخفض الاحتياج الاوكسجيني بإجراء عملية الأكسدة، وتبقى هذه العملية مستمرة لمدة 4 ساعات حيث تتم إعادة المياه من خزان الجمع إلى الخزان الاسطواني المحتوي على الفضلات الصلبة لترشح المياه من جديد وتبقى البكتيريا النشطة متوضعة خلال الفضلات العضوية الصلبة في الخزان الاسطواني وإطفاء الحراق ليدخل الهواء الطبيعي إلى الخزان لتبدأ البكتيريا بهضم المادة العضوية وتفكيكها. وتحتاج المعالجة إلى 8 دورات خلال مدة زمنية تقدر بـ32 ساعة بمعدل 4 ساعات للدورة.

مجلة الوان اوكى كليمو سوري مش كنت عارفه

ايه دة يا بنتي هايل
دة لسا معلنين عنه الصبح
برافو عارفة ليه

عشان محرك البحث مش بياخد الا المواضيع الجديده
طبعا تقييمات مش تقييم

برافو يا قمر بجد
موضوع حصري

مشكور يا ادمن
واسمحلي بدل الميرسي استعمل كلمة مشكور استعيرها منك
ههههههههههههههههههه

ميرسي مارو
ربنا يبباركك