أردوغان وبوتين يبحثان في إيران الثلاثاء ملف سوريا !
18/7/2022
تستضيف طهران غدا الثلاثاء قمة ثلاثية بين إيران وتركيا وروسيا، من المقرر أن
تركز على بحث الملف السوري وتتطرق لملفات أخرى على رأسها الحرب
الأوكرانية وإحياء الاتفاق النووي.
وتأتي قمة الرؤساء الثلاثة -بوتين وأردوغان وإبراهيم رئيسي- في ظل الأنباء
بشأن قرب شن تركيا عملية عسكرية في شمال سوريا، وهو أول لقاء ثلاثي يجمع
زعماء تلك الدول منذ عام 2019 ضمن إطار عملية أستانا الهادفة لإنهاء الحرب
في سوريا.
كما سيخيّم على أجواء القمة ملفات الحرب الروسية على أوكرانيا وتداعياتها إضافة
لتطورات مفاوضات الملف النووي الإيراني.
ويرى الخبير الروسي بمنطقة الشرق الأوسط فلاديمير سوتنيكوف أن "توقيت عقد
هذه القمة لم يُحدّد بالصدفة"، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي "تنفّذ روسيا عمليتها
الخاصة في أوكرانيا، تريد تركيا أيضا أن تشنّ عملية خاصة في سوريا"، معتبرا
أن تلك هي "المسألة الأساسية في القمة".
وكانت تركيا قد أعلنت نيتها منذ شهرين شن عملية عسكرية في شمال سوريا في
المناطق التي تسيطر عليها ما تسمى بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يعد
المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، ومن المفترض أن تمتد العملية التركية إلى
منطقتي منبج وتل رفعت في ريف محافظة حلب في شمال سوريا.
وتسيطر تركيا وفصائل من المعارضة السورية منذ 2016 على مناطق حدودية
متاخمة في الشمال.
وتؤكد أنقرة أن وجودا قويا للمقاتلين الأكراد على حدودها مع سوريا، سيعزز موقع
حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة إرهابية، وبحسب الباحث في الشؤون
التركية في معهد كارنيغي-أوروبا سنان أولغن، "لا تريد السلطات التركية أن تخوض العملية من دون ضوء أخضر من روسيا (…)، لأن المنطقتين المستهدفتين تقعان تحت إشرافها، كما تريد
تركيا التمكن من استخدام المجال الجوي".
ويشير أولغن أن إيران حاضرة بدورها في منطقة العملية المزمعة "من خلال
مجموعات شيعية مسلّحة"، ما يدفع تركيا للسعي إلى "نيل الضوء الأخضر" منها أ
يضا، وفق تعبيره.
يشار إلى أن موسكو كانت قد أعربت عن أملها في أن "تُحجِم" أنقرة عن شن
الهجوم، بينما حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان من أن عملية مماثلة قد تؤدي إلى "زعزعة أمن المنطقة".
وحثّت "قسد" يوم الجمعة الماضي كلا من موسكو وطهران على منع أنقرة من
تنفيذ تهديداتها، وأبدى قائدها مظلوم عبدي ثقته بأن "روسيا وإيران لن توافقا على
مطالب تركيا"، آملا في ألا تكون سوريا "محط بازارات بين القوى الكبرى".
ويرى الباحث في معهد "نيولاينز" نيكولاس هيراس أن "إيران وروسيا تريدان
الحؤول دون عملية عسكرية تركية أخرى في شمال سوريا"، مشيرا إلى أن إيران
"تؤسس لحضور في حلب ومحيطها ما يثير قلق تركيا، وروسيا (…) تتراجع
في سوريا لصالح إيران".
وكانت تقارير استخباراتية وإعلامية قد تحدثت في الآونة الأخيرة عن احتمال خفض
روسيا حضورها العسكري في سوريا لانشغالها في أوكرانيا، وأن يعوّض ذلك
بتعزيز الوجود الإيراني، وتدخلت روسيا منذ عام 2015 في سوريا ودعمت نظام
الأسد الذي كان يواجه مأزقا عسكريا في مواجهة مقاتلي المعارضة السورية.
وتعتبر قمة طهران أول مناسبة تجمع بين أردوغان وبوتين منذ بدء الحرب الروسية
على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، حيث تلعب تركيا دور الوسيط بين موسكو وكييف واستضافت عدة جولات للتفاوض في إسطنبول.
كما استضافت إسطنبول يوم الأربعاء الماضي مباحثات بين موسكو وكييف لكسر
الجمود في تصدير الحبوب من أوكرانيا الذي تسبب بارتفاع أسعار المواد الغذائية
عالميا، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار الطاقة بسبب العقوبات التي فرضها الغرب
على روسيا ردا على حربها على أوكرانيا.
ويأتي اللقاء الثلاثي بعد أيام من جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في المنطقة
العربية، وكان الملف النووي الإيراني أحد أبرز الملفات التي طرحت فيها، حيث
يتوقع أن يجري الجانبان الروسي والإيراني مباحثات معمقة بهذا الملف.
ويرجح المحلل السياسي الإيراني أحمد زيد أبادي أن "تشجّع" موسكو طهران على
إحياء الاتفاق "رغبة منها في تفادي التصعيد بين إيران ودول المنطقة، وبالتالي
مع الغرب".
وتشارك روسيا في مباحثات بدأت قبل أكثر من عام بين إيران والقوى الكبرى
لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي أتاح رفع عقوبات دولية عن طهران في مقابل
تقييد برنامجها النووي.
وحسب زيد أبادي يتوقع أن يبحث بوتين ورئيسي في "طبيعة التعاون العسكري (…) بما يشمل شراء الطائرات المسيّرة".
وكان البيت الأبيض قد كشف مؤخرا أن روسيا تعتزم الحصول على طائرات مسيّرة
إيرانية لاستخدامها في أوكرانيا ورفض الكرملين التعليق على هذه المعلومات، بينما
اعتبر وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان أن "لا أساس" لهذه المزاعم.
المصدر / موقع الجزيرة + زكالات .