وقضي الأمر من حظيرة الماشية المقدسة يوم السبت .

وقضي الأمر من حظيرة الماشية المقدسة يوم السبت !
21 ـ 08 ـ 2022
أيلاف من لندن :
بعد نزاع عائلي استمر لمدة عام، اعتلى ميسوزولو زولو عرش "شعب السماء" الأسطوري، وحسم أمر تتويجه أخيرًا ملكًا لشعب الزولو في حفل تقليدي في جنوب أفريقيا يوم السبت.
والملك الجديد (47 عاماً)، هو ابن الملك السابق الذي توفي العام الماضي غودويل زويليثيني، لكن بعض أفراد العائلة المالكة يجادلون بأنه لم يكن الوريث الشرعي وأن إرادة الملك الراحل كانت في الواقع مزورة.
وحضر آلاف الأشخاص التتويج التقليدي "الذي في جانب منه كان سرياً" يوم السبت، في قصر كواكيثومثاندايو في مدينة نونغوما الصغيرة في إقليم كوازولو ناتال مهد أكبر مجموعة عرقية في جنوب أفريقيا.
حيث دخل الملك الجديد حظيرة "الماشية المقدسة" لاستدعاء أسلافه قبل أن يتم الإعلان عن كل من الأحياء والموتى كملك جديد للزولو.
وارتدى الملك ميسوزولو جلد الأسد الذي اصطاده من أجل الحدث الملكي، وهو إنجاز رئيسي في إثبات أنه بالفعل المختار. وكان تم ذبح أكثر من 10 أبقار استعدادًا للاحتفال.
احتفال رسمي :
والشهر المقبل، ستستضيفه الحكومة الملك الجديد في احتفال رسمي. ولا يتمتع العرش بأي سلطة سياسية رسمية، لكن خمس سكان جنوب أفريقيا هم من الزولو ولا يزال نظامها الملكي مؤثرًا بشكل كبير مع ميزانية سنوية يمولها دافعو الضرائب تزيد عن 4.9 مليون دولار (3.5 مليون جنيه إسترليني).
ويشار إلى أن لمملكة الزولو تاريخ تفاخر به، إذ هي مشهورة عالميًا بهزيمة القوات البريطانية خلال معركة إيساندلوانا عام 1879.
وإذ ذاك، لطالما كانت معارك الخلافة على عرش الزولو شرسة، وفي بعض الأحيان دموية. زقتل الملك الأسطوري شاكا كا سنزانغاخونا شقيقه في عام 1816 من أجل تولي العرش، ثم اغتيل هو نفسه في مؤامرة دبرها ابن أخيه بعد سنوات.
لكن هذه الملحمة الأخيرة، بعد وفاة الملك غودويل زويليثيني منذ أكثر من عام، كانت مشهدًا عامًا محرجًا، حيث استمرت فصائل العائلة الملكية المختلفة في الدفاع عن مرشحيها المفضلين من خلال العديد من التحديات القانونية.
يذكر أن الملك زويليثيني، كان قد تزوج ست زوجات وحكم أكثر من نصف قرن. وفي وصيته المتنازع عليها، عين زوجته الثالثة الملكة مانتفومبي دلاميني زولو وصية على العرش، وهو نوع من الدور المؤقت بانتظار تعيين خليفة.
أعلى مكانة :
واحتلت الملكة مانتفومبي أعلى مكانة بين زوجات الملك، لأنها جاءت من العائلة الملكية، وكان والدها هو الملك الراحل سوبوزا الثاني وشقيقها كان الملك مسواتي الثالث من إسواتيني.
وجاء زواجها من الزولو بشرط أن يكون ابنها البكر هو الأول في ترتيب العرش عند وفاة زوجها. لذلك عندما توفيت بعد شهر من توليها العرش، كان يُنظر إلى ابنهما ميسوزولو زويليثيني على أنه الخيار الواضح لتولي السلطة، كما تم تسميته خليفة في وصية والدته.
والأكثر من ذلك، أن حقيقة أن الأمير ميسوزولو كان الشخص الوحيد الذي ورث الأسلحة التقليدية لجده الملك سيبريان بيكوزولو كا سولومون كان يُنظر إليه على أنه تأييد لتوليه في النهاية من والده.
ومع ذلك، فإن اثنين آخرين من أبناء الملك الراحل يطالبون بالعرش. فقد انقسمت العائلة الملكية إلى ثلاثة فصائل، يدعم كل منها أميرهم المفضل ميسوزولو وسيماكادي وبوزابازي أبناء الملك الراحل زويليثيني.
وفي شهر آذار/مارس الماضي، اعترف رئيس جنوب أفريقيا رسميًا بميسوزولو كا زويليثيني كملك جديد للزولو، لكن طعنًا قانونيًا قام به شقيق ميسوزولو، إمبونيسي زولو، الذي طلب من المحكمة وقف التتويج.
المحكمة ترفض :
ومع ذلك، رفضت المحكمة طلبه وسمحت بمواصلة إجراءات التتويج. وقبل أسبوع بالضبط من تتويج الملك الجديد، تم الإعلان عن أخيه غير الشقيق الأمير سيماكادي كملك جديد من قبل حفنة من المؤيدين داخل العائلة الملكية.
ويقول مؤيدوه إنه الخيار الواضح باعتباره الابن البكر للملك الراحل، لكن رئيس الوزراء التقليدي مانغوسوثو بوثيليزي وصف ذلك بأنه "استفزاز أحمق".
وفي غضون ذلك، دعا ثلاثة من إخوة الملك زويليثيني إلى مؤتمر صحفي يوم الخميس للإعلان عن اختيار الأمير بوزابازي، زاعمين أنه من بين جميع الأبناء لديه أقرب علاقة مع والده.
دعم قوي :
ومع ذلك، تلقى ميسوزولو دعمًا قويًا من أفراد الأسرة الآخرين الذين يجادلون بأن العادات تملي أنه الوريث الشرعي.
يعتقد البعض أن القبلية يمكن أن تكون في قلب هذه المعركة. إن تراث كينغ-تو ميسوزولو الأمومي من إيسواتيني ، مما يعني أنه ليس 100٪ من الزولو، ولهذا السبب لم يحتضن بعض أفراد العائلة الملكية والدته كزوجة عظيمة.
وبينما تحتدم المعركة في الوقت الحالي، يعتقد الكثيرون أن العرش سيجد طريقة لتطهير نفسه وأن الملك الشرعي سيتم تنصيبه رسميًا في حفل تتويج عام في 24 سبتمبر - عطلة عامة في جنوب أفريقيا - ينهي الخلاف المستمر منذ فترة طويلة.
وهذا اليوم، هو اختيار مناسب، لأن العطلة كانت تُعرف سابقًا باسم يوم شاكا، وهو الوقت الذي كان يزور فيه الآلاف من الزولو قبره لتكريمه لتوحيد أمة الزولو.
المصدر / موقع أيلاف الأخباري .