الريسوني .. سقطات أخرى وحجج واهية .

الريسوني .. سقطات أخرى وحجج واهية !
كتب عبد السلام سكية :
2022/08/23
أظهر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المغربي أحمد الريسوني، “جهلا واضحا بالتاريخ وسياقاته” مع تعمده الكذب، وقلب الحقائق التي اطلع عليها الجميع في حواره الأخير المثير للجدل.
أطلق الريسوني تصريحات جديدة في حوار مع قناة تبث من بريطانيا، الاثنين، حمل الكثير من المغالطات، وعدم الاعتراف بالأخطاء الشرعية الخطيرة التي أطلقها عندما دعا لـ”الجهاد ضد الجزائر ” و”الزحف إلى تندوف وضمها إلى المملكة المغربية”، لتحقيق حلم علال الفاسي.
وادعى الريسوني الذي صار شخصية منبوذة ومثيرة للشفقة، أن حواره الأول “تعرض للتشويه والمزايدات”، رغم أن تصريحاته كانت واضحة ولا تحمل أي لبس عندما قال إنه “رهن إشارة الملك إذا أعلن الجهاد ضد الجزائر”، وأن من سمّاهم العلماء والمفكرين سيقومون بمسيرة إلى تندوف.
ورغم مسارعة اتحاد العلماء المسلمين إلى التملص من تلك التصريحات، وتكفل مشايخ وعلماء في الجزائر وموريتانيا بتبيان الأخطاء الشرعية التي وقع فيها الريسوني، إلا أن هذا الأخير طالب الجميع بضرورة “حسن الظن به ! ”.
وزعم الريسوني كذلك أنه مصيب فيما قاله وأن من انتقدوه وقعوا تحت “التأثيرات والتفسيرات التي أعطيت لهم” وكأنه يقول إن جميع من صوب كلامه وانتقده مخطئ وأنه مدفوع من جهة ما، وأنه الوحيد صاحب الحقيقة.
كما وقع الريسوني في جرم آخر، فعند إنكاره على الملك محمد السادس الاستقواء بالصهاينة في قضية الصحراء الغربية، طالب بدون استحياء أن “تكف الجزائر عن الاستقواء بروسيا وفاغنر”، وهو كلام سخيف للغاية ومردود على صاحبه، على اعتبار أنه لا تواجد لمرتزقة فاغنر أو غيرها في الجزائر، وأن الجزائر تقيم علاقات مع روسيا ومع غريمتها الولايات المتحدة ومع جميع دول العالم في القارات الخمس، وحماية الوحدة الترابية الوطنية متكفل بها من الجيش الوطني الشعبي والمصالح الأمنية الأخرى، وليس من قوى أجنبية معادية للأمة كلها كما هو حال في الجارة الغربية.
ومن المغالطات والأكاذيب التي سوقها الريسوني زعمه أن جبهة البوليساريو “تنظيم إرهابي”، رغم أن الأمم المتحدة التي تحارب الإرهاب لها ممثل من الجبهة في مقرها بنيويورك، كما للجبهة ممثلون في عواصم غربية كثيرة كفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وروسيا، ورئيس الجمهورية الصحراوية إبراهيم غالي ينتقل إلى محافل دولية ويتم التعامل معه كرئيس بكامل الصلاحيات.
وعاد الريسوني في حواره إلى الحديث عما يسميه المخزن “المسيرة الخضراء” وهي في الحقيقة “مجزرة حمراء” نفذها الجيش المغربي سنة 1975 في حق الصحراويين مستعملا النابالم الحارق، فما كان للصحراويين سوى اللجوء إلى الجزائر وتندوف تحديدا للنجاة من البطش والإرهاب المغربي.
وعن تندوف فقال إنها عاصمة الصحراويين، وهي كذبة أخرى، لأن عاصمة الجمهورية الصحراوية هي مدينة العيون المحتلة، وتندوف ولاية جزائرية كغيرها من ولايات الوطن فتحت أحضانها للاجئين فارين من همجية الاحتلال المخزني، وفق ما تقتضيه الأعراف الأخلاقية وقوانين المجتمع الدولي الإنسانية.
للعلم، فإن تصريحات الريسوني لقيت استهجانا كبيرا في الجزائر من دوائر رسمية كالمجلس الإسلامي الأعلى ولجنة الفتوى في وزارة الشؤون الدينية، إضافة إلى المواقف التي عبر عنها الدعاة والمفكرون والعلماء والطبقة السياسية، كما أعلن عدد من المشايخ في جمعية العلماء المسلمين تجميد نشاطهم في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى غاية عزله من منصبه.
المصدر / موقع الشروق الإخباري .