مصر .. «الشيخوخة» تعصف بقيادات ما قبل الثورة

مصر .. «الشيخوخة» تعصف بقيادات ما قبل الثورة

المصدر:

• القاهرة - دار الإعلام العربية
  

التاريخ:
06 أكتوبر 2011



بين الشباب الذين يرفعون لافتات تطالب بالحرية والعدالة
الاجتماعية في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة، ومقارّ الأحزاب
التي تحوّلت إلى ما يشبه «مجالس الشاي والقهوة لروادها» وأصابها مرض
الشيخوخة؛ يقف الشارع المصري متسائلاً عما سيقود الحراك السياسي في مصر
خلال الفترة المقبلة، وحتى انتخاب رئيس جديد خلفاً للمخلوع حسني مبارك الذي
أطاحت بنظامه ثورة الـ25 من يناير.

وفضلاً عن الخلافات التي تعصف بالأحزاب المصرية على كل انتماءاتها
السياسية، فإن الشارع يرى أن أحزاب ما قبل ثورة 25 يناير وقادتها على
اختلاف توجهاتهم دخلوا في «دائرة الشيخوخة» بالدرجة التي لم يعد أي حزب
فيها قادرًا على التعاطي مع صوت الشارع، فمن أقصى اليسار إلى أقصى الأحزاب
اليمينية يجلس على قمة كل حزب وحركة رجال تجاوزوا السبعين من أعمارهم، في
الوقت الذي تؤكد فيه الإحصائيات أن 70 في المئة من المصريين تقل أعمارهم عن
35 عامًا، وهؤلاء هم الذين دعوا وقادوا الثورة، خاصة مع الخلافات العاصفة،
سواء داخل هذه الأحزاب أو بينها وبين بعضها البعض.



خلافات طاحنة

ويشير مراقبون إلى أن الشارع المصري لم يعد يثق بالأحزاب التي تطحنها الخلافات في الداخل.

من جهته، يرى عبدالخالق كامل، موظف، أن «الأحزاب القديمة تمثل نفس توجّه
النظام السابق وهي امتداد له. ويضف تلك الأحزاب بأنها «مجرد أحزاب
كرتونية»، ليس لها ثقل ولا وزن، وأن أكبر دليل على هذا «عدم معرفة رجل
الشارع بأغلب أسماء هذه الأحزاب».

ويؤكد كامل على أن هذه الأحزاب «صنيعة مبارك وأجهزة أمنه»؛ لاستكمال
ديكور النظام السياسي حتى يظهر للغرب أنه نظام ديمقراطي، بما في ذلك «حزب
الوفد الجديد» أكبر الأحزاب المعارضة حالياً، بحسب قوله.

ويتفق مع أشرف العربي، الذي يعمل محاسباً، مع ما سبق، ويؤكد أنه «لم
يشعر بوجود الأحزاب القديمة قبل الثورة التي كانت برامجها متشابهة أو حتى
في بعض الأحيان برامج غير واقعية بالدرجة التي يصعب معها القول إن هذه
الأحزاب كان لها وجود حقيقي في الشارع».

من جهته، يقول الباحث في العلوم السياسية محمد سليمان، إن الخلافات بين
هذه الأحزاب وبين بعضها البعض حول قضايا هامشية «جعلها تفقد أي رصيد لها في
الشارع قبل ثورة 25 يناير»، وهو ما جعل المصريين يخرجون إلى ميدان التحرير
في ثورتهم للإطاحة بالنظام السابق «دون الالتفات إلى هذه الأحزاب أو
انتظار مشاركتها».



ساحة المحاكم



يرى الباحث في العلوم السياسية محمد سليمان أن كثرة الخلافات داخل
الأحزاب المصرية ووصول هذه الخلافات إلى ساحة المحاكم، عبر قضايا موجهة ضد
أعضاء تلك الأحزاب بينهم البعض، وتداول الصحف لها، أعطى انطباعا في الشارع
السياسي بأن تلك الأحزاب الجديدة التي ستخرج من رحم الثورة ستسحب البساط من
تحت أقدام تلك الأحزاب القديمة.



عالم واحد