العراق يستعد لفتح أكبر مقبرة جماعية في العالم !
11 ـ 09 ـ 2022
كتب أسامة مهدي :
أيلاف من لندن :
تستعد السلطات العراقية لفتح أكبر مقبرة جماعية في العالم تقع في محافظة نينوى الشمالية خلال أيام بينما تم فتح 50 مقبرة من 96 هناك وانتشال 1384 جثة من ضحايا تنظيم داعش.
وخلال اجتماع تراسه رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي للجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين البرلمانية مع دائرة حماية شؤون المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء فقد تم بحث خطة عمل لفتح مقبرة "الخـسفة" في محافظة نينوى والتي يُعتقد انها أكبر مقبرة جماعية في العالم.
وشارك في بحث الخطة خلال الاجتماع الذي انعقد أمس السبت ممثلون عن وزارات الداخلية والدفاع والصحة ومجلس القضاء الأعلى واللجنة الدولية للصليب الأحمر واللجنة الدولية لشؤون المفقودين والمفوضية العليا لحقوق الإنسان وفريق التحقيق الدولي لجرائم داعش.
وجرى خلال الاجتماع "تقديم شرح مفصل من الجهات المعنية حول الجوانب اللوجستية والفنية والخطوات التي يمكن من خلالها البدء عمليا بفتح المقبرة وأهم المعوقات التي تقف أمام عملها لانجاز هذه المهة.
رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي يبحث السبت 10 سبتمبر 2022 مع الجهات المختصة خطة فتح مقبرة الخسفة الجماعية في محافظة نينوى التي تعتبر الاكبر في العالم (مكتبه)
ووجَّه الحلبوسي الجهات ذات العلاقة بتقديم طلباتها واحتياجاتها خلال أسبوع ليتم بعد ذلك المباشرة الفعلية بفتح هذه المقبرة الكبيرة فيما ستكون لجنة الشهداء والضحايا مسؤولةً عن المتابعة والرقابة على هذا الملف والتنسيق الكامل مع الجهات الحكومية والدولية المعنية بهذا الملف الإنساني الكبير احتراماً لدماء الشهداء ولوضع حدٍّ لمعاناة ذويهم" كما قال بيان رسمي عن الاجتماع تابعته "إيلاف".
فتح 55 مقبرة بنيوى :
وجاء الاجتماع في وقت بحث رئيس لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين البرلمانية النائب أحمد الجبوري مع ضياء كريم طعمة مدير عام دائرة المقابر الجماعية العمل على إكمال فتح جميع المقابر الجماعية في محافظة نينوى والبالغ عددها 96 مقبرة.
وتم خلال الاجتماع الاعلان عن فتح 50 مقبرة جماعية هناك لحد الان تم خلالها اخراج 1384 جثة من المقابر المفتوحة منذ تحرير المحافظة وعاصمتها الموصل من سيطرة تنظيم داعش عام 2017 .
كما تم بحث التقرير الخاص بمقبرة "الخسفة" والصور الجوية وخرائط غوغل لها منذ عام 2022 ولحد عام 2017 والتغييرات التي طرأت عليها وابعادها وقطرها ومراحل وتاريخ طمرها والاطلاع على الدراسة المقدمة من جامعة الموصل بشأن المقبرة وطبيعة الارض الجيولوجية التي تضمها.
وتم الاتفاق على اعداد خطة عملية للبدء بفتح المقبرة بالتنسق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة والمؤسسات الدولية واللجنة الدولية لشوون المفقودين وفريق التحقيق الدولي بجرائم داعش في العراق واللجنة الدولية للصليب الاحمر وتخصيص المبالغ المالية اللازمة من رصيد مؤسسة الشهداء ضمن قانون الامن الغذائي لفتح المقابر الجماعية.
الخسفة .. حفرة الجن :
وحفرة الخسفة والتي تعرف بـ"حفرة الجن" هي حفرة جيولوجية عميقة تقع على بعد 20 كم جنوب مدينة الموصل مركز محافظة نينوى.
استخدم تنظيم داعش الحفرة لتغييب ضحاياه ودفنهم فيها خلال سيطرته على الموصل بين حزيران/يونيو عام 2014 ويوليو تموز عام 2017.
وتقول موسوعة المعرفة العالمية "ويكيبيديا" انه لا يعرف تاريخ تكوين الخسفة لحد الآن اذ يرجح بعض الباحثين والأشخاص الساكنين بالقرب منها على أنها تكونت جيوليوجياً نتيجة التغيرات الأرضية والبعض الآخر يرجح أنها نتجت عن ضرب نيزك لهذه البقعة قبل مئات أو آلاف السنين.
وهي تقع على طريق الموصل – بغداد في جنوب غرب الموصل من جهة حمام العليل بالقرب من قرية العذبة وتبعد عن مركز الموصل بحوالي 20 كيلومترا.
منظر عام للمنطقة التي تقع فيها مقبرة الخسفة الجماعية بالقرب من مدينة الموصل شمال العراق (تويتر) .
حفرة الموت :
وقد أُطلق على هذه الحفرة الكثير من الأسماء منها: الخفسة (اسم محلي) وحفرة الجن وحفرة الموت (لخطورتها) وحفرة الرعب.
وتم استخدام هذه الحفرة من قبل تنظيم داعش كمقبرة جماعية للمحكوم عليهم بالإعدام خلال فترة ولايته على الموصل وحتى تحريرها وهي تعد إحدى أكبر المقابر الجماعية في العراق.
وفي 22 آذار/ مارس عام 2017 كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية في تقرير لها عن أن تنظيم داعش أعدم قرابة 25 ألف شخص في مقبرة الخفسة التي يُعتقد أن عمقها يبلغ مئات الأمتار على الأقل وهو ما يجعلها أكبر مقبرة جماعية في العراق إن لم يكن في العالم أيضاً.
تحذير:
وقد حذرت مديرية الدفاع المدني في نينوى الاسبوع الماضي من أن حفرة الخسفة محاطة بأرض هشة لا تملك أي جهة حكومية الإمكانات اللازمة لفتحها.
ولفتت الى أنه حتى الصليب الأحمر أو الفرق الدولية لم تتمكن من فتح المقبرة بعد أعوام من التحرير.
ومن جانبهم انتقد نواب عن المحافظة "محاولات ردم الحفرة" وطالبوا بفتح تحقيق في القضية باعتبارها جريمة لطمس الجرائم السابقة التي ارتُكبت باستخدام المقبرة.
وتؤكد مستشارة المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب فاطمة العاني في تصريحات للاعلام المحلي اطلعت عليها "إيلاف" أنه لا يوجد رقم حقيقي لأعداد من ألقي بجثثهم في مقبرة الخسفة إلا أنه بحسب أعداد المدنيين الذين جرى إعدامهم وأعلن عنهم تنظيم داعش خلال سيطرته على الموصل، في منشورات دورية فقد جاءت أسماء أكثر من 2070 مدنياً قُتلوا ورُمي بجثثهم فيها.
بينما يؤكد نائب محافظ نينوى حسن العلاف من جهته أن الحفرة شهدت إلقاء ما يقرب من 4 آلاف جثة لمدنيين وعسكريين خلال سيطرة التنظيم على الموصل.
المصدر / موقع أيلاف الإخباري .