صحف الإمارات / إفتتاحيات
أبوظبي في 6 أكتوبر/ وام / إهتمت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الإفتتاحية بذكرى حرب أكتوبر 1973 العربية الإسرائيلية ..
إضافة إلى دور العالم العربي كقوى فاعلة ومؤثرة في السياسة العالمية.
و تحت عنوان / روح أكتوبر / تمنت صحيفة " الخليج " في ذكرى حرب أكتوبر 1973 لو استعاد العرب روح التضامن والتعاون و توظيف قدراتهم في خدمة قضاياهم المشتركة .. مؤكدة أن استعادة تلك الروح هي الربيع الفعلي المنتظر بعدما طال خريف الخلافات والتنابذ والتخندق والمحاور والتشرذم وكل فصيلة الانقسامات السائدة منذ سنوات بل عقود من الزمن .
وقالت إن أهم ما ميز مرحلة حرب أكتوبر 1973 .. تلك الروح العربية التي سادت آنذاك روح التضامن والتعاون وتوظيف القدرات في خدمة القضية المشتركة قضية تحرير الأرض والصراع العربي الصهيوني .. موضحة أن روح أكتوبر التي أذهلت العالم آنذاك في تدبير إرادوي غير مسبوق تأتي تأكيدا وترجمة لتداعي سائر الأعضاء بالسهر والحمى إذا اشتكى عضو.
وأوضحت أنه في تلك المرحلة بذل الغالي والنفيس من أجل تأكيد وحدة العرب في مواجهة عدوهم الوجودي من أجل تأكيد وحدة الدم العربي خصوصا في مواجهة عدو شرس قام على الإرهاب وعاش على الإرهاب ومارس البلطجة والعنصرية وارتكب من جرائم ما يفيض عن ارتكابات أي نظام مماثل، مثله مثل النازية والفاشية بل أكثر .
ونبهت إلى أن روح التضامن العربي هي ما افتقده العرب بعد تلك المرحلة على الرغم من أن العدو نفسه تمادى في غيه في فلسطين وضد دول عربية عدة من مصر إلى سوريا إلى لبنان إلى الأردن إلى العراق إلى تونس .. غارات واغتيالات وتجسسا واجتياحات وانتهاك سيادات في البر والبحر والجو وثمة من تعاطى مع هذا الإرهاب المعلن كأن شيئاً لم يكن .
و تساءلت ما الذي حصل للعرب حتى افتقدوا تعاونهم وتضامنهم وكل معبر عن وحدتهم .. هل صحيح ما نظر له غربيون و صهاينة من أمثال برنارد لويس عن " موت العروبة " وإن نظر منظرون .. هل يحول العرب هذا التنظير إلى حقيقة من خلال تغييب كل ما يجمعهم ويوحدهم والسماح لاستراتيجية " فَرق تَسد " التي يعتمدها الآخرون ضدهم بأن تفعل فعلها بين ظهرانيهم كأنها من النوع الذي لا راد له .
وأكدت " الخليج " في ختام مقالها الإفتتاحي أنه في حرب أكتوبر تمكن التضامن العربي من هز العالم كله و من كسر جبروت إسرائيل على الرغم من تضييع الإنجاز من خلال " تسونامي " المكر والخداع والتحايل الذي تدافعت أمواجه من أمريكا ومن إسرائيل و وجدت من يستجيب لها أو يرضخ لها أويسمح لها بـ " العبور" لضرب معجزة العبور التي سطرها رجال مصر في اتجاه سيناء المحتلة و رجال سوريا في اتجاه الجولان المحتلة. .
من جانبها دعت صحيفة " البيان " العالم العربي إلى أن يكون قوى فاعلة ومؤثرة في السياسة العالمية خدمة لقضاياه وأهدافه القومية .. مؤكدة أن الأمم المتحدة بمجلس أمنها وجمعيتها العمومية ليست ساحة نزال للضعفاء ..
وأن العالم العربي وإن كان لا يملك حق النقض الفيتو إلا أن ثرواته وإمكانياته ومقوماته الأخرى .. هي أعظم فيتو في وجه كل الطامعين والمعتدين.
و تحت عنوان / تجربة مريرة / قالت إن الحديث فلسطينيا وعربيا عن مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة .. ذو شجون وأشجان ذلك أن حصيلة التجارب الفلسطينية خاصة والعربية عامة على خلفية تعاملها معه تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أنها كانت مريرة ومخيبة للآمال وشكلت في غالبية المرات رهانا خاسرا كون هذا المجلس في وضعه الراهن قد أصبحت له معايير مزدوجة ويكتال بمكيالين مختلفين.
وأضافت أن بادئ ذي بدء لا بد من الاعتراف بأن القضية الفلسطينية قد احتلت مساحة شاسعة من فعاليات منظمة الأمم المتحدة ومداولاتها .. إلا أن ما تمناه الشعب الفلسطيني شيء والواقع شيء آخر فالقضية الفلسطينية أصبحت حالة مستعصية في أروقته وخلف كواليسه .. ورغم عدالة هذه القضية وشرعيتها فإن أي قرار من القرارات الأممية المناصرة لها لم يجد وسيلة حقيقية لإخراجه إلى حيز التنفيذ وظلت هذه القرارات حبراً على ورق.
وأوضحت أنه من جهة كان الفيتو حاضرا دائما لحماية إسرائيل من أي شكل من أشكال الإدانة و الحيلولة دون تنفيذ ما ليست لها رغبة فيه .. ومثالا لا حصرا موضوع الكف عن مصادرة الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات عليها ذلك أن إسرائيل لطالما سعت لطمس القرارات الدولية والالتفاف عليها.
وأشارت إلى أنه خلال هذه المرحلة برزت بوضوح أكثر نزعة تطويع مجلس الأمن الدولي لأغراض الدول الكبرى سواء في حال اتفاقها أو اختلافها ..
وقد كانت الحرب الأميركية الأخيرة على العراق شاهدا على مثل محاولات هذا التوظيف السياسي لمجلس الأمن الذي انتهى إلى تحييده بسبب الخلاف على مستوى المصالح بين مكوناته الفاعلة.
وقالت " البيان " في ختام إفتتاحيتها إن ما يحصل وينجز على الأرض يرسم أيضا حدود التعاطي الدولي مع الأزمة السورية..وفي ظل استمرار القبضة الحديدية التي يستخدمها الحكم السوري مما يؤشر إلى استمرار إمساكه بالوضع تتعثر أي قرارات دولية تفرض وقف العنف ضد المتظاهرين السلميين.
خلا / زا /.