ماذا أثمرت محادثات «الأمم المتحدة» بشأن الأزمة الليبية ؟
واشنطن تتحدث عن «أفكار جديدة» !
والمنقوش تشير إلى دعم دولي للانتخابات !
الجمعة - 27 صفر 1444 هـ - 23 سبتمبر 2022 مـ
نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة قبالة مقر الأمم المتحدة بنيويورك ...
23 ـ 09 ـ 2022
القاهرة :
كتب جمال جوهر:
يأمل الليبيون في أن تثمر المحادثات التي جرت بشأن بلدهم في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، إلى نتائج ملموسة تفضي إلى إجراء الاستحقاق الانتخابي المنتظر، وتعيد إليه الاستقرار بدلاً من الاقتتال والانقسام حول السلطة.
وعلى مدار أيام الأسبوع الماضي، أُجريت مناقشات ثنائية وجماعية بين مسؤولين ليبيين وأوروبيين على هامش الدورة الـ 77 للجمعية العامة، تعلقت في مجملها بالأوضاع المتأزمة، ودعوة الأطراف المحلية إلى «الانخراط في المسار السياسي سريعاً لإنجاز الانتخابات العامة».
وقال مبعوث أميركا وسفيرها لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، في كلمة مسجلة نقلتها سفارة بلاده لدى ليبيا عبر حسابها على «تويتر»، إن «الولايات المتحدة تعمل عن كثب مع الشركاء والمجتمع الدبلوماسي والزائرين الليبيين الموجودين في نيويورك لمحاولة إعادة الزخم للعملية الانتخابية بالبلاد».
واستهل نورلاند، كلمته المقتضبة لليبيين، مساء أمس، متسائلاً باللهجة المحلية: «شنو الجو»، ومضى متحدثاً عن كواليس بعض ما جرى على هامش الجمعية العامة، وقال: «لاحظنا اهتماماً كبيراً وأفكاراً جديدة» بالأزمة الليبية، لافتاً إلى أن «جميع الأطراف تدرك أهمية العمل بسرعة للوصول للانتخابات في ظل حالة العنف الحالي القائم في ليبيا».
ورأى نورلاند أن إحدى أهم الرسائل التي تسعى بلاده لتأكيدها خلال هذا الأسبوع هي «الدعم الأميركي القوي لجهود عبد الله باتيلي، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، من أجل قيادة العملية السياسية والمساعدة في الوساطة لمحاولة الوصول لاتفاق بأسرع وقت يقود إلى انتخابات ذات مصداقية».
ورغم أن قطاعاً كبيراً من الليبيين يرى أن «التدخلات الخارجية في بلدهم هي من أسباب تعثر المسار السياسي»، فإن هناك من يؤكد أن الانتخابات العامة لن تُجرى «إلا بضغط دولي حاسم على الأطراف المقوضة لهذا المسار، يرغمهم على الجلوس للتفاوض وإنهاء الانقسام السياسي».
ولفتوا إلى أن «دون هذا الضغط الدولي، ستفشل مهمة المبعوث الأممي الجديد باتيلي، كما فشلت مهمة أسلافه المبعوثين السبعة من قبل».
ولا يزال الجدل حول «المسار الدستوري» اللازم لإجراء الاستحقاق في ليبيا متعثراً رغم أن عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، أعلن أنه اتفق مع خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة على إسقاط شروط الترشح للانتخابات.
الخارجية الأميركية ديريك شوليت، قوله إن «القادة الليبيين في حاجة ماسة إلى العمل مع باتيلي، على المسار الذي تقوده ليبيا لإجراء الانتخابات دون تأخير»، لافتاً إلى أنه بحث مع نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية بحكومة «الوحدة»، الأوضاع في ليبيا، في لقاء وصفه بـ«البناء».
والمنقوش، التي قالت إنها أجرت مباحثات عديدة مع أطراف عربية ودولية، طمأنت الليبيين بأن نتائج مباحثاتها ومشاوراتها في نيويورك أثمرت «أخباراً إيجابية، ودعماً دولياً للقضية الليبية»، بما يضمن استقرار البلاد، وإجراء الانتخابات».
وقالت المنقوش إن «الكثير من الحوارات وتبادل وجهات النظر بين الدول العربية والأوروبية جرى النقاش فيها حول هموم ليبيا، وكيف تستعيد سيادتها ومركزها الإقليمي والدولي».
ورأت أن «المسألة ليست سهلة وتحتاج إلى عمل دؤوب ولقاءات، بعضها استغرق أحياناً ما يقرب 13 ساعة من الاجتماعات المتواصلة»، لافتة إلى عقد الاجتماع التشاوري العربي الثاني بمقر البعثة الليبية في نيويورك «بنجاح»، ما يعد «بصمة لاسم ليبيا الذي يعتلي مجدداً الأروقة الدولية».
ونوهت بأنها حاولت عبر لقاءاتها مع نظرائها والممثلين الدوليين، «إرسال رسالة بدبلوماسية إيجابية لكل دول العالم بأننا منفتحون للتواصل والتعاون مع الجميع إذا كان همهم هو استقرار ليبيا ودعم الانتخابات، لكونها حلماً لكل مواطن».
وانتهت المنقوش، في تغريدة على عبر حسابها على «تويتر» اليوم، قائلة: «وجدنا خطاباً دولياً إيجابياً يرفض أي عسكرة للصراع ويدعو لاستيعاب الخلافات وترشيدها، وأكدنا من جهتنا التزامنا بذلك».
وكانت المنقوش، التقت وكيل الشؤون السياسية للأمين العام للأمم المتحدة روزماري ديكارلوا، ونظراءها من قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وتونس عثمان الجرندي، والجزائر رمطان لعمامرة، وأكدوا جميعاً في رسائل نقلتها وزارة الخارجية الليبية، على دعم المسار السياسي في البلاد بما يضمن إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في أقرب الآجال.
المصدر / موقع الشرق الأوسط للأخبار .