جنين ساحة حرب مفتوحة والفلسطينيون يتعهدون بمواصلة المواجهة !
28 ـ 09 ـ 2022 مـ
رام الله :
كتب كفاح زبون :
قتلت إسرائيل 4 فلسطينيين وأصابت 44 آخرين بجروح، في يوم دامٍ هاجم فيه الجيش الإسرائيلي مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وحوّلها إلى ساحة حرب مفتوحة شهدت الكثير من الاشتباكات المسلحة والمواجهات الشعبية والجنازات.
وأفاق الفلسطينيون، الأربعاء، على هجوم إسرائيلي واسع على جنين ومخيمها استمر لعدة ساعات، استخدمت فيه القوات الإسرائيلية وحدات راجلة وطائرات مسيّرة وطائرة مروحية، في محاولة لاعتقال عبد خازم شقيق رعد خازم، منفذ عملية شارع ديزنغوف في إسرائيل أبريل (نيسان) الماضي، قبل أن تحاصره في منزله مع آخرين وتخوض اشتباكاً انتهى باغتياله.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، «استشهاد عبد خازم و3 آخرين هم أحمد علاونة (ضابط في الاستخبارات الفلسطينية)، ومحمد محمود براهمة، ومحمد أبو ناعسة»، وإصابة 44 آخرين بالرصاص الحي والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، بينهم حالات خطيرة خلال اقتحام مدينة جنين.
وأظهرت لقطات مصورة من جنين، اشتباكات مسلحة وانفجارات في محيط منزل خازم واشتباكات أخرى في شوارع المدينة، سقط خلالها أحد المسلحين برصاصة قناص إسرائيلي، واشتباكات بالحجارة والزجاجات في شوارع أخرى، فيما كانت سيارات الإسعاف تنقل المصابين على مدار اليوم إلى المستشفيات التي اكتظت بهم وبالأطباء الذين هرعوا لتقديم المساعدة.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية والحكومة ومنظمة التحرير وفصائل فلسطينية، «الجريمة الكبيرة في جنين»، وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يستخف بحياة الفلسطينيين ويعبث بالأمن والاستقرار، مؤكداً أن «هذا التصعيد الخطير لن يعطي شرعية أو أمناً واستقراراً لإسرائيل، في أي من الأراضي الفلسطينية المحتلة».
ووصف أبو ردينة إسرائيل بأنها لا تزال دولة خارجة عن القانون الدولي، وأنها مع الولايات المتحدة الأميركية، فقدتا مصداقيتهما بالاكتفاء بالمطالبة بالهدوء والحفاظ على الاستقرار، وعلى أرض الواقع، تمارس كل أشكال التصعيد والقتل والتدمير ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
وفيما اتهم مسؤولون فلسطينيون، بينهم رئيس الوزراء محمد أشتية، إسرائيل، بمحاولة الاستفراد بالفلسطينيين في إطار الدعاية الانتخابية الإسرائيلية، داعياً المجتمع الدولي لتبني قرارات عمليّة توفر الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، قالت إسرائيل إنها قتلت مجموعة مسلحة، «نفذت وكانت تخطط لتنفيذ عمليات».
وقال المتحدث العسكري، في بيان، إن قوات من الجيش والوحدة الشرطية الخاصة، شنّت هجوماً في مخيم جنين بهدف اعتقال مطلوبين أمنيين، وقامت بمحاصرة المنزل الذي كان يوجد في داخله المسلحان، وقاما بإطلاق نار وتفعيل عبوة ناسفة، فردت القوات وقتلتهما»، مضيفاً: «تورط المطلوبان الأمنيان باعتداءات، كان آخرها عملية إطلاق نار على جرار تابع لوزارة الدفاع بالقرب من الجلمة في يوم 13 سبتمبر (أيلول) الحالي، كما حرصا في الفترة الأخيرة على تنفيذ اعتداءات أخرى».
وخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لبيد، مباهياً بقتل شقيق منفذ عملية ديزنغوف، وقال: «عملت قواتنا بحزم لاعتقال عدد من الإرهابيين الذين خططوا لتنفيذ عمليات إرهابية وقتل إسرائيليين، بينهم شقيق القاتل الذي نفذ العملية الإرهابية في شارع ديزنغوف بتل أبيب». ولفت إلى أن القوات عملت بدقة عالية بفضل معلومات استخباراتية نوعية وقدرات عملياتية عظيمة للجيش وحرس الحدود والشاباك.
تجدر الإشارة إلى أن خازم الذي قتلته إسرائيل كان مطلوباً للتحقيق إلى جانب والده وأحد أشقائه، على خلفية عملية الشقيق في تل أبيب، قبل أن يخرج والدهما ويحض المقاتلين على التوحد. وقال والد الشابين متحدياً إسرائيل، إنه راضٍ عنهما «ويحتسبهما شهيدين عند الله ويوصي المقاتلين في مخيم جنين بمقاتلة إسرائيل موحدين».
الدعوة للتصعيد في وجه إسرائيل، تبنتها كذلك حركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التي أعلنت حداداً وإضراباً شاملاً في كل الضفة الغربية.
واعتبرت الحركة أن «الجريمة التي نفذها الاحتلال في جنين تصعيد خطير يفتح أبواب معركة شاملة في ميادين المواجهة»، داعية إلى «توحيد ساحات المواجهة مع الاحتلال الذي يحاول الاستفراد بجنين وعزلها». وقالت «فتح» إن «يوم الأربعاء يوم غضب وتصعيد على جميع نقاط الاشتباك وإضراب شامل في محافظات الوطن كافة».
وفرضت «فتح» فعلاً إضراباً في الضفة الغربية، وخرج متظاهرون في رام الله ومناطق أخرى إسناداً لجنين التي كانت تشيع جثامين أبنائها في جنازات كبيرة.
أما الفصائل الفلسطينية الأخرى، فتعهدت بالتصعيد؛ إذ قالت حركة حماس إنَّ «عمليات الاغتيال الجبانة لن تمرّ مرور الكرام، ولن تجلب للعدو أمناً مزعوماً»، وقالت الجبهة الشعبية، إن «العدو لا يخضع إلا للغة القوّة وإنّ المقاومة هي القادرة على الوقوف في وجه هذه الجرائم». بينما تعهدت حركة الجهاد الإسلامي بـ«مواصلة تصديها لجرائم الاحتلال والعدوان بكل إصرار»، أما الجبهة الديمقراطية، فقالت إن «الفلسطينيين مصممون على صون كرامتهم الوطنية والخلاص من الاحتلال والاستيطان أياً كان الثمن وأياً كانت التضحيات».
المصدر / موقع الشرق الأوسط للأخبار .