من قصائد البابا شنودة الثالث - 1949
أنت لم تنصت الي الحيه بل اخطأت امي وأصغت لنداهــــا
انت لم تقطف من الجنه بل قطفت امي حراما من جناهـــا
أنت قدوس طهور بينمــــا انا من شرد في الأرض وتاها
أنت عالٍ في سماء انمــــا انا ابن الأرض اصلي من ثراها
انـــت رب والــــه وانــــا عبــدك الإثم من يعـصي الإلها
فلمــاذا انـت مصلوب هنا وانا الخــــاطي حـر اتبــاهـي
حكمـــه يا رب لا أدركها وحنان قد تسـامي وتنـــاهي
عجـبا يا رب ماذا قد جري وعـــلام كرهـهم فيـــك علام
عشت يا مولاي حيناً بينهم تنزع البغضاء منهم والخصام
كنــت يا قدوس قلباً مشفقاً فملأت الكــون حـبا وســلاما
كنــت رجــلاً لكسيــح ويداً لأشــل وأبــاً بيـن اليـتــامـي
قد أقمت الميت والأعمي رأي والطريح المقعـد اشتــد وقام
فلمــاذا قامـــت الدنيا علي شخصك الحاني وزادت في اذاها
ولماذا أنت مصلوب هــنا وانـا الخـاطي حـر اتبـاهي
حكمـة يـا رب لا أدركهـا وحنــان قـــد تسامي وتناهي
أنـا اولي منك بالصلب انا صاحـب العار الذي لوث نفسه
أنا من ضيع ويحي يومه في ضـلال مثلما ضيـع أمسه
أنا من يسعي الي الموت وفي نشوه أو سكرة يحفر رمسه
أنا ظمآن تولي مسـرعــاً يرتـجي الحيه ان تملأ كأسه
أيها المصلوب يا من قد رأي كل من في العالم الناكر قدسه
كلما طافت بك العين انزوت نفسي الخجلي يغطيها بكاها
فلماذا انـت مصـلوب هـنا وانـا الخـاطي حــر اتبـاهي
حكمــة يـا رب لا ادركهـا وحنـان قـد تسـامي وتناهي