مامعنى عبارة امرأتك التى قيلت ليوسف عن العذراء-مت 1 : 20 ؟ *
** عبارة " امرأتك " التى قيلت ليوسف عن العذراء - متى 1 :20 .. وكلمة امرأة عموما متى اطلقت على العذراء - متى 1 : 24 **
** عبارة امرأتك **
-----------------------
عبارة " امرأتك " تعنى زوجتك .. وكانت تطلق على المرأة منذ خطوبتها .. وفى تفسير قول الملاك ليوسف النجار " لاتخف ان تأخذ مريم امرأتك .. لان الذى حبل به فيها هو من الروح القدس " متى 1 : 20 .. يقول القديس يوحنا ذهبى الفم " هنا يدعو الخطيبة زوجة , كما تعود الكتاب ان يدعو المخطوبين ازواجا حتى قبل الزواج .. ويقول ايضا " ماذا تعنى عبارة " تأخذ اليك " معناها ان تحفظها فى بيتك ... كمن قد عهد بها اليك من الله وليس من ابويها .. لانه قد عهد بها اليك ليس للزواج , وانما لتعيش معك , كما عهد بها المسيح نفسه فيما بعد الى تلميذه يوحنا " تفسير متى مقالة 4 : 11 " ...
والقديس جيروم يقول ايضا ان لقب " امرأة " او زوجة كان يمنح ايضا للمخطوبات .. ويستدل على ذلك بقول الكتاب " اذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل , فوجدها رجل فى المدينة واضطجع معها ... ارجموها : الفتاة من اجل انها لم تصرخ . والرجل من اجل انه اذل امرأة صاحبه " تث 22 : 23 , 24 " " تث 20 : 7 " ...
وهنا استخدم الكتاب كلمة امرأة عن العذراء المخطوبة وكلمة امرأة تدل على الآنوثة وليس على الزواج ...
والواقع ان حواء سميت اولا امرأة لانها من امرئ اخذت " تك 2 : 23 " وسميت حواء لانها أم لكل حى " تك 3 : 20 " ...
فكلمة امرأة تدل على خلقها وانوثتها .. وكلمة حواء تدل على أمومتها ...
ودليل ان كلمة امرأة بالنسبة الى العذراء كانت تدل على خطوبتها وليس زواجها , قول القديس لوقا الانجيلى " فصعد يوسف ايضا من الجليل , ليكتتب مع امرأته المخطوبة وهى حبلى " لو 2 : 4 , 5 ... اذن عبارة " لا تخف ان تأخذ مريم امرأتك " معناها خطيبتك ...
فمريم دعيت امرأة ليس لانها فقدت بتوليتها , حاشا .. فالكتاب يشهد انه لم يعرفها .. ولكن دعيت هكذا , لان هذا هو التعبير المألوف عند اليهود , ان تدعى الخطيبة امرأة .. بل الآنثى كانت تدعى امرأة .. بدليل ان حواء عقب خلقها مباشرة دعيت امرأة , قبل الخطية والطرد من الجنة والانجاب ...
ونلاحظ ان الملاك لم يستخدم مع يوسف عبارة امرأتك بعد ميلاد المسيح .. وانما قال له " قم خذ الصبى وامه " متى 2 : 13 ... وفى عودته من مصر قال له " قم خذ الصبى وامه " متى 2 : 20 .. وفعل يوسف هكذا فى السفر الى مصر وفى الرجوع " قام واخذ الصبى وامه " متى 2 : 14 , 21 .. ولم يستخدم عبارة امرأته ...
عبارة امرأته استخدمت قبل الحمل واثناءه لكى تحفظ مريم فلا يرجمها اليهود اذ انها قد حبلت وهى ليست امرأة لرجل .. اما بعد ولادة المسيح , فلم يستخدم الوحى الالهى هذه العبارة , لا بالنسبة الى كلام الملاك مع يوسف , ولا بالنسبة الى مافعله يوسف ولا بالنسبة الى المجوس الذين " رأوا الصبى مع مريم امه " متى 2 : 11 , ولا بالنسبة الى الرعاة الذين " وجدوا مريم ويوسف والطفل مضطجعا " متى 2 : 16 ...
لاهوت مقارن
قداسة البابا شنودة الثالث