هو اضطراب نفسي من أنواع اضطرابات المزاج، أي وجود تقلُّبات حادّة في
المزاج، يُعرف بـ (الهَوَس الاكتئابي) وفقدان المتعة. وقد أوضحت الدراسات أن الأطفال يتعرّضون له حتى قبل سنّ البلوغ وبالسنّ الصغيرة، ولكن بشكل لايشابه الاكتئاب عند الكبار.
أسباب اكتئاب الطفل والمراهق:
مما لا شك فيه أن الوراثة تلعب دوراً في ظهور الاكتئاب. كما ربطت النظريات بين تطور الاكتئاب والشعور بالبؤس واليأس لخسارة حقيقية تعرّض لها الطفل، وإدراكه لتلك الخسارة. ويعتقد أصحاب النظرية التعليمية أن الاكتئاب شيء يتمّ تعلّمه من الوسط المحيط في ظل غياب العوامل المشجعة للطفل أو المراهق. كذلك يرتبط تطوره بعيوب في المهارات الاجتماعية والمشاكل التي لها علاقة بضبط الذات والمصاعب التي يتعرض لها. كل ذلك له علاقة في استمرار الاكتئاب وتطوره. بشكل عام يتميز الاكتئاب عند الطفل بعدم الارتياح، والحزن، وفقدان الاهتمام والمتعة بالأنشطة المعتادة له، ويستمر هذا الشعور بالحزن لفترات طويلة وليست متباعدة. وقد يسبب الاكتئاب تبدلات في الوزن سواء بالزيادة أو النقصان، كذلك حدوث الأرق أو النوم بكثرة والهياج النفسي أو الحركي وتراجع القدرات والتعب، كما يصاب الطفل أحياناً بشعوره بانعدام القيمة أو الذّنب الشديد وتراجع القدرة على التفكير والتركيز.
أعراض الاكتئاب:
1. الشعور باللامبالاة وفقدان الأمل وعدم التطلُّع للمستقبل.
2. الشعور بالذّنب والنقص وبالوحدة وعدم الحب من الآخرين.
3. التشاؤم وعدم الاستمتاع بالحياة وشرود الذهن وعدم التركيز بالواجبات المدرسية.
4. عدم التركيز عند مشاهدة التلفزيون أو قراءة الكتب أو المجلات.
5. الشعور بالتعب وفقدان الطاقة والنعاس والنوم لفترات طويلة أو متقطعة.
6. الحاجة للوحدة والبقاء منفرداً وبعيداً عن الأشخاص وشعور بالرغبة في البكاء وعدم الراحة وعدم القدرة على الجلوس والاسترخاء.
7. الشعور بالفشل وانحراف المزاج وزيادة الحساسية وبجرح في المشاعر والانسحاب الاجتماعي.
طبعاً تتفاوت حدّة الأعراض السابقة، وقد لايعي الشخص نفسه أو من حوله أنه مُصاب بالاكتئاب.
علاج الاكتئاب عند الطفل:
1. إدماج الطفل في جو ترفيهي وإشراكه في الألعاب الجماعية والرحلات وعدم تركه فريسة للأحزان.
2. جعل الطفل يعتاد على التفاؤل والبعد عن التشاؤم أو الندم، وعدم التركيز على سلبياته أو نقاط ضعفه.
3. تشجيع الطفل على التعبير عن ذاته لمساعدته على إخراج ما به من ضيق وألم، ومناقشته في تلك الأفكار التي تراوده وتسبب له الاكتئاب.
4. التحدث مع أقاربه وأصدقائه ومُدرّسيه (علاج جماعي بحيث يشترك الأخوة والأخوات والوالدين في المشكلة ).
5. تقديم علاج دوائي متخصص مع العلاج النفسي.
لذلك عليك اللجوء إلى الكلام معه ليتعلم التعبير عن ذاته، وهنا قد يبدو الطفل الثرثار مفيدا لأول مرة.