الحب هو التزام بالآخر، التزام وقت اتقاد المشاعر ووقت فتورها. وفتورها محتوم حتى تتقد مرة ثانية.
ولذلك نسمع عن تعاسة الحياة الزوجية التي كان طرفاها قبل الزواج حبيبين متيمين وعاشقين أمثلين، ذلك لأن الاقتراب الحقيقي يظهر العيوب فلا يستطيع الأيروس المسكين أن يتحملها وحده وإذ ينكشف الواقع كما هو ينهار الهوى ويتبدد كما تبدد شمس الظهر ضباب الصبح المبكر.
إن حب الإعجاب والعشق في الواقع لا يستحق أن يسمى حباً إلا بأكثر معاني الكلمة بدائية وفجاجة.
ثمة من يقول أحبك لأنك تشبعني وتعطيني لذة أكثر مما يقول أحبك لأنك أنت. لأنك تستحق الحب في ذاتك.
وايضا يقول أريد منك أكثر مما يقول أنوي أن أعطيك. أنه يطالب محبوبه بأن يكون كاملاً جميلاً مشبعاً دائماً وإلا يلفظه ويتخلى عنه (أخذني لحماً ورماني عظماً).
وحتى إذا نسى الأيروس نفسه في محبوبه، فإنما يفعل ذلك كما ينسى السكير نفسه في زجاجة خمره، ينسى نفسه في لذة هي جزء ضئيل من نفسه، إن حب الإعجاب ضيق الأفق وقصير النفس في أرض الواقع حتى وإن امتاز أحياناً بالحماس والتدفق واللمعان.
فهل أحب روميو جولييت؟
نعلم أن هذا البطل الشكسبيري يحب فتاته ويعجب بها ويتحدى كل الصعاب في سبيلها وكذلك تفعل هي حتى يموت في سبيل حبه ثم تنتحر هي وراءه ولكن السؤال هو هل أحب روميو حبيبته كما يحب السكير زجاجة الخمر؟ أحياناً حتى نرى السكير مستعداً أن يموت في صراعه من أجل رشفة خمر.
هل يحق لنا أن نردد مع الخبثاء حب روميو وجولييت لم ينته بموتهما لكنه كان سينتهي حتماً إن كانا تزوجا.
السؤال: هل أحب روميو جولييت ؟ ينبغي أن يظل بلا إجابة طالما لم نعرف هل تجاوز حب روميو وجولييت مجرد الأيروس إلى حب أعمق أم لا ؟