بدون شك ، فإن الشيطان ( أو إبليس أو عدو الخير ) ، هو وكل جنوده الأشرار ، يكرهون بنى آدم ، ويحاولون ليل نهار إسقاطهم فى الشر والدنس ، بالفكر والفعل ، كما فعل الشيطان قديماً مع أدم وحواء ( بكل وسائل الإغراء والخداع ) .
+ وليس للشيطان سلطان على المؤمن المُتحصن بكل وسائط النعمة ، والكلمة ، وكما حدث مع رب المجد يسوع فى حربه مع إبليس على الجبل .
+ وإن كان الرب قد أعطانا " السلطان إن ندوس الحيات والعقارب ، وكل قوات العدو " ( لو 10 ) ، فلماذا ينتصر إذن عدو الخير على مسيحيين كثيرين ؟ ويدفع بهم بسهولة إلى الجحيم ؟! إنه سؤال هام ويحتاج إلى جواب الآن .
+ لقد سمعنا أنه عند إخراج الشياطين من أجساد بعض الناس ، أنهم اضطروا أن يعترفوا بأنهم دخلوا فيهم ، بسبب خوفهم الشديد من مناظرهم ، أو لحزنهم المفرط ، أو لعدم تسلحهم بالتناول من الجسد والدم الأقدسين ، أو لإبتعادهم عن بيت الرب ووسائط النعمة ، أو لعدم رسم علامة الصليب فى وقت الخوف ، أو فى الظلام والوحدة .
+ وإذا كان الشيطان " مقيداً " الآن ( بعدما انتصر عليه يسوع بقيامته وقيده ) إلا أنه يستطيع أن يتحرك مثل كلب عقور ، مُقيد بسلسلة ، فكل من يقترب منه يعقره على الفور !! .
+ وعندما يُحاكم مجرم ، يندم ، وغالباً ما يقول إن إبليس هو الذى دفعه إلى الجريمة ، وهو عذر أقبح من الذنب ، كما يقول المثل .
+ وقد ذكر لنا القديس بولس الرسول أسلحة روحية قوية ، مطلوب استخدامها فى حروبنا ضد الشيطان وأعوانه . فقال :
" تقووا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس ، واثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالحق ، ولابسين درع البر ، وحاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام ، حاملين فوق الكل تُرس الإيمان ، وخوذة الخلاص ، وسيف الروح ، الذى هو كلمة الله ، مُصلين بكل صلاة وطلبة ، فى الروح ..... الخ " ( أف 6 : 10 – 19 ) .
+ فاستخدم هذه الأسلحة فى حروب العدو المضاد ، وعش بالإتضاع والحكمة . واستعن بالمشورة الصالحة ، وداوم عل شغل الفراغ بعمل صالح ، ورسم علامة الصليب باستمرار ، فى دخولك وخروجك ونومك واستيقاظك وأكلك وعملك .... وذلك حتى يلجأ عدو الخير إلى الفرار ، كما فعل أمام صلوات كل الأبرار .
+ حقاً إن إبليس الخبيث ، له قوة جبارة بصفته رئيس ملائكة سابق ، ولكن إعلم جيداً أنه ليس له سلطان على جسد المؤمنين ، بل مجرد المشورة الفاسدة والإغراء والأفكار الشريرة فقط ، وأنه إذا ما سمح الإنسان الأحمق – لعدو الخير – أن تتسرب أفكاره إلى القلب والذهن ، فهى التى تضُره فعلاً . وقال ذهبى الفم : " لا يستطيع أحد أن يضُرك سوى نفسك " .
+ وقال القديس بطرس الرسول متسائلاً : " من يؤذيكم إن كنتم مُتمثلين بالخير " ؟!
" وأما خوفهم فلا تخافوه ، ولا تضطربوا " ( 1 بط 3 : 13 – 14 ) .
+ ففكر ( يا أخى / يا أختى ) جيداً فى كلام الوحى المقدس ، ولا تخشى إبليس أو حروب كل خبيث ، من الأعداء الخفيين أو الظاهرين .