القاهرة تتسلم شاليط قبل تسفيره وترفض تغيير نص الاتفاق حول الأسيرات
الزمان - منذ 2 دقيقة من نشره هنا
القاهرة تتسلم شاليط قبل تسفيره وترفض تغيير نص الاتفاق حول الأسيرات
رام الله ــ غزة ــ الزمان:
قالت مصادر وثيقة الاطلاع ان جلعاد شاليط الجندي الاسرائيلي الاسير قد تم نقله من قطاع غزة فعلا الي القاهرة تمهيدا لتسليمه الي اسرائيل. وعقد ديفيد ميدان مبعوث رئيس الحكومة الاسرائيلية اجتماعا في القاهرة مع مسؤولين مصريين لوضع اللمسات الاخيرة علي تفاصيل اتمام صفقة التبادل.
فيما اعترضت حماس علي عدم تضمين اسرائيل لقوائم مطلقي السراح لعدد من الاسيرات الفلسطينيات. في وقت باشرت اسرائيل بتجميع الاسري الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم في اثنين من سجونها. من جانبه اكد القيادي في حماس غازي حمد عدم تحديد يوم لاتمام صفقة تبادل الاسري مع اسرائيل مضيفا انه "قد تكون هناك بعض الاشكالات التي تحتاج الي معالجة". في وقت اكد رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي الجنرال يعقوب عميدور ان صفقة تبادل الاسري التي تم التوصل اليها مع حماس سيتم تنفيذها بعد غد الثلاثاء. واعرب حمد امس عن الامل في "اكتمال تطبيق هذه الصفقة حتي نهاية الاسبوع الجاري وذلك بعد ان تمت جميع الترتيبات اللازمة وتمكن المعتقلون الاسري المفرج عنهم من العودة الي بيوتهم". وقال انه "ظهرت بعض الاشكالات وبعض الامور ستبقي طي الكتمان حتي يتم التوافق علي كل الترتيبات الصغيرة منها".
وسادت توقعات فلسطينية كثيرة بمطالبة حماس لاسرائيل الافراج عن كل السجينات الفلسطينيات في اطار صفقة تبادل الاسري وذلك بعد ان تبين ان عددهن وصل الي 37 اسيرة وليس 27 كما تردد في وقت سابق.
وتجنب حمد الحديث عن التفصيلات الخاصة "بالاشكالات" التي طرأت مبينا ان هذا الامر قد يتعلق بعدد الاسيرات المفرج عنهن وبعدد الاسري الذين سيبعدون الي خارج فلسطين في اطار تنفيذ الاتفاق. لكن نادي الاسير الفلسطيني قال امس ان عدد الاسيرات في السجون الاسرائيلية 36 اسيرة. واضاف النادي في بيان له: ان القائمة التي نشرتها ادارة السجون الاسرائيلية اليوم تبين انها تشمل 27 اسيرة فقط.
واشار النادي الي ان هناك تسع اسيرات لم تشملهن صفقة تبادل الاسري التي اعلن عنها قبل ايام.
وتحدثت مصادر فلسطينية عن بوادر ازمة بين حماس واسرائيل لانها لم تشمل جميع الاسيرات.
وقالت حماس: ان الصفقة تضمنت اخلاء السجون من الاسيرات ولم يدر الحديث عن عدد معين.
وعما يتردد بشأن رفض اسرائيل اطلاق سراح جميع الاسيرات شدد حمد علي وضوح موقف الحركة منذ البداية بالافراج عن جميع الاسيرات من سجون اسرائيل مضيفا ان الموقف الاسرائيلي واضح وايجابي في الموافقة علي اطلاق سراح جميع الاسيرات دون استثناء ومنهن الاسيرات اللواتي صدرت ضدهن احكام بقضاء فترات طويلة او متوسطة وراء القضبان.
واكد حمد ان "اسرائيل ومصر ستضعان معا الضمانات الخاصة بتنفيذ المرحلة الثانية من تبادل الاسري التي ستجري بعد شهرين من الان وتشمل اطلاق سراح 550 اسيرا فلسطينيا".
من جانبها ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت امس انه من المتوقع ان تطالب حماس الوفد الاسرائيلي الذي وصل الي القاهرة الليلة قبل الماضية بالموافقة علي الافراج عن كل السجينات الفلسطينيات في اسرائيل وليس فقط السجينات اللاتي وردت اسماؤهن في صفقة تبادل الاسري.
ولفتت الي ممارسة ضغط فلسطيني علي حماس حاليا بسبب استبعاد ثلاث سجينات من الصفقة ما يدفع الفلسطينيين الي رفع سقف مطالبهم ويؤدي الي انهيار الصفقة.
واعلنت اسرائيل اسماء مئات الاسري الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم مقابل الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط في اطار صفقة توصلت اليها مع حركة (حماس).
واعلان هذه الاسماء يعني منح الاسرائيليين الذين يعارضون الافراج عن السجناء فرصة لكي يطعنوا امام محكمة العدل العليا في اسرائيل في هذه الصفقة ولمنع الافراج عن سجناء محددين شملهم الاتفاق.
ووافقت اسرائيل علي اطلاق سراح نحو 477 اسيرا فلسطينيا منهم 27 امرأة خلال المرحلة الاولي من الصفقة مقابل الافراج عن شاليط الذي تحتجزه (حماس) منذ خمس سنوات.
وفي قطاع غزة تحولت مختلف مدنه الي ورشة كبيرة خاصة في منازل العشرات من اسر الاسري الذين سيعودون اليها بعد اطلاق سراحهم من سجون الاحتلال المختلفة التي رفعت عليها الاعلام الفلسطينية وكتبت الشعارات التي تعبر عن الفرح بعودة هؤلاء.
وقررت الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة (حماس) في غزة تنظيم احتفال رسمي لاستقبال هؤلاء الاسري في معبر رفح علي الحدود مع مصر التي ستتسلمهم قبل العودة الي القطاع.
واتفقت الحكومة مع مختلف الفصائل يوم امس علي تنظيم احتفال شعبي اخر في ساحة (الكتيبة) غرب مدينة غزة التي اعدت مسرحا كبيرا فيه ليجلس عليه المحررون ومن المقرر ان يجري يوم الثلاثاء المقبل للاحتفاء بهم.
وقال عميدور لاذاعة الجيش الاسرائيلي اليوم انه "لا يوجد تخوف من تأخير او الغاء تحرير الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط".
وترددت انباء "عن وجود مصاعب تواجه اتمام صفقة التبادل في موعدها بسبب خلافات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي حول بعض النقاط".
ومن بين هذه النقاط التي تسعي مصر لحلها "خلاف بشأن مصير 40 من بين السجناء الذين تريد اسرائيل ابعادهم خارج المناطق الفلسطينية اضافة الي عدم حسم عدد السجينات المتوقع الافراج عنهن الذي اتضح لاحقا انه يزيد علي العدد المعلن".
واكد عميدور "ان اسرائيل ترفض بشكل مطلق مطلب حركة (حماس) باطلاق سراح اسيرات فلسطينيات لم تشملهن صفقة تبادل الاسري ويقدر عددهن بين 8 و10 اسيرات".
ووقعت اسرائيل و(حماس) يوم الثلاثاء الماضي اتفاقية صفقة تبادل الاسري والتي تقضي بالافراج عن 1027 اسيرا واسيرة مقابل اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة جلعاد شاليط.
وكان القيادي في حركة (حماس) الدكتور غازي حمد اكد صباح امس انه لا يوجد يوم محدد لاتمام صفقة تبادل الاسري مع اسرائيل مبينا "انه قد تكون هناك بعض الاشكالات التي تحتاج الي معالجة".
علي صعيد متصل اقتحم نشطاء من قوي واحزاب اليمين الاسرائيلي صباح امس منزل وزير العدل في الحكومة الاسرائيلية يعقوب نيئمان وذلك احتجاجا علي توقيع اتفاقية صفقة تبادل الاسري.
وذكرت صحيفة (هارتس) الاسرائيلية "ان العشرات من نشطاء اليمين الاسرائيلي تظاهروا ايضا امام منزل الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس احتجاجا علي ابرام الصفقة".
من جهة اخري ذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان الجندي شاليط سيتمتع فور الافراج عنه بالحقوق والامتيازات التي يتمتع بها معاقو الجيش الاسرائيلي بدون ان يحتاج الي مراجعة الجهات العسكرية المختصة.
وقالت الاذاعة "انه سيتم تصنيف شاليط علي انه يعاني حالة ما بعد صدمة عملية حربية الامر الذي سيوفر له علاجات نفسية والحصول علي مخصصات مالية بعد الافراج عنه".