حمام الدم يثير ذهول المصريين ويؤجج خلافاتهم حول موقفهم من الجيش
الرياض - منذ 7 دقيقة من نشره هنا
حمام الدم يثير ذهول المصريين ويؤجج خلافاتهم حول موقفهم من الجيش
القاهرة - أ ب
أثار احتواء الجيش للتظاهرات التي قتل فيها 26 شخصا ذهول المصريين ومزقت مشاعرهم بشدة تجاه قوة ينظرون إليها كحامية للأمة. وحتى مؤيدي المجلس العسكري الحاكم باتوا يتساءلون عن كيفية حدوث حمام الدم.
لقد عمقت الوفيات في الأسبوع الماضي عدم الثقة في العسكر داخل "القطاع الثوري" الذي يضم الناشطين السياسيين من الليبراليين واليساريين الذين يقودون الاحتجاجات ضد الجنرالات منذ أشهر، وأصبحوا أكثر مناداة جهرا بتنحي العسكر عن السلطة.
ووجد قطاع عريض من الشعب نفسه في حالة من التشوش المثير للصدمة. وينظر العديد من المصريين للعسكر كآخر "حصن" للاستقرار -وكقوة "مكونة من أبنائنا" كما يحلو لهم القول دائما- ويميلون إلى الوثوق في قيامهم بتسليم السلطة الانتقالية إلى نظام ديمقراطي. ولذلك فإن صورا لقوات من الجيش وهي تسحق المتظاهرين بالآليات المدرعة أصابهم بخيبة أمل كبيرة.
ويحاول البعض التماس العذر للعسكر أو يدافعون عنهم بعصبية ظاهرة.
وتضافر رد فعل المصريين تجاههم مع التوترات الدينية بين الأغلبية المسلمة والأقلية المسيحية، مما دفع بالبعض من الذين أصيبوا بالصدمة لأن يصبحوا اقل تعاطفا مع الجيش.
ومن هؤلاء محمد عثمان، وهو ضابط سابق بالجيش يعمل حاليا كصيدلي، الذي يقول: "لقد كانت تلك سقطة مؤسفة، اعتقد أن الجنرالات فقدوا صدقتيهم وإننا الآن نقوم بالعد التنازلي لهم ليغادروا".
ويقول عثمان إن ثقته في الجيش قد تلاشت وانه لا يستطيع أن يحمل نفسه على تصديق الاتهامات التي يسوقها البعض بان الجيش قد قتل المتظاهرين عمدا إلا أن حمام الدم يثبت له أن الجنرالات غير مزودين بالمؤهلات اللازمة لإدارة الشؤون المدنية.
وأكثر من ذلك، يخشى عثمان من اندلاع إضرابات طائفية أوسع نطاقا في مصر ويقول انه يتخوف من الانضمام للتظاهرات حتى لا يتعرض للعنف من قبل قوات الأمن.