لنرى ما صنعته المرأة وأبدعت فيه وعلى عدّة أصعدة. على سبيل المثال "ماري كوري" السيدة العظيمة التي أجادت وبرزت في مجال الفيزياء والكيمياء، ونالت جائزتَي نوبل في العلوم. هذه المرأة بولندية المولد ولدت في السابع من نوفمبر عام 1867 وماتت عام 1934. هي وزوجها الفرنسي "بيير كوري" اكتشفا في باريس عُنصرَي البولونيوم والرّاديوم.
كذلك ابنتها "آيرين" التي اتّبعت آثار خطوات أمها واكتشفت مع زوجها "فردريك جوليو"، عناصر الإشعاع الصناعي وحازت على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1935 أي بعد سنة واحدة من وفاة والدتها.
أمّا في مجال السّياسة فلا يفوتنا الحديث عن ملكة بريطانيا العظمى وآيرلندا التي عاشت ما بين عامي (1837 - 1901 م) في لندن، وكانت حفيدة للملك "جورج الثالث". هذه السيدة من الملوك العظام تركت بصماتها على التاريخ حين اعتلت العرش كملكة، بعد وفاة عمّها "وليام الرابع" حيث حاولت دائماً أخذ موقف محايد إزاء الأحزاب السياسية التي في بلدها، الأمر الذي سبّب استمرارها أربعاً وستين عاماً مُعتلية عرش المملكة. هذه المرأة العملاقة استطاعت أن تعيش كملكة وزوجة وأُمّ لتسعة أبناء، وأن تستمر في الحكم أطول فترة زمنية يقضيها ملك على العرش في بريطانية. وما يجدر الإشارة إليه هو أنَّها تربّعت على العرش وهي في سنّ الثامنة عشرة أي وهي مراهقة، لكنَّها بيقظتها وتربيتها ومشورتها استطاعت الإمساك بزمام الأمور ومقاليد السُّلطة دون أن يؤثّر هذا على حياتها الشخصية.
كذلك رئيسة وزراء الهند "أنديرا غاندي" والمرأة الفولاذية "مارجريت تاتشر" رئيسة وزراء بريطانية و"الأم تريزا" الحائزة على جائزة نوبل للسلام. وفي أيامنا الحاليّة الدكتورة "مرثا روي"، الأميركية الأصل التي حصلت على درجَتَين في الدكتوراه واحدة في الموسيقى وأخرى في العبادة، ونالت جائزة من القادة السيّاسيين لمساهمتها في تقدّم الموسيقى المصريّة، وكذلك جائزة من البابا شنودة لتدوينها النوت الموسيقية للألحان القبطية، وهي بذلك خلّدت الألحان القبطية الكنسيّة، كذلك أشرفت على العديد من رسائل الدكتوراه والماجستير في الموسيقى، وهي لا تزال إلى اليوم تقيم في دار المسنّين.
ماذا عنّا؟
هل نتعلّم من هؤلاء النّساء اللّواتي بذلنَ حياتهنّ ليشاركنَ في صنع تاريخ البشرية؟ بعدم الاستسلام والصّبر والمثابرة والمحبّة والتّضحية.
هل نتعلّم ممّن بذلنَ الغالي والثّمين من وقت وجهد لإضافة الأفضل إلى حياتهنّ وحياة الآخرين؟.