متى 23
حينئذ خاطب يسوع الجموع وتلاميذه قائلاً.على كرسي موسى جلس الكتبة والفرنسيون .فكل ماقالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون . فإنهم يحزمون أحمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس وهم لايريدون أن يحركوها بإصبعهم . وكل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم . ويحبون المتكأ الأول في الولائم والمجالس الأولى في المجامع . والتحيات في الأسواق وان يدعوهم الناس سيدي سيدي .وأما انتم فلاتدعوا سيدي لأن معلمكم واحد المسيح وانتم جميعاً إخوة . ولا تدعوا لكم أباً على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السموات . ولا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح . وأكبركم يكون خادماً لكم . فمن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع .
دعونا يا إخوة:........ نفحص أنفسنا وداخلنا ....
هل نحن مثل هؤلاء الفريسين أم لا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولكي نعرف ذلك سنستعرض صفات الفريسين الذي ذكرها ربنا يسوع المسيح :
الصفة الأولى : إنهم يقولون ولا يفعلون : نراهم السباقين في الكلام عن الرب وتبشير الآخرين وتوجيههم ووعظهم لكن عندما نرى أعمالهم تصيبنا الصدمة أنهم يعملون بطريقة ويقولون بطريقة معاكسة تماماً كما يفعلونه ...
وهذا الأمر يسبب عثرة كبيرة أمام الإنسان الذي يسمع كلامه وخاصة عندما يكون هذا الإنسان في بداية إيمانه ، لذلك علينا أن ننتبه أننا قبل أن نعلم الآخرين قبل أن نبشر الآخرين علينا أن ننتبه إلى أعمالنا هل تتوافق مع كلامنا أم لا ..
لأن الأعمال التي نعملها هي التي تعطي الصورة الواضحة عن إيماننا .
الصفة الثانية :يحبون الظهور وتمجيد الذات : إذا عملوا أمر معين يحبون أن يظهروه للناس " نحن عملنا هذا الأمر، الجيد ونحن خدمنا ونحن أعطينا " ووراء ذلك تحقيق أهدافهم الشخصية الذاتية لا خدمة وتمجيد الله لكي ينالوا مدح الناس واحترامهم وثقتهم بهم لذلك علينا نحن كمؤمنين آلا يعرّف يمينا ما تفعل شمالنا لأن الله يرى أعمالنا وهو قادر أن يكافئنا على أعمالنا .
الصفة الثالثة : أنهم مراؤون : يظهرون بمظهر عكس واقعهم الحقيقي تماماً " لهم مظهر التقوى لكنهم منكرون قوتها "ظاهرهم عكس داخلهم تماماً لذلك علينا كمؤمنين أن يكون ظاهرنا وداخلنا واحد دون أي تمثيل أو مواربة لأن الرب قال : هذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه فمبتعد عني كثثيرااً.
الصفة الرابعة : أنهم جهّال : يخدمون ويعملون ويتكلمون لكن كل هذه لا تنبع عن معرفة تامة وعميقة لكنها عن جهالة ..
فهم كثثيراً ما كانوا يجهلون مايقوله يسوع ويفسرونها في أنفسهم خطأ في متى 16 :6
قال لهم يسوع : انظروا وتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين ففكروا في أنفسهم قائلين : إننا لم نأخذ خبزاً
فعلم يسوع وقال لهم : لماذا تفكرون في أنفسكم ياقليلي الإيمان أنكم لم تأخذوا خبزاً؟
الصفة الخامسة :أنهم عميان : هل يستطيع أعمى أن يقود أعمى ...كلا طبعاً لأن كلاهما سيسقطان في الحفرة .
وهكذا علينا أن ننتبه الانكون عميان البصيرة الروحية ..
دعونا يا إخوة: دائماً أن تكون بصيرتنا مفتوحة حتى نرى الأمور جميعها واضحة جلية أمامنا دون أي غباشة أو تعكير ، دعونا نمتلك البصيرة الروحية التي سوف تجعلنا دائماً منتصرين دون أن نقع أو نتعثر وكل ذلك يؤول لمجد الرب يسوع.
الصفة السادسة : اهتماماتهم أرضية دنيوية : لا يهتمون إلا بالمال والربح المادي والاجتماعي دون أن يبالوا بالحق والرحمة والإيمان .
يحبون أن يملكوا كل شئ حتى ولو كان على حساب الله والكنيسة ولا يهمهم ، إذا كان هناك حق أو إيمان أم لا .
المهم عندهم تحقيق مصالحهم الشخصية وراء ستار الإيمان المزيف .
لذلك دعونا يااخوة: أن نهتم أولاً بالإيمان والحق وتمجيد الله دون أن نلتفت من وراء ذلك إلى تحقيق غايات شخصية موجودة في داخلنا ولا يعرفها سوى الله .
الصفة السابعة : الرياء والإثم :الفرنسيون كان معروف أنهم في الظاهر أبرار لكنهم في الداخل يملؤهم الكذب والخطية والعظام النتنة
مثلاً : سمعان الفريسي : حسب الظاهر صديق المسيح لكن في الداخل شك في المسيح هنا يكمن النفاق ...
نعم ...إنهم يكذبون ويعملون الخطية دون أن يعرف الناس بذلك أو يصدقوا ذلك لأن ظاهرهم تقي .لكن الداخل لايعرفه سوى الله فاحص القلوب والكلى هو يعرف مافي داخل كل إنسان لذلك ....
دعونا يااخوة: أن ننقي نفوسنا من الكذب والرياء لأننا عندما نكذب ونحتال فإننا لانكذب على الناس بل على الله الذي يرى كل شئ وهو في النهاية سيحاسب كل إنسان على عمله وفكره وإيمانه
وللرب كل المجد إلى الأبد
آمين