اندفع قطار قادم من كنجستون بنورث كارولينا في الولايات المتحدة الأمريكية إلى النهر أثناء عبوره الكوبرى، وإذ تم التحقيق في هذا الأمر بين سائق القطار والمسئول عن إشارة الكوبرى حدثت مفاجأة إذ أصر الاثنان بشهادة شهود أن الخطأ ليس من جانبيهما. فما هو علة سقوط القطار في نهر اليزابيث؟
قال السائق: لقد كان العلم الصادر عن صندوق الإشارة أبيض ليعلن له أن الطريق مفتوح أمامه، لكنه فوجىء أن جزءاً من الكوبرى مفتوح. حاول أن يستخدم «الفرامل» لكن لم يكن ممكناً له ذلك، لأنه فوجىء بالوضع قبل فتحة الكوبرى بمسافة غير كافية. لهذا اندفعت مقدمة القطار وعربتان منه، وقد بذل عمال المزارع كل الجهد لإنقاذ الغرقى، فأنقذوا خمسة وثلاثين شخصاً، ومات كثيرون من الركاب. فلماذا أُعطيت الإشارة للقطار بالعبور؟ قال المسئول عن الإشارات إنه قد أخرج العلم الأحمر من صندوق الإشارات ليقف القطار، وقد شهد بذلك الموظفون.
لكن الســـائق قــال وقـد كانت إصابته خطيرة إنه رأى علماً أبيض مما يؤكد أن الطريق أمامه ممهد للعبور.
طلب المحقــــق أن يرى صندوق الإشارات بنفسه، وإذ كشف عليه وجد أن العلــم الأحمـــر المستخدم لزمان طـــويل قـــد بُهت لونه جـداً، حتى يمكن لمَنْ يراه من بعيـد أن يبدو أبيض اللون ممـا أدى إلى وقــوع هــذا الـحادث الخطير.
علق أحدهم على القصة قائلاً:
حينما يبهت الصليب في عيني المسيحي لا يستطيع القول: «علمه فوقى محبة» (نش 4:2).
وبالتطلع الدائم نحو الصليب ندرك إمكانية تقديس الفكر بل وكل الحياة، فنقول: «قد رُسم يسوع المسيح بينكم مصلوباً»(غلا1:3)، ونكون قد ربطنا مع راحاب الزانية حبلاً من خيوط القرمز في كوة بيوتنا فلا يهلك أحد من الساكنين فيه.