وجع فى قلب العرب ‏ وطن - منذ دقيقة 1‏

أول وجع ..فيتو....

سألنى صهيب.. "صحفى فلسطينى"..تأمرين..ماذا تقولين .. لغزة الآن...قلت له..فقط قل لها..غزة...رجاءً...لا تنحنى...فقال ..أبدا لن يحدث ولن ننكسر....كان يحدثنى ورأسى يدور ولا أدرى هل أفرح بصفقة تبادل الأسرى أم أحزن ...هل أسعد مع آلاف الأسر التى ضحت بزهرة شبابها وها قد عادوا لهم ..أم أحزن مع المحزونين لأننا صرنا الواحد منا بألف...ولكن أبدا المسألة بسيطة لمن يفكر بهذه الطريقة...عندنا الشهيد ينبت فى أرضنا ألف شهيد أما هم الصهاينة..فإذا مات منهم رجل لايستطيعون تعويضه...

نحن نصافح الموت بصدورنا فإذا استشهدنا فزنا بالجنة وإذا أسرونا فزنا بخلوة مع الله عز وجل...

هكذا هم يقدرون ويعرفون مدى جُبن رجالهم فهم يعرفون أن هؤلاء الرجال لايحبون الموت والدليل قوله تعالى:﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( Cool

..هكذا أرد على من يستفزوننى بمثل تلك الترهات...

الصفقة واضحة لمن له قلب فلو كانت الدولة المجرمة قادرة على إرجاع "شاليط" ولو كانت حكومتهم قادرة أو جيشهم الذى يحاربنا من وراء جدر قادر لما تركوا لنا أسرانا ...

فقط نحن نعلم أن لنا الغلبة فى النهاية فصبر جميل يا رجال..ولمن قال ولكن ..هناك من تم استبعادهم لمصر وتركيا أقول ..أوليس هذا أفضل من تصفيتهم جسديا؟؟ أرجوكم لاداعى للمزايدة..هذه الصفقة أراها كسرا لأنف اسرائيل وأرى ان هناك آلاف الصفقات لم تكن تطمح لتحرير أسير ولكن لمصالح شخصية بحتة فلنحمد الله ولنكمل الطريق بمزيد من "الشلاليط" فهم يخرجون ألفا ويستعدون لإدخال ألف غيرهم..بل ويهددون بكل صفاقة إن عاد اى أسير "لتهديد" امن اسرائيل سيسفك دمه..!!

إذن ما الحل ما من تثرثرون وانتم جالسون فى غرفكم المكيفة لاتشعرون بقلب أم ولا زوجة ولارأيتم غزة تتزين بعد ان اتشحت بالسواد منذ عقود..

العجيب أن تلك المرأة المدعوة "كلينتون" والتى لا أنسى انها ذات مرة أيام زوجها البائد تفوهت فى ساعة صفا ببعض أراء ضد الصهيونية فما كان منها إلا أن تدفع وللآن الثمن فذهبت بعدها فورا لحائط المبكى لتعلن أسفها "الذى لم يقبلوه ساعتها" وهاهى لليوم تصدر البيانات المتبجحة فتطلق على أسرانا لفظ "المساجين" أما شاليط العميل الجاسوس فهو "أسير"..

وهذه عادة أميريكا وحقارتها الواضحة للعالم كله بدليل الفيتو الذى لا أجد له اسما يليق بوقاحته ضد اقامة الدولة الفلسطينية ولكنها أميريكا التى اعتدنا منها العشق الشديد للدولة المجرمة واعتادت منا للأسف "الطأطاة" ...

وبرغم الدور المصرى لإنهاء الصفقة واسترجاع أسرانا أجد بعض الأبواق التى تعاير وتندد دون أن تتفضل فتشير علينا بما هو أفضل بل إنهم لم يحركوا ساكنا أصلا واكتفوا بمقعد الشامتين وامتلىء قلبهم غيرة لما وجدوا من نتيجة مرضية برجوع ألف أسير و27 أسرة ممن ناضلن بحياتهن من أجل الوطن فلم يسع أحد منهم لشهرة ولا صيت اللهم إلا وجه الله والوطن..

مالها حماس؟؟ لماذا توجع قلوب البعض وقد تم الإفراج عن أسرى عاشوا فى الظلام سنين فلم يذكرهم أحد..هذا ليس دفاعا أبديا عن حماس ولكن دفاع عنها فى هذا الموقف بالذات فنحن للأسف لانجيد إلا خلط الأوراق ...

- ثانى وجع.. فيتو..

ولا يذكرنى فيتو أميريكا إلا بفيتو أكثر خسة وحقارة ذلك الذى أطلقته الصين وروسيا ضد معاقبة النظام الأسدى الدموى الوحشى ضد الأبرياء رغم أغلبية الإجماع...

إنها المصالح التى تربط الأسد المتوحش بتلك الدول ذات التاريخ الشيوعى وبصفقات مشبوهة تربطه بهم وسط حالة من العته الأممى العربى الذى أصاب حكوماتنا وحكامنا الذين مازالوا يخططون "لمؤتمر" يوم الاحد المقبل لبحث حالة الوضع فى سورية وكم أشعر بالأسف "رغم مسارعة الحكومة المصرية بالإعتراف بالمجلس الوطنى السورى" ورغم السخط الشعبى على ما يجرى فى سورية والخرس الذى أصاب شيوخنا عن التنديد بقتل المسلمين والإكتفاء بالشجب مرة واحدة ذرا للرماد فى العيون وخلاص..!!

مازلت أشعر بالأسى من التهاون بدماء السوريين والعجز المريع لجامعة الدول الكارتونية التى مازالت تفكر وتفكر وتفكر فى حين يقتل الأطفال ويسحل الشباب وتغتصب الحرائر فى سورية ونحن نكتفى بمصمصة الشفاه..أين النخوة؟؟ وأنا التى أعيب على الدول الغربية؟؟ والله لقد هنا على حكامنا فكان هواننا على العالم بأسره ..

ومازالت الحكومات العربية عرائس ماريونيت فى يد الدول الكبرى التى لها حق الفيتو فلا يحركها ضمير ولا انسانية فقط المصالح..

المصالح التى جعلت دولة تدعى التنوير والعدل مثل فرنسا ودولة بدأت طريقها للتقدم مثل الهند يمتنعان عن التصويت للدولة الفلسطينية بمنتهى البرود فلا وجدنا اعتراضا من الدول العربية ولا حتى حركنا ساكنا ولو على المستوى الدبلوماسى ضد تلك الدول ولا لحشد العالم ضد الفيتوهات الظالمة التى لا تنصب إلا على حائطنا العربى المائل فقط..

سؤال يلح علىّ...هل يخاف الحكام العرب من الأسد وشبيحته وما قد يسببوه من قلقلة جيرانهم؟؟؟ كان أبوه يفعلها ويهددهم جميعا..!

فالدول الكبرى بالمنطقة مشغولة بهمومها الكارثية وأولهم مصر التى ترزح تحت نير العسكر وجمودهم ,وانشغالهم بإعطاء النظام المخلوع قبلة الحياة لإعادة هيكلته بقصد أو بدون قصد...!

والسعودية مشغولة فى المسلسل العربى الذى يشبه المسلسلات المصرية ولكن هذه المرة المسلسل انتاج أمريكى بحت حيث تريد أميريكا التى مازالت واقعة فى فخ العراق وتترنح تحت وطأة الأزمة الإقتصادية بسبب ما فعلته وتفعله بالعراق تريد أن تؤلب السعودية للدخول فى حرب مع إيران بسبب محاولة اغتيال سفير السعودية فتجرى أميريكا شاكية باكية وتقدم شكوى ضد إيران كتكملة لحشد عالمى ضدها ولكنى أتمنى أن يتذكر ملك السعودية ما فعلته أميريكا بصدام عندما "جرجرته" لحرب الكويت لتقضى عليه وقبلها للحرب مع إيران ..والتشابه واضح جدا..

أقول لملك السعودية لاتنزلق لهوة تأكل الأخضر واليابس فى الخليج ولاتخف من المد الشيعى لدرجة إشعال حرب ..ولو إنى أعرف أن حكاية المد الشيعى هذا ليست بنفس الخطر الذى تضخمونه فالشيعة شئنا أو أبينا جزء من شعوبنا والأهم هو الوصول لصيغة تفاهم ولإعلاء مصلحة الوطن على التعصب لأى فكر..نحن على شفا هاوية يا عرب...ألا تدركون هذا؟؟

واليمن غارق فى مقاومته ضد طالح وبرغم فوز" توكل كرمان " الرائع بجائزة نوبل إلا انها ترضية باهتة لثوار اليمن الذين لايملكون البترول الذى كان سيعبىء العالم للوقوف معهم مثل ليبيا وليست لديهم جارة سيئة السمعة مثل اسرائيل ليخاف عليها من القلاقل التى تجاورها ..لذا أقول لثوار اليمن طالما فقدنا الأمل فى العرب ...لليمن رب يحميه وثوار يناضلون من أجله..

أرى العرب فى وقت فاصل وحاسم يتم حصارهم بالمشاكل الجانبية والفتن لإلهائهم عما يحاك ضدهم ولتقسيمهم ولتمزيقهم فى حروب وفتن طائفية لن يستفيد منها إلا الغرب بمصانعه وأسلحته وسيتم استنزافهم وسرقة بترولهم كالعادة وهم مشغولون عن قضاياهم المصيرية وأنات شعوبهم فى كل مكان سواء من الظلم والدكتاتورية أو الانهيار الإقتصادى أو الإحتلال الغاشم...قلب العرب موجوع وحكامهم لايشعرون..

وها نحن نؤذن فى مالطة ونكتفى بالدعاء على من ظلمونا وتركونا نهبة للدكتاتورية...اللهم اوجع قلوب حكامنا وانزع الملك ممن لايستحقه وول علينا من يصلح وإنا لله وإنا إليه رجعون..

» جواد البشيتي ‏ العرب اليوم - منذ 7 دقيقة من نشره هنا
» نور العرب
» العرب في إنتظار جو بايدن .
» عبد الوهاب اعظم ملحني العرب
» سحب قرعة كأس العرب 2921 الثلاثاء .