منتدى يسوع المخلص
مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
منتدى يسوع المخلص
مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
منتدى يسوع المخلص
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ثقافي ديني اجتماعي حواري واقسام للتسلية والترفيه.
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
لأي مشكل وللرسائل هنا
welcome maria

 

 مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
georgina
المميز(ة)
المميز(ة)
georgina


الجنس : انثى
الجدي
عدد المساهمات : 4920
التقييم : 2705
تاريخ التسجيل : 03/09/2011
البلد التي انتمي اليها : افتش

مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله  Empty
مُساهمةموضوع: مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله    مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 20, 2011 10:09 pm


مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي


الآب و الإبن و الروح القدس ..

طبيعة وحدانية الله

هل الله واحد أم ثلاثة ؟؟؟
مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله  8fplff7


لعل من اكثر الامور التي تصعب على الفهم عند كثير من البشر هي طبيعة
الله فالبعض يرفض فكرة الثالوث و يعتبرها كفراً و يعتبر الله مجرد جسم مصمت يملأ
الكون و لكن من يدقق بكثير من الآيات عند جميع الأديان ..
سيجد انه كثيراً ما يوصف الله أن له يد و يقول كلاماً أي له فم و له إرادة أي عقل
و يهب لنجدة الذين يطلبونه وقت الضيق ..
و انا اطلعت على قليل من تعاليم السيخ و الهندوس ..
وجدتهم يجسدون الآلهة يعني أن فكرة تجسد الإله و نزوله هي غاية البشر و منيتهم
..لعل كل الأديان تسعى لله و تطلبه و تصلي له لكن المسيحية وحدها تعلم أن الله
تجسد و هو أتى لعالمنا و تجول بيننا و علم تعاليم رائعة و عاش حياة كاملة
و عانى من التجارب و لكن كان كاملاً و زكياً و بدون خطيئة ..بل و افتدى خطايانا
على الصليب ..
الكتاب المقدس هو كلمة الله ، وبعهديه القديم و الجديد هو مرجعنا لأي سؤال متعلق بالله، و يؤكد الكتاب المقدس حقيقة وحدانية الله بشكل لا يقبل المساومة، و هو مليء بالشواهد التي تقر بهذه الوحدانية ، مثل:
خروج 2:20 "أنا الرب إلهك.. لا تكن لك آلهة أخرى أمامي".
تثنية 35:4 "لتعلم أن الرب هو الإله ليس آخر سواه".
إشعياء 5:45 "أنا الرب و ليس آخر. لا إله سواي"
إشعياء 18:45 "أنا الرب وليس آخر"
إشعياء 21:45 "أليس أنا الرب ولا إله غيري. ليس سواي"
إشعياء 22:45 "لأني أنا الله و ليس آخر"
إشعياء 9:46 "لأني أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلي".
رومية 12:10 "لأن رباً واحداً للجميع"
كورنثوس الأولى 6:8 "لكن لنا إله واحد"
أفسس 5:4 .... "رب واحد. إيمان واحد. معمودية واحدة"
1 تيموثاوس 5:2 "لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد"
يعقوب 19:2 "أنت تؤمن أن الله واحد حسناً تفعل"
وقانون الإيمان الذي نردده في كنائسنا بجميع طوائفها يقول:"نؤمن بإله واحد


فنحن موحدون نؤمن وبكل يقين أن الله واحد لكن هذه الوحدانية ليست وحدانية مُجردة مُطلقة، لكنها وحدانية جامعة مانعة، بمعنى أنه إله واحد، جوهر واحد، ذات واحدة، لاهوت واحد، لكنه أقانيم متحدون بغير امتزاج، ومتميزون بغير انفصال، وكلمة أقنوم هي كلمة سريانية تدل على التمَيّز بغير انفصال( إتحاد في الجوهر و الطبيعة وتميز في الشخصية).
والأدلة كثيرة على أن وحدانية الله جامعة وليست مطلقة، فأسماء الله قد وردت في العهد القديم بصيغة الجمع أكثر من ثلاثة آلاف مرة. أول آية في الكتاب المقدس في سفر التكوين تقول " في البدء خلق ( بصيغة المفرد) الله ( ألوهيم بصيغة الجمع) السموات والأرض." نعمل ( بصيغة الجمع) الإنسان على صورتنا كشبهنا." ( بصيغة الجمع) " هوذا الإنسان قد صار كواحدٍ منّا" " هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم" وفي سفر إشعياء " ثم سمعت صوت السيد قائلاً من أُرسِل ( بالمفرد) ومَن يذهب من أجلنا( بالجمع)." ولا يمكن أن نقول أن هذه صيغة تعظيم، فصيغة التعظيم لا وجود لها في اللغة العبرانية لكنها مُستحدثة في اللغة العربية، وحتى هذه الصيغة المُستحدثة لا تنطبق على قولهِ " هوذا الإنسان قد صار كواحدٍ منّا" وهذه الوحدانية الجامعة غير المُجرَّدة لازمة وضرورية لتفسير طبيعة الله قبل خلق هذه الخليقة، فنحن نعرف أنه بعد أن خلق الله الخليقة قد أحبّنا وصار يسمع صلواتنا ويتكلم إلينا في الأنبياء.
والسؤال هو تُرى ماذا كان يفعل الله قبل هذه الخليقة؟ هل كان يتكلم؟ هل كان يسمع؟ هل كان يُحب؟ لكن مع من وإلى من كان يسمع ومن كان يحب؟ هل كان قبل الخليقة صنماً لا يتكلم ولا يسمع ولا يحب ثم صار بعد الخليقة إلهاً حياً، حاشا!

إن الله لا يتغير ولا يتطور ولا يمكن أن يُضاف إليه شئ، فالله كان يحب ويتكلم ويسمع ضمن أقانيمه الثلاثة. فإذا قلنا أن الله لم يكن يتكلم قبل أن يخلق المخلوقات و أصبح يتكلم فهذا يعني إما تغيراً في الذات الإلهية أو أن الله غير مستقل و غير مكتف بذاته و هو بحاجة لمخلوقاته حتى يمارس صفاته وتكون صفاته عاملة ، حاشا لذلك فوحدانية الله هي الوحدانية الجامعة المانعة جامعة لكل ما يلزم الله لممارسة صفاته ومانعة لوجود جوهر آخر أو تركيب أو تجزئة في جوهر الله ، والتي وحدها تليق بجلاله لأن بها تكون له ذاتية خاصة، ويكون متصفاً بكل الصفات الإيجابية اللائقة بكماله، وتكون هذه الصفات ليس بالقوة بل بالفعل ومنذ الأزل هي عاملة، لذلك فلم يعترِه أي تغيير عندما تجسد الأقنوم الثاني على كوكبنا ..

و لنقرأ قصة الميلاد لندرك أكثر القصة
6 وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة
27 الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف.واسم العذراء مريم.
28 فدخل اليها الملاك وقال سلام لك ايتها المنعم عليها.الرب معك مباركة انت في النساء.
29 فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى ان تكون هذه التحية.
30 فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله.
31 وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع.
32 هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه.
33 ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية
34 فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا.
35 فاجاب الملاك وقال لها.الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله


يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
georgina
المميز(ة)
المميز(ة)
georgina


الجنس : انثى
الجدي
عدد المساهمات : 4920
التقييم : 2705
تاريخ التسجيل : 03/09/2011
البلد التي انتمي اليها : افتش

مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله    مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 20, 2011 10:27 pm

و لتقرأ من سفر ميخا بالتوراة النبوءة عن ميلاد المسيح
و لننتبه أنها حددت مكان الولادة قبل مئات السنين من ولادته
في بيت لحم .. و هل هناك إثبات بعد هذا كم هو الله دقيق في كلامه
رغم أن مكان اقامة يوسف الصديق و مريم هو الناصرة !!

اما انت يا بيت لحم افراتة وانت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ ايام الازل.

اي أن ولادة المسيح من الروح القدس من مريم العذراء لم تكن بداية وجوده
بل هو موجود منذ الأزل ..

و دعونا نضع جانباًً أفكارنا المسبقة و لننظر للشمس مثلاً
الشمس ألا تكون ثالوث و بنفس الوقت هي وحدة ...
الشمس بإمكانك أن تأخذها على أنها كوكب مصمت أو كتلة
و لا تقبل أي تجزيء لها و تتهم من يعارضك بالغباء و الكفر
و بإمكانك أن تنظر لها مثلاً بانها نور و حرارة و وجود ( كيان )
اسمح لي نور الشمس يصلك و بنفس الوقت تقول ( الشمس أنارت البيت )
و هو نفسه يعطيك الإحساس بالحرارة عندما تطلب دفئها و تقول ( الشمس حارقة )
و أيضاً الكوكب الشمس موجود - الآب موجود .. ككيان ..
أي بكل بساطة النور هو الشمس و الحرارة هي الشمس و الكوكب هو الشمس أي أن لا تجزئة بينهم و هم ثالوث في وحدة ..الفكرة بسيطة

الحرارة هي الروح القدس روح الله .." الله حي "
و الضوء نستطيع تشبيهها بالإبن المسيح الذي ولد بعد ان حل
الروح القدس على مريم العذراء و التي حبلت من الروح القدس
و السيد المسيح هو القائل " أنا نور العالم " ..
و الكوكب نفسه كوكب الشمس .. الوجود .. الآب


فهما وجدا بنفس الوقت و لكل واحد عمل و هناك اختلافات و لكنهم يشكلون
كوكباً واحداً و وجود واحد ..
و هنا أيضاً تستطيع أن تقول الآب هو الله و الإبن هو الله و الروح القدس هو الله
المسيح و لو أتى لعالمنا في وقت محدد لكن وجوده منذ الأزل
و قس على ذلك النار مثلاً و كثير من الامثلة الحياتية موجودة
فالثالوث ليس اجتزاء لله و لطبيعته فهو كما نقول في بداية صلاتنا
باسم الآب و الإبن و الروح القدس الإله الواحد آمين

و سلام الرب يجمع جميع الأخوة البشر في مظلة الله و محبته و رعايته
فلا يبقى بغض و لا كره و لا تفرقة بل الكل أحبة ..و كما يعلمنا الإنجيل
الله محبة و في القلوب المحبة المتسامحة يسكن ...
++++++++++++++++++++++++++++++++++
صديقي العزيزاسمح لي في هذه الرسالة أن نقدم لك بعض الكلمات المعبرة عن السيد المسيح ...
فهل هناك ما هو أجمل من الحديث عنه
جاء من الله ، مولودا من امرأه بسيطة . كان ميلاده أمراً حيّر الحكماء ، ولم يستطع أحد من العلماء تحت الشمس أن يدرك هذا السر . أخذ طبيعة البشر لكي يفتدي الجنس البشري ، وصار ابن الانسان لكي نصير نحن أولاد الله .
عاش فقيراً ، ونشأ مجهولاً ، في صباه لم يخرج من بلدته إلا مرة واحدة . لم يكن له نصيب في التعليم العالي ، لأن عائلته لم تكن لها ثروة أو نفوذ . ومع ذلك ففي طفولته كان سبب الرعب في قلب ملك ، وفي صباه حيّر أهل المعرفة ، ولما اكتمل شبابه سيطر على الطبيعة ، فمشى على الأمواج وأمر البحر فهدأ ، وشفى الجموع الكثيرة ، وأقام الموتى بسلطان كلمته .
لم يكتب كتاباً واحداً في حياته ، ومع ذلك فليست هناك مكتبة يمكنها أن تسع الكتب المكتوبة عنه . لم يؤلف ترنيمة واحدة ، ومع ذلك فان ألحان التسبيح والتمجيد له تبلغ عدداً لا يستطيع جميع الموسيقيين معاً أن يؤلفوا ما يساويه . لم يؤسس مدرسة واحدة ، ومع ذلك فكل جامعات العالم لا يمكنها أن تفتخر بتلاميذ أكثر من تلاميذه . لم يدرس الطب ولم يمارس هذه المهنة ، ولكن من ذا الذي يستطيع أن يحصي عدد القلوب التي سحقتها الآلام ووجدت الشفاء عنده ؟ لم يقد جيشاً ، ولم يجند عسكرياً ، ولم يحمل سلاحاً ، ومع ذلك فليس هناك قائد جمع حوله عدداً من المتطوعين أكثر منه، وفي كل أنحاء الأرض ألقى كثير من العصاة أسلحة تمردهم ، وأخضعوا ارادتهم لإرادته دون أن يصدر منه تهديد ودون الالتجاء إلى الشدة ولكنه هزمهم بسلاح اللطف والوداعة .
لقد خلع الملابس الملكية الفاخرة ليرتدي الملابس المتواضعة . كان غنياً وفي سبيل محبته لنا قد افتقر ... وإلى أي درجة من الفقر قد وصل ! اسأل عن ذلك مريم امه ، بل اسأل الرعاة والمجوس . وقد رقد في مذود لا يملكه ، وعبر بحيرة جنيسارت في قارب لا يملكه ، وفي يوم دخوله أورشليم كان راكباً على جحش لا يملكه ، ودفن في قبر يملكه غيره.
كثيرون من العظماء ظهروا ثم طواهم النسيان ، ولكنه وحده الذي يبقى مدى الأجيال . لم يقدر هيرودس الملك أن يقتله ، ولم يتمكن الشيطان من وضع العقبات في طريق عمله ، ولم يستطع الموت أن يهزمه ولا القبر أن يستبقيه تحت سطوته .
هو المسيح الذي لا مثيل له " يدعى اسمه عجيباً " " له يشهد جميع الانبياء أن كل من يؤمن به ينال غفران الخطايا". الشخصيه المعجزة العظمى في تاريخ البشرية ، وكإنسان كان وجهه يلمع بمجد الله العلي .
صديقنا ،، هذا هو يسوع الذي يستحق أن نكرس له حياتنا ، ونعيش لمجده ..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
georgina
المميز(ة)
المميز(ة)
georgina


الجنس : انثى
الجدي
عدد المساهمات : 4920
التقييم : 2705
تاريخ التسجيل : 03/09/2011
البلد التي انتمي اليها : افتش

مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله    مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 20, 2011 10:42 pm

هل صُلب السيد المسيح فعلاً، ولماذا؟

و قتلوه و صلبوه و ما شُبّه لهم ..

- إن هذا السؤال مهم جداً، لأن حول صلب المسيح وقيامته ترتكز تعاليم الديانة المسيحية. والكتاب المقدس الذي يعتبر مصدر الإيمان المسيحي، يؤكد لنا حقيقة صلب المسيح، كما يؤكد أن المسيح نفسه صُلب، ولم يُصلَب عنه أي إنسان آخر. وبحسب التعاليم المسيحية، فإن المسيح لم يُصلب عبثاً، لأن لصلبه مغزىً روحياً عميقاً، وهو إتمام عمل الفداء الذي أتى من أجله إلى العالم، وإجراء المصالحة بين الله القدوس والإنسان الخاطئ، كي يتبرر الخطاة بواسطة صلبه وموته نيابة عنهم.

وعندما نتكلم عن صلب المسيح وموته فداء عن الجنس البشري لابد من الرجوع إلى جذور الموضوع ليتسنى لنا فهم الحقيقة الأساسية التي يرتكز عليها صلب المسيح. فما لا شك فيه بالنسبة للعقيدة المسيحية أن المسيح صُلب. أما لماذا صلب، فهذا ما سنحاول إيضاحه. إذ أن موت المسيح على الصليب كان بمثابة كفارة، أو بمثابة ذبيحة لمغفرة الخطايا. فالمسيح البار مات على الصليب بدلاً من الناس الخطاة حتى يتبرروا هم بموته، أي حتى يتحرروا أو يتخلصوا من الخطية. فالخطية دخلت العالم بواسطة آدم الأول، والخلاص من الخطية هو بواسطة آدم الثاني، المسيح. كما جاء في الكتاب المقدس "لأنه كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيُحيا الجميع" (1كورنثوس 15: 22).

وعندما نرجع إلى سفر التكوين نقرأ قصة الخليقة ومن ضمنها قصة تعدّي أبوينا الأولين آدم وحواء شريعة الله. فنلاحظ أن آدم وحواء أخطأا منذ بداية الخليقة، وبعصيانهما ومخالفتهما شرائع الله دخلت الخطية العالم. ومفاد ذلك كما ورد في سفر التكوين أنه بعدما خلق الله آدم وحواء ووضعهما في جنة عدن، أوصاهما أن يأكلا من كل شجر الجنة ما عدا شجرة معرفة الخير والشر. ولكن آدم وحواء لم يطيعا، بل عصيا أوامر الله وأكلا. وبسبب ذلك، غضب الله عليهما وعلى الحية التي أغرت آدم وحواء، وقال للحية: "ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية، على بطنك تسعين وتراباً تأكلين كل أيام حياتك. وأضع عدواه بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه" (تكوين 3: 14-15). وغضب الله على آدم وحواء وطردهما من الجنة. من هنا بدأت خطية الإنسان، فأصبح الناس يتوارثون الخطية التي ورثوها عن أبويهم آدم وحواء. وهنا كان الوعد من الله بأنه سيرسل المسيح من نسل المرأة أي من عذراء وليس من نسل رجل، ليسحق رأس الحية، أي الشيطان. ويشير الكتاب المقدس بهذا الصدد إلى أن كل الناس خطاة فيقول: "الجميع أخطؤوا وأعوزهم مجد الله" (رومية 3: 23). ونقرأ أيضاً في رسالة رومية: "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع" (رومية 5: 12). وبما أن الجميع خطاة لا يستطيعون تتميم وصايا الله وناموسه، فقد حاول البعض منهم في العهد القديم أي قبل مجيء المسيح التكفير عن خطاياهم بطرق مختلفة.

مثلاً:

قدم سيدنا نوح ذبائح لله، فيقول الكتاب المقدس: "وبنى نوح مذبحاً للرب، وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة وأصعد محرقات على المذبح" (تكوين 8: 20). ونلاحظ أن النبي موسى أيضاً عليه السلام قال لفرعون ملك مصر قديماً، عندما لم يرد أن يعطيه ماشية بني قومه: "أنت تعطي أيضاً في أيدينا ذبائح ومحرقات لنصنعها للرب إلهنا فتذهب مواشينا أيضاً معنا" (خروج 10: 25-26). ونقرأ في سفر اللاويين ما يلي: "إذا أخطأ رئيس، وعمل بسهو واحدة من جميع مناهي الرب إلهه، التي لا ينبغي علمها وأثم، ثم أعلم بخطيئته التي أخطأ بها يأتي بقربانه تيساً من المعز ذكراً صحيحاً، ويضع يده على رأس التيس ويذبحه في الموضع الذي يذبح فيه المحرقة أمام الرب، أنه ذبيحة خطية" (لاويين 4: 22-24). كما أن الله عندما أراد أن يختبر إيمان إبراهيم الخليل عليه السلام، طلب منه أن يقدم ابنه ذبيحة له. وعندما همّ إبراهيم يذبح ابنه ، افتداه الله، فأرسل كبشاً قدّمه إبراهيم ذبيحة لله بدل ابنه. والجدير بالذكر أن الذبائح والقرابين ترجع إلى عهد بعيد جداً، حينما قدم قايين هابيل ولدا آدم وحواء ذبائحهما لله (تكوين 8: 20). كما أن المؤمنين في العهد القديم اعتادوا أن يقدموا لله ذبائح، كل بيت يقدم حملاً أي خروفاً بلا عيب.

علاقة هذه الذبائح بموت المسيح :

إن تلك الذبائح والحملان كانت تقدم للتكفير عن الخطايا، ولكنها في الوقت نفسه كانت تشير أو بالأحرى ترمز إلى المسيح، الذي سفك دمه بدلاً عن الخطاة. ويقول الكتاب المقدس: "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عبرانيين 9: 22). فالمسيح الذي يُشار إليه بأنه "حمل الله" الذي تنبأ عنه أنبياء العهد القديم بأنه مسيح الله، وهو الذي وعد الله بإرساله، ليضع حداً لعهد الذبائح والمحرقات، ويفتدي العالم بذبيحة واحدة هي المسيح نفسه. ويشير الكتاب المقدس إلى المسيح، بقوله: "هو ذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يوحنا 1: 29). ويقول أيضاً، إن الرب أعدّ المسيح ليكون ذبيحة تبطل ذبائح العهد القديم فنقرأ ما يلي: "اسكت قدام السيد الرب لأن يوم الرب قريب، لأن الرب قد أعدّ ذبيحة قدس مدعويه" (صفنيا 1: 7). وقد تمت هذه الذبيحة بموت المسيح على الصليب حسب قول الكتاب المقدس "فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة" (عبرانيين 10: 10).

تأكيدات من الكتاب المقدس تشير إلى أن موت المسيح بقصد خلاص الجنس البشري من الخطية

"الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة (أي على الصليب)، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر، الذي بجلدته شفينا" (1بطرس 2: 24). وأيضاً قول الله تعالى: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذلك ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16). وهكذا علينا أن ندرك أنه في عملية صلب المسيح، تمت المصالحة بين الله القدوس والإنسان الخاطئ. والدليل على ذلك ما ورد في رسالة بولس: "كان الله في الصليب مصالحاً الكل لنفسه.. عاملاً للصلح بدم صليبه بواسطته" (كولوسي 1: 20). ولهذا السبب كان من الضروري أن يموت المسيح على الصليب من أجل الخطاة، كما أن ذلك كان بترتيب من الله. وقد أطاع المسيح ذلك الترتيب، فنقرأ عن المسيح ما يلي: "فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً، الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس. وإذ وُجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفعه الله أيضاً، وأعطاه اسماً فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض، ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب" (فيلبي 2: 5-11).

هل هناك علاقة بين تعاليم الدين المسيحي وتتميم شعائر العهد القديم بالنسبة لصلب المسيح؟
يُعتبر موت المسيح على الصليب نقطة أساسية بالنسبة للعقيدة المسيحية، لأنه بواسطة موته أزال الحواجز بين الله القدوس والإنسان الخاطئ. لقد كان موته كفارة عن خطايا البشر، وهو يتمم شعائر العهد القديم ويضع حداً لها، ولفهم هذا الموضوع بطريقة أوضح، لابد من الرجوع إلى الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد. لقد كانت نبوات وشعائر العهد القديم ترمز بشكل أو بآخر إلى المسيح وعمله الفدائي، وقد تمت هذه النبوات بمجيئه ومن ثم بفدائه. فعندما جاء يسوع أعلن أنه لم يأتي لينقض بل ليكمل (متى 5: 17). وقد أكمل المسيح بمجيئه كل ما هو ناقص، ولا سيما عمل الفداء العظيم الذي اكتمل بموته على الصليب.

فموضع الكفارة من أساسه يدور حول موضوع الخطية والتبرر منها، أي الخلاص من الخطيئة. وموضع الخطيئة هذا قديم قِدَم الإنسان، إذ أن الخطية دخلت إلى العالم بواسطة آدم الأول الذي عصى أمر الله. والعصيان هو عدم إطاعة أوامر الله أو عدم السلوك حسب شرائعه، وبما أن الله قدوس، فهو يكره الخطية ويعاقب عليها. ومع أنه رحيم محب، إلا أنه إله عادل أيضاً، وعدله يقضي بأن "النفس التي تخطيء هي تموت" (حزقيال 18: 20). "لأن أجرة الخطية هي موت" (رومية 6: 23).


وللتكفير عن الخطايا، كانت شعائر العهد القديم ترتكز على تقديم الذبائح والمحرقات لأنه "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عبرانيين 9: 22). وعلى هذا الأساس كانت تقدم القرابين بعد سفك دمها كعلامة للتوبة، وللحصول على المغفرة


وبالرجوع إلى العهد القديم من الكتاب المقدس، نلاحظ في سفري الشريعة أو الناموس المعروفين بسفرّي "اللاويين" و"العدد". بأن كل من يعمل واحدة من الأمور التي ينهي عنها الله يخطئ، وعليه أن يتحمل نتيجة خطيته، وقد ورد في الكتاب المقدس ما يلي: "وإذا أخطأ أحد وعمل واحدة من جميع مناهي الرب التي لا ينبغي عملها، ولم يعلم كان مذنباً وحمل ذنبه" (لاويين 5: 17). أي أنه يتحمل مسئولية خطيته. فكان الناس في العهد القديم يحاولون التكفير عن خطاياهم بواسطة الذبائح والمحرقات، ومنها الحملان والتيوس والثيران وغيرها. هذا بالنسبة للعهد القديم أي ما قبل المسيح، ولكن اللاهوت المسيحي يشير إلى أن هذه الذبائح كلها كانت مجرد رموز ترمز إلى المسيح "لأنه لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا" (عبرانيين 10: 4).

فالسيد المسيح أتم ناموس الذبائح وأبطل عهدها بتقديم نفسه كذبيحة، أو بسفك دمه الكريم على الصليب مرة واحدة من أجل الخطاة (عبرانيين 7: 27). ويقول الكتاب المقدس بهذا الصدد إن المسيح قام بعمل المصالحة بين الله القدوس والإنسان الخاطئ، "عاملاً الصلح بدم صليبه" (كولوسي 1: 20). وقوله أيضاً عن المسيح: "الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا" (أفسس 1: 7). "إنكم افتديتم لا بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب، بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب، هو دم المسيح" (1بطرس 1: 18-19). وقوله أيضاً عن المسيح: "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يوحنا 1: 29). وأيضاً "الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة" (1بطرس 2: 24). فبموت المسيح على الصليب أكمل ناموس الذبائح بتقديم نفسه كذبيحة. ولهذا لم يعد من الضروري أن يقدم الناس الذبائح للخلاص من الخطية، لأن المسيح "بذل نفسه فدية لأجل الجميع" (1تيموثاوس 2: 6). وهكذا نرى، أنه بواسطة موت المسيح على الصليب انتهى عهد الذبائح، لأنه كان الذبيحة الأخيرة المرتبة من الله. فالمسيح مات لأجل الخطاة. وقام فيما بعد ليمنحهم الحياة، فكل من يؤمن به يخلص ويحصل على الحياة الأبدية.

+ هل صلب المسيح نفسه، أم أن شخصاً آخر يشبهه صُلب بالنيابة عنه؟


كان المسيح هو الشخص الحقيقي الذي علّق على الصليب. ولا يعقل أن يكون الله اختار شخصاً آخر ليموت بدل المسيح لأن في ذلك طعناً في محبة الله وعدالته ومعرفته، كما أن ذلك طعن في شهادة المسيحيين أتباع يسوع الذين عرفوه شخصياً، وآمنوا به وشاهدوه بأم أعينهم معلقاً على الصليب. وأنزلوه بأيديهم على الصليب. ولو أنكرنا هذا، لكان ذلك طعناً بالتواتر، والطعن بالتواتر يوجب الطعن بنبوة كافة الأنبياء وهذا لا يجوز. كما أن شهادات رؤساء اليهود وهم أعداء المسيح، كلها تشير إلى صلب المسيح. وبهذا الصدد نؤكد أن شهادات رؤساء اليهود وهم أعداء المسيح، كلها تشير إلى صلب المسيح، وبهذا الصدد نؤكد مرة ثانية بأن إيمان المسيحيين يرتكز على موت المسيح الفدائي، وغلبته على الخطية والشر ثم قيامته المجيدة من بين الأموات في اليوم الثالث.

********************************************

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
georgina
المميز(ة)
المميز(ة)
georgina


الجنس : انثى
الجدي
عدد المساهمات : 4920
التقييم : 2705
تاريخ التسجيل : 03/09/2011
البلد التي انتمي اليها : افتش

مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله    مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 20, 2011 10:44 pm

لماذا صلب المسيح؟



في الواقع أن الصليب هو تجسيد لعدالة الله المطلقة، ولحكمته ومحبته، ولكمال صفاته الإلهية حتى إنه من المؤسف حقاً أن بعض المغرضين يرون في صليب المسيح ما يتنافى مع العدالة الإلهية، زاعمين أن في الصليب تذنيباً للبريء وتبريئا للمذنب. والحقيقة أنه في الصليب تتجلى حكمة الله وقوة الله حتى تبيد كل حكمة الحكماء ويُرفض فهم الفهماء. فالرسول بولس يقول "فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالةٌ وأما عندنا نحن المخلّصين فهي قوَّة الله. لأنه مكتوبٌ سأُبيد حكمة الحكماءِ وأرفض فهم الفهماءِ. أين الحكيم. أين الكاتب. أين مباحث هذا الدهر."

وللتأكيد نقول إنه مكتوب في الوحي المقدس في سفر الأمثال هذه الآية "مبرّئُ المذنب ومذنّب البرئَ كلاهما مَكرَهة الرب." وحاشا لله أن يفعل ما يكرهه. ونحن إذ نتناول موضوع الصليب بالتأمل يجب علينا أولاً أن نخلع أحذيتنا من أرجلنا ونتسربل بالتواضع لأن الموضع الذي نحن واقفون عليه أرض مقدسة.. ولنطلب من المسيح "المذَّخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم." أن يكشف عن أعيننا "لمعرفة سرّ الله الآب والمسيح"

أولاً:

*****
نقول إن المسيح البار لو كان قد أُجبر على حمل دينونة الناس الأشرار ومات ضد إرادته لكان ذلك فعلاً منافياً للعدالة، أما وأن الرب يسوع قد اختار برغبته وبدافع محبته أن يحمل عار البشر وخطيتهم فإننا نرى في صلبه عدالة الله الكاملة لأنه إذ سبق وأعلن أن أجرة الخطية موت، لم يخفف هذه الأجرة على ابنه الوحيد الحبيب حين "وضع عليهِ إثم جميعنا." لكي يصير "لجميع الذين يطيعونهُ سبب خلاصٍ أبدي"

يخطئ الناس إذ يظنون أن الرب يسوع قد صُلب كشهيد لأن تعاليمه تعارضت مع تقاليد المجتمع، وينسون أنه مات كفادٍ لأنه "كان قد أحبَّ خاصَّتهُ الذين في العالم أحبَّهم إلى المنتهى." فالمسيح لم يمت شهيداً كأنه عن ضعف، لكنه مات حباً لخاصته ليقدم الفداء للكنيسة لكل من يؤمن به وقد شهد المسيح نفسه مؤكداً ذلك بالقول "لهذا يحبُّني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضاً. ليس أحدٌ يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطانٌ أن أضعها ولي سلطانٌ أن آخذها أيضاً." وهنا نرى أن المسيح بسلطانه اختار أن يضع نفسه ولم يأخذها أحد منه.. وإذ حاول بطرس مساعدة المسيح بسيفه قال له يسوع "رُدَّ سيفك إلى مكانهِ... أَتظنُّ أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدّم لي أكثر من اثني عشر جيشاً من الملائكة. فكيف تُكمَّل الكتب أنه هكذا ينبغي أن يكون"

ثانياً:
****
يظن البعض أن موت المسيح جاء حدثاً فجائياً غير متوقَّع بالنسبة له وينسون أن دم المسيح مكتوب عنه "عالمين أنكم افتديتم ... بدمٍ كريم كما من حملٍ بلا عيب ولا دنس دم المسيح معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم ولكن قد أُظهِر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم" والعهد القديم يؤكد لنا ذلك أيضاً إذ تنبأ عن تجسد المسيح وعن صلبه قبل أن يتم بآلاف السنين، فالذبائح كلها ترمز إلى ذبيحة المسيح وعيد الفصح الذي يُرش فيه دم شاة صحيحة "على القائمتين والعتبة العليا" إنما يرمز إلى دم المسيح الذي يحمي من الهلاك ونلاحظ أن الدم لم يكن يُرش على العتبة السفلى لأنه يرمز إلى دم ابن الله الذي لا يصح أبداً أن يُداس. وفي بداءة الخليقة حين سقط آدم وحواء وحاولا أن يسترا عورتهما بورق التين أعلن لنا الله عن تدبيره لخلاصنا في ذبيحة المسيح إذ كسى عورتهما بجلد حيوان ذُبح لأجل هذا الغرض. وحين قبل الله ذبيحة هابيل ورفض تقدمة قايين إنما كان يعلن أن خلاصنا يتم عن طريق الذبيحة وليس عن طريق التقدمات أو الأعمال.

وفي الأنبياء لا سيما اشعياء نجد نبوات واضحة وصريحة عن صليب المسيح قبل أن يحدث بمئات السنين. كم من مرة أعلن المسيح نفسه لتلاميذه عن موته وقيامته، مكتوب "وفيما كان يسوع صاعداً إلى أورشليم أخذ الاثني عشر تلميذاً على انفرادٍ في الطريق وقال لهم. ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنسان يُسلَّم إلى رؤَساءِ الكَهَنة والكَتَبة فيحكمون عليهِ بالموت. ويسلّمونه إلى الأمم لكي يهزأُوا بهِ ويجلدوهُ ويصلبوهُ. وفي اليوم الثالث يقوم" وقال المسيح لنيقوديموس "وكما رفع موسى الحيَّة في البرّية هكذا ينبغي أن يُرفَع ابن الإنسان" وقال المسيح أيضاً لليونانيين "الآن دينونة هذا العالم. الآن يُطرَح رئيس هذا العالم خارجاً. وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إليّ الجميع. قال هذا مشيراً إلى أيّة ميتةٍ كان مزمعاً أن يموت." وهذه الآية ترينا أن المسيح قد اختار أن يرتفع عن الأرض ويُعلّق على الصليب ليجذب إليه الجميع، جميع من يؤمنون به.



في فيلبي نقرأ هذه الآية الجميلة عن المسيح "الذي إذ كان في صورة الله لم يَحسِب خلسةً أن يكون معادلاً لله لكنهُ أخلى نفسهُ آخذاً صورة عبدٍ صائراً في شبه الناس. وإذ وُجِد في الهيئة كانسانٍ وضع نفسهُ وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفَّعهُ الله أيضاً وأعطاهُ اسماً فوق كل اسمٍ"

كان من المستحيل أن نُرضي الله بتقدماتنا وأعمالنا وجهودنا لأن الله قدوس وقداسته لا تسمح بوجود ذرة من الخطية في محضره، وبالتالي لم يكن هناك بدُّ من أن يغسلنا المسيح من خطايانا ويحملها عنا ليعطينا برَّه وكماله لِنُقبل من الله.

ثالثاً:
*****
الصليب يعلن لنا عدالة الله أيضاً لأنه كان الطريقة التي هزم بها الله الشيطان، وفتح بها الطريق للإنسان ليعود إلى محضر الله ويعود للشركة مع الله، بل لينال "شركة الطبيعة الإلهية" بعد أن أغواه وأسقطه الشيطان في الخطية التي فصلته عن الله كما هو مكتوب في سفر اشعياء "آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع." وأغلق الشيطان على الإنسان تحت سلطان الخطية والظلمة، لكن الكتاب يقول "شاكرين الآب الذي أهّلنا لشركة ميراث القديسين في النور الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته" والرسول يوحنا يقول "لأجل هذا أُظهِر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس." والرسول بولس يقول "وإذ كنتم أمواتاً في الخطايا وغَلَف جسدكم أحياكم معهُ مسامحاً لكم بجميع الخطايا. إذ محا الصكَّ الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدَّاً لنا وقد رفعهُ من الوسط مسّمراً إياهُ بالصليب. إذ جرَّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهاراً ظافراً بهم فيه" وهكذا حقق المسيح الوعد القديم أن نسل المرأة يسحق رأس الحية

ظن الشيطان أنه بسحق عقب المسيح وموته على الصليب قد انتصر الانتصار النهائي على الله وعلى ابنه وعلى كل خطته ومحبته لخليقته، ولم يدرِ أن هذا الصليب كان حيث تمت هزيمته هو. فالصليب كان الطريقة التي استخدمها الله ليبيد الشيطان ويجرده من سلطانه… مكتوب في رسالة العبرانيين "فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس" ذلك لأن المسيح اذ ارتفع عن الارض قد رفع خطية الإنسان وأعاد الشركة بين الإنسان وبين الله ورد الإنسان إلى ملكوت الله.

لذلك فنحن نرى أن في هذا الارتفاع على الصليب دينونة للعالم وطرح لرئيس هذا العالم خارجاً مهزوماً، ففكر الله من وراء الصليب ليس مجرد استبدال موضع البري بالمذنب والمذنب بالبريء بل هو عمل أعظم بكثير من إدراك عقولنا عمله المسيح بدافع محبته ليدين ويطرح رئيس هذا العالم خارجاً وليفدي الكنيسة ويجذبها إليه..

لكل ذلك كان لابدّ أن يموت المسيح وموتهُ لم يكن متنافياً مع عدالة الله بل جاء مؤكداً لها لذلك يقول الكتاب "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمينٌ وعادلٌ حتى يغفر لنا خطايانا ويطهّرنا من كلّ إثمٍ." فالله يغفر خطايا التائبين المعترفين بخطيتهم والواثقين في كفاية ذبيحة المسيح على أساس أمانته وعدالته. فتعال إليه بكل خطاياك وأثقالك وضع ثقتك في عمله الكفاري الكامل لأجلك على الصليب ، و نل هبة الحياة الأبدية و مغفرة الخطايا ..و ستنعم روحك بسلام لم تختبره من قبل فنعمة المسيح سكنت فيك

صلاة :
ايها الرب يسوع
اعترف لك بخطيئتي وكما اني اعترف انني لا استطيع ان اخلص نفسي بنفسي
لذلك تعال الان يا رب يسوع وادخل الى قلبي وطهرني من خطيتي
انت يا رب يا رب يسوع يا من هو اصدق القائلين
وعدتني في الكتاب المقدس ان كل من يقبلك تعطيه سلطان ان يكون من اولاد الله
ها انا طلب منك ان تدخل قلبي وتجعلني خليقه جديده
آمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
georgina
المميز(ة)
المميز(ة)
georgina


الجنس : انثى
الجدي
عدد المساهمات : 4920
التقييم : 2705
تاريخ التسجيل : 03/09/2011
البلد التي انتمي اليها : افتش

مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله    مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 20, 2011 10:46 pm

كيف تقبل المسيح مخلصاً ؟

أيها المصلوب، إنك مصلوب على قلبي، والمسامير التي ثقبت يديك تخترق جدران قلبي
***********************************************

اشعياء 53:5 - وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل آثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا.


1- إن المسيحية ليست ديانة. إنها ليست فروضاً أو طقوساً أو ممارسات، لكنها أسلوب حياة ينمو في معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. كما أن الحياة الأبدية ليست جنة تجري من تحتها الأنهار، "لأن ليس ملكوت الله أكلاً وشرباً. بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس" رسالة الرسول بولس الى اهل روما 14: 17، "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" الانجيل بحسب البشير يوحنا 17: 3.ويعلن الكتاب المقدس عن قبول المسيح: "وأما كل الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه" الانجيل بحشب البشير يوحنا 1: 12. والقبول هو الإيمان .. ما وقر في القلب وصدقه العمل. "الإيمان بدون أعمال ميت" رساله الرسول يعقوب 2: 20. كما أن قبول الله يجعلنا أبناء له وليس أقل .. إذ أنه ينقلنا من مرتبة العبيد إلى الأحباء: "لا أعود أسميكم عبيداً لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده. لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" الانجيل بحسب البشير يوحنا 15: 15.
2- يسوع المسيح "ليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص" أعمال الرسل 4: 12.
فهو "الطريق والحق والحياة" الانجيل بحسب البشير يوحنا 14: 6. "أنا هو خبز الحياة. من يقبل إليَّ فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً" الانجيل بحسب البشير يوحنا 6: 35.
لذلك ادعوه رباً ومخلصاً شخصياً لك، "إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت. لأن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص"
رسالة الرسول بولس الى اهل روما 10: 9 – 10.

3- إن الله يحب كل خليقته .. فهو لا يفضِّل إنسان على آخر أو شعب على آخر، لكن الجميع متساوون أمامه .. "ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر. ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعاً واحداً في المسيح يسوع" رسالة الرسول بولس الى اهل غلاطيه 3: 28 . ليس بإمكانك ان تفعل شيئاً يجعل الله يحبك أكثر أو يحبك أقل. وذلك لأن محبة الله تعتمد على طبيعته حيث "أن الله محبة". فإن الله لم يحبنا لأننا نستحق المحبة "لكن الله بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" رسالة الرسول بولس الى اهل روما 5: 8 .
فالمسيحية تمتاز عن باقي الديانات بمفهوم "النعمة" .. أي عطية الله المجانية التي لا نستحقها.

4- لذلك تعال إلى الرب يسوع المسيح كما أنت. ليس باستطاعتك أن تغيِّر نفسك
وإلا لما كان لديك احتياج إليه. لكن الكتاب المقدس واضح في قوله أن
"الجميع زاغوا وفسدوا معاً. ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد" رسالة الرسول بولس الى اهل روما 3: 12. فإن الله يكره الخطية جدا لكنه يحب الخاطي جداً وهو الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف الانجيل بحسب البشير يوحنا 10: 11.

5- اعلن توبتك عن جهلك وخطاياك السابقة "فالله يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضياً عن أزمنة الجهل" أعمال الرسل 17: 30. فهو الوحيد الذي يقدر أن يعطيك حياة جديدة: "إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديداً" رساله الرسول بولس الى اهل كورينثوس الثانيه 5: 17.

6- اطلب وجه الله باعتباره أب لنا وليس ديان. واعلم أن يسوع في أيام جسده قد تعرض لكل التجارب والضيقات التي قد تمر بها. فهو لا يجلس في برجه العاجي في السماء كما صوَّره أرسطو بعيداً عن كل ما نعانيه نحن على الأرض، لكنه من شدة محبته لنا قرر أن يتنازل ويشاركنا: "فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما" الرسالة الى العيرانيين 2: 14. "من ثم كان ينبغي أن يشبه أخوته في كل شيء لكي يكون رحيماً ورئيس كهنة أميناً في ما لله حتى يكفِّر خطايا شعبه.
لأنه فيما قد تألم مجرباً يقدر أن يعين المجربين" الرسالة الى العيرانيين 2: 17 – 18. لذلك فهو قادر أن يرثي لضعفاتنا: "لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر ان يرثي لضعفاتنا بل مجرَّب في كل شيء مثلنا بلا خطية" الرسالة الى العيرانيين 4: 15.
كذلك فإن الروح القدس يعين ضعفاتنا: "وكذلك الروح أيضاً يعين ضعفاتنا" رسالة الرسول بولس الى اهل روما 8: 26.

7- اقرأ الكتاب المقدس مبتدئاً بالأناجيل الأربعة التي تروي عن حياة الرب يسوع المسيح على الأرض وأعماله ومعجزاته وتعاليمه. اعلم أن الله "ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" رسالة الرسول يعقوب 1: 17. وأن "يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد" عب 13: 8. فهو يستطيع أن يتدخل في ظروف حياتك اليومية تماماً كما صنع في حياة الناس قديماً. "الرب قريب لكل الذين يدعونه. الذي يدعونه بالحق. يعمل رضى خائفيه ويسمع تضرعهم فيخلصهم" المزمور 145: 18 - 19.

8- اطلب إرشاد الروح القدس لك أثناء الصلاة وقراءة الكتاب المقدس. "وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية" الانجيل بحسب البشير يوحنا 16: 13. ارفع صلاتك لله و اطلب منه أن يريك نور الحق و طريق الخلاص و الحياة الأبدية .

9- استخدم آيات الكتاب المقدس التي لمس الله بها قلبك في الصلاة. فإنه مكتوب أن "كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفصل النفس
والروح والمفاصل والعقول ومميزة أفكار القلب ونياته وليست خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا" الرسالة الى
العبرانيين 4: 12 -13. لذلك دع كلمة الله تكشف خبايا قلبك أمام الله حتى يتعامل معها ويطهرها ويقدسها.

10- انضم إلى مجموعة في الكنيسة من أجل الشركة والصلاة معاً. فإن الكنيسة ليست حجارة أو طوب، وإنما هي جسد والمسيح هو الرأس. "وأخضع كل شيء تحت قدميه وإياه جعل رأساً فوق كل شيء للكنيسة التي هي جسده ملء الذي يملأ الكل في الكل" رسالة الرسول بولس الى اهل افسس 1: 22 – 23.
كما أن يسوع هو حجر الزاوية: "فلستم إذاً بعد غرباء ونزلاء بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية الذي فيه كل البناء مركباً معاً ينمو هيكلا مقدساً في الرب" رسالة الرسول بولس الى اهل افسس 2: 19.

11- ضع كل حياتك ومستقبلك في يدي الله واعلم أنه "من سيفصلنا عن محبة المسيح. أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف" رسالة الرسول بولس الى اهل روما 8: 35. فقد ذكر الرب يسوع أنه "في العالم سيكون لكم ضيق. لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم"ا لانجيل بحسب البشير يوحنا 16: 33.

12- لكنه وعد بأنه سوف يعطي لنا سلامه: "سلاماً أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب" الانجيل بحسب البشير
يوحنا 14: 27. "وسلام الله الذي يحفظ كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" .



صلاة مقترحه :
ايها الرب يسوع اعترف لك بخطيتي وكما اني اعترف انني لا استطيع ان اخلص نفسي
بنفسي لذلك تعال الان يا رب يسوع وادخل الى قلبي وطهرني من خطيتي
انت يا رب يا رب يسوع يا من هو اصدق القائلين
وعدتني في الكتاب المقدس ان كل من يقبلك تعطيه سلطان ان يكون من اولاد الله
ها انا طلب منك ان تدخل قلبي وتجعلني خليقه جديده
آمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
georgina
المميز(ة)
المميز(ة)
georgina


الجنس : انثى
الجدي
عدد المساهمات : 4920
التقييم : 2705
تاريخ التسجيل : 03/09/2011
البلد التي انتمي اليها : افتش

مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله    مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 20, 2011 11:06 pm

في احد الأيام من القرن الماضي استقبل المهاتما غاندي عدداً من القساوسة المسيحيين، وكانت الساعة تشير إلى السادسة والنصف صباحاً. كان رجل الهند هذا، الذي قاد بلاده في طريق الاستقلال الكامل، قد انتهى لتوّه من تناول فطوره المؤلف من حليب الماعز المغلي مع ورق الليمون الحلو ثم جلس مع القسوس في غرفة علوية.

وكان يلبس رداء نصفياً يلف به حقويه، ويحمل ساعة رخيصة الثمن في جيبه ، في تلك الجلسة الهادئة سأل القسوس مضيفهم رأيه في اختبار الولادة الجديدة الذي تكلّم عنه يسوع في الإنجيل ...

فقال غاندي: "إني أومن باختبار الولادة الجديدة الذي يتكلّم عنه المسيحيون، إن كان هذا الاختبار أصيلاً وحقيقياً. وأقول من جهة أخرى، لا يوجد ما هو أسوأ من أن يتظاهر المرء بشيء لا يمتلكه". ثم أضاف: "إذا اهتدى إنسان إلى الله من خلال تعرفه بالمسيح يسوع، عليه أن يعتمد ويعلن للعالم إنه من اتباع المسيح، وإلا فإنه لا يتعدى كونه كذبة حية".

عندما ابتدأت خدمتي التبشيرية قبل أكثر من خمس وعشرين سنة، لم أكن قرأت كتاباً واحداً يتحدث عن موضوع الولادة الجديدة، مع أنني، أنا نفسي، كنت اختبرت الولادة الجديدة في السادسة عشرة. والآن، بعد مرور خمس وثلاثين سنة على قبولي المسيح مخلّصاً، لا أزال أشعر بروعة الاختبار ومجده، أنه يزاد تألقاً سنة بعد أخرى.

في عصرنا الحاضر أرى أن الحديث عن موضوع الولادة الجديدة يتزايد في مختلف مجالات الحياة وعلى جميع الصُّعُد: العلمية، واللاهوتية، والنفسانية، والفكرية، والجميع متفقون على أن الإنسان في حاجة ماسة إلى ولادة جديدة لكنهم يختلفون في أسلوب تحقيقها.
إن الولادة الجديدة تتحقق عندما يأتي الإنسان بروح التوبة والإيمان إلى الرب يسوع المسيح ويسلّمه حياته. هكذا يعلِّم الكتاب المقدس، وهذا ما اختبرته أنا نفسي، واختبره ملايين البشر في جميع أنحاء العالم وفي مختلف العصور.

لكن الإنسان في الحقيقة يحتاج إلى تغير جذري. . . . . هذا ما نسميه الولادة الجديدة.
إن مشكلة الإنسان الأساسية بالدرجة الأولى هي روحية وليست اجتماعية حيث يحتاج الإنسان إلى تغيير كامل من الداخل ويشير الكتاب المقدس مرارا إلى هذا التغيير الذي تكلم عنه السيد المسيح و من بينها هذه الآيات من العهد القديم:

"وأعطيكم قلبا جديدا واجعل روحا جديدة في داخلكم وانزع قلب الحجر من لحمكم واعطيكم قلب لحم." (سفر حزقيال36: 26) فالولادة الجديدة أو الثانية هي "التوبة والرجوع إلى الله."
إليك ما حدث مع القديس الشهير أوغسطينوس.

وصف ما حدث له في مقطع من سيرته التي أسماها: "اعترافات"؛ قال: "طرحت نفسي تحت شجرة تين واستسلمت للبكاء، وكانت دموعي تسيل كالجداول. صرخت قائلاً: إلى متى؟ غداً، لماذا غداً؟ اليوم اليوم. لماذا لا أضع حداً لنجاستي وشري اليوم.
كنت أقول هذه الكلمات وأبكي بمرارة وانسحاق، وفجأة سمعت صوت فتى أو فتاة لا أدري، منبعثاً من منزل مجاور، ينشد مكرراً: خذ وأقرأ، خذ وأقرأ، خذ وأقرأ.

توقفت على الفور عن البكاء وأخذت أتساءل هل سمعت قبلاً نشيداً كهذا؟ فلم أستطع أن أتذكر.
نهضت واقفاً يملأني شعور بأن الصوت صوت إلهي يأمرني أن أفتح الكتاب المقدس وأقرأ في أول صفحة تقع عيني عليها. أسرعت إلى المقعد حيث كان يجلس صديقي أليبيوس، لأنني هناك تركت كتاب رسائل بولس الرسول قبل أن أختلي بنفسي.

أخذت الكتاب المقدس وفتحته وقرأت الفقرة التي وقع نظري عليها . جاء فيها: لنسلك بلياقة كما في النهار، لا بالبطر والسكر، لا بالمضاجع والعهر، لا بالخصومات والحسد. بل ألبسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات (رومية 13:13).
ما أردت أن أقرأ المزيد وما كنت في حاجة إلى أكثر مما قرأت. إذ ما كدت انتهي من هذه العبارة حتى اخترق قلبي نور من اليقين الكامل بدّد ضباب الشك كان أوغسطينوس قبل هذه الحادثة إنساناً شهوانياً منحطّ الأخلاق لا يمكن أن يُدعى مسيحياً بأية حال. كانت أخلاقه وثنية على الرغم من ثقافته وعلمه. ونتيجة لهذا الاختبار أضحى واحداً من عظماء رجال الإيمان واللاهوت المسيحي في كل العصور. ورجل النهضات المشهور، جون وسلي، حدّثنا عن اختباره الولادة الجديدة في يومياته. ولد وسلي في بيت مسيحي وكان والده قسيساً في بلدة ابوورث في انكلترا. كان شاباً متديناً كثيراً في أثناء دراسته في جامعة اكسفورد، وترأس "النادي المقدس". كان يحب الصلاة وأعمال الإحسان منذ الصغر ويرغب في قيادة الناس إلى المسيح. وقد فارق بلاده ليبشّر الهنود الحمر في أمريكا الشمالية سنة 1735.

إن مظاهره كلّها دلت على أنه كان مسيحياً حقيقياً. لكنه، على الرغم من كل ما كان يقوم به من أعمال صالحة ونشاطات روحية، لم يكن قد اختبر الولادة الجديدة في المسيح يسوع، حتى جاء يوم 24 أيار (مايو) 1738. إذ في هذا اليوم اختبر ما اختبره بولس على طريق دمشق، وما اختبره أوغسطينوس في تلك الحديقة الإيطالية.

وصف جون وسلي ما حدث ذلك اليوم، قال: "ذهبت في المساء إلى جمعية في شارع الدرسغايت، بعد تردد كثير، إذ لم تكن لدي رغبة في ذلك. هناك وقف أحدهم وأخذ يقرأ في كتاب "مقدمة لرسالة رومية" .

ونحو الساعة التاسعة إلا ربعاً، بينما كان الكاتب يصف التغيير الذي يجريه الله في قلب الإنسان عندما يؤمن بالمسيح، شعرت بأن قلبي يتحرك بشكل غريب، وملأتني ثقة بالمسيح، وبالمسيح وحده كمخلّص لي؛ وملكني يقين شديد بأنه قد أزال عني جميع خطاياي وحررني من ناموس الخطية والموت".
لاحظت أن جون وسلي كان يشير، في كل ما كتبه بعد ذلك، إلى تلك الليلة كالنقطة الفاصلة في حياته.

إن كلاَّ من هذين الاختبارين حدث بشكل فوري، مع أنه، في الحالتين، سبق اختبار الولادة الجديدة فترة ليست بيسيرة من عدم الراحة والاستقرار. وحدث كلا الاختبارين عند سماع كلمة الله الحية كما جاءت في الكتاب المقدس.

إن كلمة الله الفعالة لمست كلاَّ من اوغسطينوس وجون وسلي، فأحدثت فيهما تغييراً فورياً في المواقف والسلوك، وشعوراً بالانعتاق من عبودية الخطية وعقدة الذنب
إن حاجة العالم الماسة اليوم هي إلى اختبار الولادة الجديدة في المسيح. هذا الاختبار الإلهي هو العلاج الذي يقدمه الله إلى كل فرد في العائلة الإنسانية.

إن عالمنا مريض حتى الموت، وثقافتنا وعاداتنا مشوشة حتى الارتباك، والحضارة برمتها في خطر الزوال
إن بشارة إنجيل المسيح السارة تقدّم العلاج الكافي الشافي الوحيد ، وليس من علاج يفضل على هذا العلاج.
إن للفداء الذي أنجزه المسيح بموته على الصليب قوة خارقة قادرة على تغيير حياة الأفراد، وحلِّ جميع المشكلات التي يعانيها المجتمع البشري.

فالإنجيل إذاً، هو وحده الذي يجيب عن الأسئلة الفلسفية المنبعثة من صميم كيان الإنسان القلق على وجوده:
- من أين أتيت؟
لماذا أنا هنا؟
إلى أين أمضي بعد الموت؟

يعيش الكثير من البشر في يأس وحيرة وفراغ، ويسيطر عليهم الشعور بالذنب وتعب الضمير. يفتشون عن حل لمشكلاتهم ويبحثون عن الراحة لنفوسهم وقلوبهم وأفكارهم. هل أنت من هؤلاء؟ هل تبحث عن حل؟

هذا هو الحل في غاية البساطة:
أولاً: يجب أن تقر بأنك إنسان خاطئ يقول الكتاب المقدس: "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجدُ الله".

ليس من السهل أن يعترف الإنسان بأنه خاطئ..
لكن الكتاب يقول: "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم". والاعتراف بالخطية يجب أن يعقبه توبة عن الخطية لأن الكتاب المقدس يقول: "من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقرّ بها ويتركها يُرحم".
ثانياً: يجب أن تثق بأن المسيح مات من أجل خطايانا وقام من أجل تبريرنا لم يكن موت المسيح صدفة، بل كان برنامج الله الذي أعدّه لخلاص الإنسان من الخطية. إن الدماء الطاهرة التي نزفت من المسيح وهو على صليب الجلجثة تطهر البشر من جميع خطاياهم. فتقدم الآن بالإيمان إلى الصليب، وأطلب من الله تطهيراً لخطاياك بدم المسيح تنل منه تعالى الحياة الجديدة. وإذا كنت ترى في الصليب مظهر ضعف فاذكر أن المسيح قام في اليوم الثالث من القبر ليؤكد لك صدق ما ادعى به، منتصراً بذلك على الموت. إن القبر الفارغ يثبت أن المسيح الذي مات مصلوباً هو الآن حيّ وقادر على أن يخلّصنا بالتمام، إن وضعنا كل ثقتنا وإيماننا فيه.

ثالثاً:
يجب أن نعرف أن الله يطلب منا قبول ابنه يسوع المسيح بالإيمان.
جاء في إنجيل يوحنا أن المسيح جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله، "أما كل الذي قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه" (يوحنا 12:1). إن القبول يتطلب عمل إيمان بسيط، قال يسوع: "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال لن تدخلوا ملكوت السموات". فلتكن لنا بساطة الأولاد في إيماننا.إن اختبار الولادة الجديدة يتم ساعة يقبل الإنسان المسيح بالتوبة والإيمان، عندئذٍ يتم ما جاء في الكتاب المقدس: "إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً" (2كورنثوس 17:5).

أدلى عالم مشهور مرة بالتصريح التالي: "لقد أصبحت مؤمناً مسيحياً باختبار علمي بحسب منهج مختبري"
وأنا أسألك اليوم..
هل عرفت المسيح اختبارياً ؟
لا شك في أنك سمعت عن المسيح، لكن هل قبلته فعلاً ؟
هل أنت مؤمن مسيحي "بحسب منهج مختبري" ؟

إن لكل عالم من العلماء اختصاصه، فالعالم نيوتن، مثلاً، علم عن المادة والحركة وعلاقة كل منهما بالأخرى. وأينشتاين علم عن النظرية النسبية. لكن يسوع المسيح تكلّم وعلم عن نشاطات الروح. في علم الكيمياء، إذا اتحد الهيدروجين والأكسجين تحت شروط معينة يتحولان إلى ماء؛ هكذا التوبة والإيمان في المسيح، أنهما دائماً ينتجان حياة جديدة.

أجل، إن اختبار الولادة الجديدة الذي علم به المسيح هو حقيقة وأنت تحتاج إلى هذا الاختبار، فاقبل المسيح اليوم يخلّصك.

صلاة : أيها الآب السماوي آتي إليك أنا الإنسان الخاطئ تائباً و نادماً عن آثامي و عيوبي تعال يا ربي و جددني و خذ قلب الحجر من جسدي و أعطني قلباً من روح و حياة أشكرك على فدائك لي ، أشكرك على دمك الثمين الذي سفك من أجل خلاصي على عود الصليب ، اجعلني خليقة جديدة بالمسيح يسوع ..

آمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jolliette
المميز(ة)
المميز(ة)
jolliette


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3648
التقييم : 1063
تاريخ التسجيل : 18/08/2011
البلد التي انتمي اليها : Cairo

مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله    مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله  I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 31, 2011 9:05 am

روووعة وجميلة جدا ياقمرة
مشكوررة كتيرر جورجينا
الرب يباركك


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/groups/165912160129695/?id=2128895820986
 
مواضيع أساسية في الإيمان المسيحي - طبيعة وحدانية الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى يسوع المخلص :: المواضيع الروحية :: منتدى التأملات والمواضيع الروحية-
انتقل الى: