قالت لي...
عزيزي موسيقى النيل شيء جميل يدل الروح ويسكن فيها..
هي موسيقي تشجيني، بها أعود بذكرياتي إلي شوارع القاهرة، وأنا في العشرين من عمري،
أخرج نشيطة من كليتي بعد يوم طويل لأستقل المترو فأمشي في شوارع ضيقة متربة
كل من فيها مصري أصيل بلونه ودمه.
وتأسرني من بعيد أم كلثوم تتغنى بأطلالها وكأنها تربطنا جميعاَ نحن العابرين في الطرقات برباط خفي،
رباط رحيق مصر ومذاقها.
وأنظر إلي صورة النيل ومركبة لم يعبر بها زمن التحديث ولم يمسسها فظلت على بكارتها،
تختال على صفحة النيل السكين،
لا تخاف من دروبه بل بها جرأة المحب الذي يشتاق إلى سبر غور المحبوب.
صوت الآلة الرخيم كأنه حديث طويل مملوء بكلمات الوله بألوان المحبوب عند المغيب.
ناي حزين يرجع بي إلي ألمي وأشعر بغصة في حلقي،
يعزف على أوتار قلبي عزف دموع تتوق أن تترقرق بدلاً من أن تبتلع قبل أن يلحظها أحد حتي
أنا.
لكني مع دق الدف والطبول أشعر بالأمل، الأمل المخزون في الشجن.