"ذي تايمز": مقتل القذافي نهاية مقاومة مناصريه لحكام ليبيا الجدد ‏ القدس - منذ 7 دقيقة

بنغازي - - نشرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية تقريرا أعده كل من جيمس هايدر وجيمس بون عن يوم امس الخميس الذي شهد نهاية معمر القذافي، مرجحين أن يكون مقتل العقيد نهاية مقاومة مناصريه لحكام البلاد الجدد.

وهنا نص التقرير: "قتل العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي بايدي قوات موالية للحكومة الثورية بعد أن سحب من عبارة تصريف مياه كانت ملاذه الأخير في مسقط رأسه سرت.

واقتيد الديكتاتور السابق الى شاحنة صغيرة وهو مصاب بجروح بالغة لكنه كان واعيا، وكان قميصه ممزقا وقد جر جسمه على الأرض.

وليس من الواضح تماما متى وكيف مات، لكن نهايته الدامية جاءت على يد جماعة غاضبة من المقاتلين الذين سجلوا لحظاته الأخيرة بالصور.

والتقطت صور لجثته بعد أن أخذت إلى مدينة مصراتة المجاورة، وظهرت عليه اصابتان بالرصاص احداهما في صدره والاخرى في رأسه. وقال المكلف بأعمال رئيس الوزراء في ليبيا، محمود جبريل، إن القذافي علق في اطلاق نار متبادل وقتل برصاصة في الرأس.

ولوح المقاتلون الذين قبضوا عليه بعد أسابيع من المعارك للسيطرة على سرت بمسدس ذهبي أخذ من العقيد، ويمكنهم أن يتقاسموا الآن المكافأة مقابل رأسه والتي تصل إلى مليون دولار. وقالت فرنسا ان إحدى طائرات "ميراج" التابعة لها هاجمت القافلة التي كان القذافي يحاول الهرب فيها.

وفي أرجاء ليبيا، انطلق الطلاب السابقون، والتقنيون في مجال الكمبيوتر، أو العمال العاديون الذين شكلوا عماد الثورة التي استمرت ثمانية شهور إلى الشوارع للاحتفال. فبالنسبة إليهم، كانت تلك إشارة الى نهاية حربهم الطويلة ونهاية عهد من قاد البلاد لنحو 42 عاما.

وفي المشهد الفوضوي الأخير من ديكتاتورية القذافي، نقلت أنباء عن مقتل ابنه المعتصم، بينما تضاربت الأنباء بشأن سيف الإسلام، وادعى أحد الوزراء الليبيين أنه أطلق عليه النار في رجليه وتم القبض عليه.

وبينما احتفل الليبيون، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي قاد تدخل الناتو في ليبيا، إن ذلك كان "يوما سيتذكره كل ضحايا العقيد القذافي" بمن فيهم أولئك الذين قتلوا في تفجير لوكيربي، وضحايا الجيش الجمهوري الايرلندي الذي استخدم متفجرات ليبية في حملات التفجير.

ورحب الرئيس الاميركي باراك أوباما باللحظة التي وصفها بأنها بداية جديدة لليبيا، قائلا: "لقد زال الظل القاتم للاستبداد. والآن مع هذا الأمل الكبير، يحمل الشعب الليبي مسؤولية عظيمة".

وقال محمود جبريل، الذي تحدث في العاصمة طرابلس وسط تكبيرات آلاف من الحاضرين: "لقد انتظرنا طويلا هذه اللحظة التاريخية. وأود أن أنتهز هذه الفرصة كي ادعو الليبيين لوضع خلافاتهم جانبا وقول كلمة واحدة: ليبيا، ليبيا، ليبيا".

ومن المرجح أن يكون مقتل العقيد نهاية مقاومة مناصريه لحكام البلاد الجدد، ونهاية حملة حلف شمال الاطلسي الجوية التي دامت سبعة شهور، والتي ساهمت إلى حد كبير في حماية الثوار غير المدربين وغير المسلحين بشكل جيد من الإبادة.

كما أن ذلك سيهدئ من المخاوف المزعجة من حرب طويلة الامد، ويشجع الآخرين في الدول العربية التي ما تزال تكافح من أجل ربيعها، مثل سوريا واليمن، للإطاحة بديكاتورييهم.

وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ إن القذافي تم القبض عليه حيا ثم قتل في ما يبدو.

وأضاف: "كنا لنفضل أن يواجه العدالة في محكمة الجنايات الدولية أو في محكمة ليبية على جرائمه. ولا نؤيد القتل من دون محاكمة. وفي نفس الوقت فإننا لن نعلن الحداد عليه. إن هذا بالإضافة الى سقوط سرت وبني وليد فرصة كبيرة لليبيا من أجل التقدم إلى ما قاتلوا من أجله طوال هذا العام، إلى مستقبل من الحرية والديموقراطية".

ودعا محمد السنوسي، وريث المملكة الليبية السابقة، إلى إظهار الوحدة من جانب شعبه، مقرا بأن هناك "تحديات في الأفق".

وعبرت مصر عن أملها بفتح "فصل جديد" في ليبيا، متعهدة بدعم إعادة إعمار البلاد.

اما الصوت الوحيد المعارض، فكان من نصيب رئيس فنزويلا هوغو تشافيز، الذي كان قد عرض على القذافي اللجوء إلى بلاده في الأيام الأولى من الثورة. وقال: "لقد اغتالوه. إنها مهزلة جديدة. سنتذكر القذافي طوال حياتنا كمقاتل عظيم، وثائر وشهيد".