البنت ملهاش غير بيت جوزها”.. كثيرا ما تتردد هذه المقولة المتوارثة على لسان الأمهات، وذلك اعتقادا منهن أن تعليم البنات والعمل تحصيل حاصل، فالبنت ستتزوج وتجلس في بيت زوجها لكي ترعى الأولاد..
ولكن كثير من البنات هذه الأيام غيرن تلك المفاهيم، وأصبح الشغل من أهم أولوياتهن ولو على حساب الزواج، وذلك لإثبات أن لهن دورا فعالا في المجتمع وقادرين على تحمل المسئولية دون الاحتياج إلى أحد.
تحدثت (الوفد) مع مجموعة من البنات لمعرفة آراءهن حول أولوية العمل أم الزواج..
“ثقة في النفس”
ريهام عبد الرحمن، 25 سنة، موظفة في أحد البنوك، تقول: “تعبت كثيرا لكي أحصل على فرصة عمل بعد تخرجي، وبالرغم من إنني لست في حاجة إلى العائد المادي، لكن لا أستطيع تحمل الجلوس في البيت بعد تخرجي وتعبي طوال سنوات الدراسة دون الاستفادة من ذلك، حيث إن الشغل يعطني ثقة في نفسي ويساعدني في تكوين شخصية مستقلة، ويجعلني أشعر بأن لدي دورا فعالا في المجتمع، وليس مجرد بنت منتظرة فرصتها لكي تتزوج”.
وتكمل: “يجب تغيير هذا المفهوم الخاطئ عن البنت، بأن الجامعة هي آخر مرحلة يجب أن تتوقف بعدها وتنتظر العريس، حيث إنه في الغالب يكون المتفوقون من البنات، هذا بالإضافة إلى أن هناك العديد من السيدات اللاتي يتقلدن مراكز مرموقة في المجتمع
أمان وخبرات ومسئولية
وتقول مروة شاكر، 27 سنة، موظفة: “الشغل يجعلني أشعر بالأمان خاصة في هذا الزمن، فهو حماية لي من أي أزمة ممكن أن أتعرض لها أنا أو زوجي أو أولادي في المستقبل، حيث إنه لا يمكن أن نعتمد على مصدر مادي واحد، فمتطلبات الحياة كثيرة وترتفع أسعارها بشكل جنوني كل يوم عن الآخر، ولذلك أصبح شغل البنت شيئا ضروريا وليس ترفيهيا”.
وتضيف: “الشغل له فوائد متعددة بخلاف العائد المادي؛ ومن أهم هذه الفوائد اكتساب الخبرات الحياتية نتيجة التعامل اليومي مع أشخاص آخرين لهم تجاربهم الخاصة بهم، والتي لا يمكن لأي بنت تجلس في البيت اكتسابها، وبالتالي تصبح البنت أكثر وعيا لما يدور حولها، وحينها تكون قادرة على الزاوج وتحمل المسئولية”.
“الشغل أولا”
وتروى مها أحمد، 23 سنة، والتي تعمل في إحدى شركات الاتصالات: “تعبت من اسطوانة (يا بنتي القطر هيفوتك، دلوقتي بيجيلك عرسان كتير بعد كده فرصتك هتقل وتضطري تقبلي بأي واحد، سيبك من الشغل وركزي في حياتك)، وطبعا بسمع الكلام ده بشكل شبه يومي، ولكن أصررت على الشغل لأنه يعتبر هو الهدف الأول عندي بعد تخرجي وليس الجواز، حيث إنني أريد أن أتعرف على شخصيات أكثر وأختلط بهم، ووقتها تكون عندي القدرة على اختيار السليم”.
وتشير إلى أن الجلوس في البيت لا يمنح البنت الفرصة في اختيار شريك حياتها وذلك لضيق دائرة معارفها وعدم احتكاكها بقدر كافي مع الشخصيات المختلفة.
“حياة كريمة”
أما نهى رامز، 26 سنة، مُدرسة في إحدى المدارس الخاصة، فتقول: “من وجهة نظري أرى أن شغل البنت له ارتباط وثيق بنجاح الزواج، حيث إن البنت عندما تعمل تستطيع رفع المستوى المعيشي لزوجها وأولادها وتوفر لهم المزيد من احتياجاتهم ومتطلباتهم التي لا نهاية لها، وذلك عكس ما يتصوره الكثير بأن عمل البنت يؤثر بالسلب على بيتها وأولادها”.
وتضيف: “لا أحد يستطيع أن يضمن الظروف بأن يتعرض زوجي في المستقبل لأزمة أو لمشكلة تجعله يترك عمله، أو حدوث أي ظروف طارئة، لذلك لابد من وجود بديل يمكن الاعتماد عليه، كما أنه في بعض الأحيان يرتفع مرتب الزوجة عن الزوج، وبالتالي فشغلها سيقصر الوقت والمجهود على الرجل، ويساعده في تحقيق أهدافه في نصف المدة التي كان سيستغرقها في تحقيقها”.