من الصعب أن تدخل تلك القاعة ولا يلفت نظرك ذلك الرجل المسئول عن حراسة المكان . فهو ضخم جداً ويرتدى جلباب واسع جعل منه كتلة بشرية ضخمة يجب ان تلاحظها ولكن ، سرعان ما تنساه وسط ضجيج الآحتفال من سلامات وقبلات وأحاديث ومناقشات وموسيقى يتردد صداها بشكل مستمر وجاء وقت تناول الطعام ” البوفيه ” وأنهمك الجميع فى تناول الطعام وتتعالى الصيحات ” عاوز حاجة ساقعة ….. لا ، مش عاوز جاتوه فيه شكولاته هاته أبيض …. هات سندوتش … عاوز أشرب …. إلخ ” وبينما كنت منهمكاً انا أيضاً فى طبقى وما سأختاره من أنواع الطعام الموجودة أمامى نظرته فى جانب القاعة الآيسر … أنه أبى يحمل طبق كبير ممتلىء بالطعام وزجاجة مياه غازية ويتجه الى ذلك الرجل الضخم الذى حدثتك عنه . لقد كان جالساً بعيداً فى نهاية طرف القاعة . جلس وحيداً ينظر الى الطعام ولا يتكلم يشتهى فى صمت ويطلب بعينيه وليس من مجيب ولكن الله لا ينسى أحد ، لقد أرسل له ذلك الرجل الرحيم ذو القلب الممتلىء حنان واحساساً بالآخرين الذى قدم له الطعام قبل أن يقدمه لنفسه أو حتى يتذوقه …….هل عرفت الان لماذا لماذا أدعو أبى بالرجل العظيم …….
” طوبى للرحماء لآنهم يرحمون ” ……. ”