الشهيدَين سركيس وباخوس

الشهيدَين سركيس وباخوس

في القرن الرابع للمسيح، في عهد الإمبراطور مكسيميانوس (308-313) الذي كان يحمل في قلبه بُغضاً شديداً للمسيحيّين على مثال أسلافه، لمع إسم القائد العسكريّ للفرقة الخاصّة التي ترافق الإمبراطور في أيّام السلْم والحرب، سركيس (سرجيوس) ومعاونه باخوس.

لم يَصِلا إلى هذا المقام الرفيع إلاّ بفضل بطولتهما في المعارك وأمانتهما للدولة وإخلاصهما للملك حتّى أصبح لسركيس نفوذ في البلاط الملكيّ.

كان سركيس وباخوس مسيحيَّيْن ولكنّ الملك لم يَكُن على عِلْمٍ بذلك. كانا يصلّيان في الخفية ويشجّع الواحد الآخَر على الثبات في محبّة المسيح.

ما طال الزمان حتّى وشى بهما حَسَداً بعض رفاقهما إلى الملك بأنّهما مسيحيّان ولا يقرّبان الذبيحة للأوثان. اِسْتَغرب الملك أوّلاً هذه التهمة لأنّه كان يعلم مدى وفائهما له وللدولة، ولكنّه أراد أن يمتحنهما لكي يختبر صِدْقَهُما. في أحد الأيّام، وفيما كان الملك يحتفل بتقديم الذبائح للأوثان في هيكل الإله زوس، اِسْتَدعاهما وأمرهما بأن يَسْجُدا أمام الأوثان لتقديم الذبيحة فرفضا وأعلنا أنّهما يؤمنان بإله واحد هو يسوع المسيح القائم من بين الأموات.

أمام هذا الإيمان، أمرَ الملكُ بأن يُفْصَلا عن وظيفتهما ويُخلع عنهما رداؤهما وأن يُلبَسا ثياباً نسائيّة ويُكَبَّلا بقَيودٍ من حديد في عُنقَيهِما ويُطاف بهما في شوارع المدينة. عندما وصلا إلى قصر الملك، وقفا أمامه وأعلنا مرّةً ثانيةً إيمانهما بيسوع بعد أن طلب منهما الكفر بإلههما وإعلان إيمانهما بالأوثان.

نتيجة إصرارهما، أرسلهما الملك إلى أنطوخيوس حاكم الفرات الذي كان يُعَدُّ أقسى رَجُل في الإمبراطوريّة، فأمر هذا الأخير بِجَلْدِ باخوس أوّلاً حتّى تمزّق جسده وسال دمه على الأرض وأسْلَمَ الروح. في تلك الليلة، تراءى باخوس لسركيس بشكلٍ وَقورٍ يغمره الفرح والسرور وراح يشجّعه على الثبات في إيمانه. وفي اليوم التالي، أمر الحاكم بأن يُوضَعَ في رِجلَي سركيس حذاءٌ غُرِزَت في داخله مسامير علّه يكفر بالمسيح، ولمّا رآه مُتَصَلِّباً في إيمانه، أمر بقطع رأسه بالسيف وكان ذلك سنة 312 للمسيح.

ثبَّتَنا الله في إيماننا به حتّى شهادة الدم، بشفاعة أمّنا مريم الحبيبة والقدّيسَيْن سركيس وباخوس. آمين.

صلاة إلى القدّيسَين الشهيدَين سركيس وباخوس

أيُّها القدّيسان الشهيدان، مار سركيس وباخوس، يا من عرفتما المسيح بنعمةٍ من الله فآمنتما به. وكنتما، وأنتما قائدان في الجيش الرومانيّ، تُصلّيانِ إليه، بينما رفاقكما يعبدونَ الأصنام. ولمّا وُشِيَ بكما أنّكما مسيحيّان وطُلِبَ منكما أن تُنكِرا المسيح وتُقدِّما السجود والذبيحة للأصنام، مُتُّما من أجله شهيدَيْن.

نسألكما أن تشفعا لَنا عند الربّ فيُنعِمَ علينا أن نعيش في هذه الحياة ثابتِين على الأمانة حتّى الموت. كونا لنا مثالاً في الطاعة والشجاعة، وعَلِّمانا أن نتوق إلى السماء نظيركما. اِلْتَمِسا لنا أن نُحِبَّ المسيح ونشهد له بكلامنا وأعمالنا أمام الجميع. وإذا أُعْطِيَ لنا أن نموت شهداء في سبيله، فاعضُدانا في تلك الساعة لِنستحقَّ الشهادة.

جَدِّدا المعجزات، في هذا الجيل، لنشعر بقوّة الشهداء ونعمة المسيح، وازرَعا في قلوبنا بذور الإيمان. وكما كان دمُكما عربون عهدٍ جديد وسلامٍ جديد للكنيسة كلّها، كذلك فليكنِ اليوم، بِذاراً جديداً لِشعبٍ جديد وسلامٍ جديد. آمين.

بركة صلواتهم فلتكن معنا

شكرا على السيرة الذكية

الرب يباركك

بركة صلواتمه فلتكن معانا
ميرسى

بركه صلواتهم تكون معانا
امين
ربنا يبارك حياتك رجاء