لماذا أشعر دائماً أنّ شيئاً ما ينقصني؟

ها إنّي أعمل بما لطالما حلمت أن أعمل، أعتقد أنّي أفرح بكلّ ما أعمله، لكن في الحقيقة، بعدما أنهي ما أحببت أن أفعل، مرّة بعد مرّة، بدل الشعور بالفرح لما حقّقت، أشعر دائماً أنّ شيئاً ما ينقصني، وأنّه من المؤكّد، يوجد شيء أعمق يدعوني، ولكن لا أعرف ماذا يجب عليّ أن أعمل!

أيجب أن أدرس المزيد، لآخذ شهادة أهمّ؟

أيجب أن أُطوّر مجال عملي وأوسّع نشاطي؟

أيجب أن أوسّع دائرة اجتماعيّاتي؟ ...

إلتَفِتْ إلى السماء، وحَدِّق جيّداً، أُصمُتْ قليلاً واسمع الصوت الذي يهمس في قلبك. صوت من خلقك، صوت من أوجدك، صوت الحبّ!

وجه الآب ينظر إليك منتظراً، كما كان الأب ينتظر عودة ابنه الذي ضلّ، وبذّر نِعَم أبيه في الطّيش كما يقول لنا الكتاب المقدّس في مثل الابن الضال (لو 15: 32-11)، ولكنّ الأب لم يملّ من انتظار ابنه، فإنّ الآب رحوم ومملوء حبّاً لولده.

ظنّ الابن أنّه وجد حريّته أخيراً، حين ترك بيت أبيه، وذهب ليعيش حسب إرادته الشخصيّة.

أخطَأَ هذا الابن، حين ظنّ أنّ أبيه يقيّده، ويحدّ من حرّيته. أراد أن يفعل كلّ شيئ، ويجرّب كلّ شيئ. ولكن يقول لنا القدّيس بولس: "كلّ شيء مباح، ولكن ليس كلّ شيء ينفع".

الحريّة ليست أن نفعل كلّ شيء: يوجد في العالم الكثير من الأشياء التي تهلكنا، ولهذا من البديهي الابتعاد والامتناع عنها. وهذا لا يحدّ حرّيتنا، بل بالعكس، فالحريّة تنحدّ عندما أعرف أنّ ما أفعله يُهلكني، وأكون غير قادر على اتخاذ قرار، لأنّي مُقَيّد.

بعد أن نظرتُ إلى السماء وحدّقت جيّداً، بعد ان صمتُّ قليلاً، فهمت أن ما أعيشه باطل، ليس لأنّه قبيح، بل لأنّي أعمله دون معنى. بل لأنّي ظننتُ أنّي سيّد حياتي، ونسيت أني "إذا اهتممت لا أقدر أن أزيد على قامتي ذراعاً واحدة" (لو 12: 25-26).

ولكنّي أرى الآن أبي ينتظرني لأعود، فهو ليس غاضب منّي، ولكنّه متحسّر على كلّ لحظة عشتها بعيداً عنه.

أفهمُ الآن أنّ حريّتي الحقيقيّة هي في بيت أبي، أي في الكنيسة التي أسّسها لي ولإخوتي، حيث أعيش مصالحة معه ومع نفسي.

ظننتُ أني كنت أختار بحريّة، ولكن ما كانت اختياراتي إلاّ عبوديّة أوصَلَتْني لأن أشتهي "أن أملأ جوفي من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله" (لو 15 – 16).

ها إنّي أعود إليك يا أبي، إغفر لي، فإنّ أكبر خطيئة ارتكبتها ليست كلّ ما فعلته من سوء، بل أنّي ما عرفت عظمة حبّك لي.

ها إنّي أعود عبر ابنك يسوع، سيّدي الذي أرجع إليّ حريّتي البنويّة التي فقدتها يوم ابتعدت عنك، حين افتداني على الصليب. أعود عبر الكاهن في سرّ المصالحة (الاعتراف)، الذي يحمل بسلطان كهنوته، هذا السرّ الذي فداني، وهناك ألتقي بك من جديد، وأراك تنتظرني لتستقبلني وتقبّلني. والاحتفال، ألا يتمّ عبر الفرحة والوليمة الجديدة؟

أصبح للقدّاس معنى جديد، شخصيّ! ها هي عائلتي السماويّة تحتفل معي بعودتي! ولكن من أعادني، هو يسوع، الذي أحتفل معه بوليمة عودتي عبر تجسّده، آلامه، موته وقيامته!

أعرف الآن ماذا ينقصني!

تنقصني أنت يا ربّ!

ولن أقبل بعد اليوم أن أهجر أباً أحبّني حبّاً شديداً، يدعوني لأعيش معه كلّ يوم بفرح. في كلّ ما أعمل، حتى في الأشياء الصغيرة، أجد لمساتك الباهرة.

أصبحت أعرف أنّك موجود فيّ، في الرّوح الذي نفخته فيّ حين خلقتني. هذا الحضور الذي يملأني ويُعطيني الجواب الصحيح لكلّ سؤال والذي من البداية، كان ينادي في قلبي، ويُشعرني بأنّ شيئاً ما بداخلي، لم أعبىء به، وهو أساس حياتي.

ينقل للروحي
موضوع حلو اوي الف شكر يا رجاء

موضوع رووعة وجميل جدا ياقمرة
ميرسى كتيرر ررجاء
واحلى تقيم يا سكرة
الرب يباركك

وجه الآب ينظر إليك منتظراً، كما كان الأب ينتظر عودة ابنه الذي ضلّ، وبذّر نِعَم أبيه في الطّيش كما يقول لنا الكتاب المقدّس في مثل الابن الضال (لو 15: 32-11)، ولكنّ الأب لم يملّ من انتظار ابنه، فإنّ الآب رحوم ومملوء حبّاً لولده.
_____________________________________________
موضوع اكتر من رجاااء
وتقييم كمان