الموت حرقاً.. كلاكيت ثاني مرة

الموت حرقاً.. كلاكيت ثاني مرة

الخميس: 03 نوفمبر 2011 ,

العبارة بيلا

بقلم/ صلاح بديوي

نجح رجال قواتنا المسلحة
الباسلة صباح أمس الخميس، في إنقاذ 1235راكب، من الموت حرقا، عندما شبت
النيران في السفينة "بيلا"، وذلك علي بعد 10 أميال بحرية من ميناء العقبة
الأردني.

وأكدت القوات المسلحة المصرية
أن 6 قطع بحرية وطائرتين عسكريتين ساهمت في إنقاذ الركاب، وإخماد تلك
النيران، علي إثر تلقي مركز البحث والإنقاذ الرئيسي التابع للقوات المسلحة
إشارة استغاثة من هيئة مواني البحر الأحمر، تفيد بوقوع الحريق.

وقد أعادتنا تلك الحادثة إلى
يوم 20 (فبراير) من عام 2002م، والذي كان يوافق عشية عيد التضحية والفداء
أيضا، يوم شبت النيران في قطار الصعيد وتسببت في مصرع "‏350‏"ش خصا، في
أسوأ كارثة قطار تشهدها مصر.

وذكرتنا هذه الحادثة أيضاً،
بكارثة غرق العبارة السلام 98، التي غرقت في 2 فبراير من عام 2006 م،
واختفت على بعد 57 ميلا من مدينة الغردقة المصرية على ساحل البحر الأحمر،
وكانت تقل 1415راكب، معظمهم انتقل إلى رحاب الله.

وأشارت التقارير الأولية وقتها،
نقلا عن بعض الناجين من الحادثة، إلى أن حريقا نشب في غرفة محرك السفينة،
وانتشر اللهب بسرعة فائقة، وهو ما تسبب في غرق الباخرة، التي قام نظام
مبارك بتهريب صاحبها، وهو عضو مجلس الشورى ممدوح إسماعيل، والمقرب من مؤسسة
الرئاسة، إلى خارج مصر.

وما نود قوله أن تلك الحوادث
كادت تتكرر أمس، وتتحول لكارثة جديدة، يروح ضحيتها أيضا المئات من أبناء
وطننا، وبشكل أكثر إثارة، لولا تدخل قواتنا المسلحة، وقبل ذلك تدخل العناية
الإلهية، التي هبطت علي ركاب العبارة "بيلا"، لتغمر ركابها برحمة الله،
والذين كان غالبيتهم من الفقراء العاملين بدول عربية، والذين عادوا لأسرهم
ليقضوا العيد بينهم، فغمرتهم العناية الإلهية عندما أرسلت إليهم، وسهلت
لهم، وصول تلك الوحدات من أبطال جيشنا، لينقذوهم من موت محقق بعرض البحر.

ووفق ما تنامي إلى علمي، فإن
النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود، يشرف بنفسه علي فحص
المستندات الخاصة بالعبارة "بيلا"، ومدى توافر شروط الأمن والأمان بها،
ومدى خضوعها لإجراءات التفتيش قبل إبحارها، وهو ما يشير بوضوح إلى شكوك
جهات التحقيق، في عدم صلاحية تلك العبارة لنقل الركاب، وهو السبب الرئيسي
في غرق كل العبارات المصرية من قبل، والذي لابد أن تدفع أجهزة الرقابة بمصر
ثمنه، لأنها تسمح لتلك العبارات بالعمل، متجاهلة تداعيات قرارها.

ومن المؤسف أن يكون الدكتور
عصام شرف رئيس الوزراء متخصص في أمور النقل، وبلرغم ذلك عندما كان وزيرا
للنقل، وقعت في عهده أكثر من حادثة قطارات وعبارات، والآن تتكرر في عهده
كمسئول عن الوزارة كلها مثل تلك الحوادث، ولولا تدخل رجال الجيش، لأضيف إلى
رصيد شرف كارثة جديدة.

ومن الواضح أن رئيس الوزراء
وطاقمه متفرغون لتطبيق سياسات نراها ليست في صالح الوطن، مثل فتنة الدعوة
لمؤتمر المبادئ الدستورية، والتفرغ لبحث كيفية التصدي للانتقادات الموجهة
للحكومة، متجاهلا الحوادث التي تقع في المجتمع المصري، وتهز استقراره،
وتنشر الرعب بين أفراده، مثل عمليات السلب والنهب، والخروج علي القانون
والأمن العام، وترويع الآمنين، مما يزعزح استقرار الوطن وضياع هيبة الأجهزة
الأمنية.

ونحن هنا؛ إذ نهيب بالمجلس
الأعلى للقوات المسلحة بوضع حد لمنهاج سيره علي خطي نظام مبارك، نؤكد أن
قطاع النقل بشكل عام، وهو قطاع حيوي واستراتيجي، يحتاج إلى اهتمام أكبر،
ويحتاج إلى حملة تغيير وتطهير، وذلك من اجل النهوض به وإصلاحه ،وتطبيق
سياسات جديدة تعيده كمرفق حضاري،يساهم في نهضة مصر الثورة وتطورها.

محيط